فلسفة ورجال وواقع المسيرة الحوثية:
المسيرة المخضرية

عبدالوهاب سنان النواري Ýí 2016-11-22


مقدمة:

1- المخضرية هي خلطة غير طبيعية تجمع بين العدس وروث البهائم، وهي نكتة مفادها: أن بائع عدس كان قد أعد قدره واستعد للخروج ليبيعة في السوق كالعادة، غير أن حماره فعل فعلته فوق ذلك القدر، فقام ذلك البائع الغشاش بخلط العدس مع روث الحمار، وخرج لبيعه بكل وقاحة، وعندما انتبه أحد الزبائن للأمر وسأل البائع: ما هذا؟ أجابه البائع: هذه مخضرية.

2- أنا هو ذلك الزبون الفطن، وملازم الأخ/ حسين بدر الدين، هي ذلك القدر المغشوش، وكتب التراث هي ذلك الحمار الذي فعل فعلته في العدس، والهاشميون هم ذلك البائع الوقح الغشاش، لذلك أطلقت علی مسيرتهم العرقية، الطائفية، العفاشية، المذهبية، مسمی: المسيرة المخضرية.

 

أولا- فلسفة المسيرة:

1- أول فكرة أو عقيدة تقوم عليها فلسفة هذه المسيرة، هي فكرة الإصطفاء الإلهي، فكل شخص ينتمي إلی هذه المسيرة هو مصطفی من الله جل وعلا، سواء كان هاشمي أو غير هاشمي، وللهاشميين علی غيرهم درجة، ومن لا ينتمي إلی هذه المسيرة هو رجل ليس فيه خير، خبيث كره الله إنبعاثه.

2- أما الفكرة الثانية التي تقوم عليها فلسفة هذه المسيرة، فهي فكرة الاستغناء. فهذا المسيرة هي مسيرة الله جل وعلا، وهي مسيرة منتصرة حتما وليست بحاجة أحد، والشرف هو لمن ينظم إليها، وليس لآل الحوثي أي شرف بانظمامك إلی مسيرتهم. وهذه المسيرة كالبحر تلفظ كل جسم ميت، والجسم الميت هو كل شخص يستخدم عقله.

3- الفكرة الثالثة هي فكرة التسليم المطلق والطاعة العمياء، فأنت في هذه المسيرة عبد مطبوع، تسمع وتطيع وتخلق التبريرات للقيادة والمشرفين، مهمتك هي أن تكذب كل شيء حتی عينيك وأذنيك، وتصدق المشرفين وآل الحوثي، وتحيا وتموت من أجلهم.

4- الفكرة الرابعة هي فكرة الإتخاذ، وقد جاءت هذه الفكرة نتيجة الفهم الخاطئ لقوله تعالی: وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء (آل عمران 140) . ولسنا هنا في معرض تصحيح فهم الآية. المهم أن المخلص الحقيقي في هذه المسيرة حسب فلسفتها هو ذلك الذي قُتل في الجبهة، وكل من لا يزال حيا يرزق هو رجل مشكوك في إخلاصه، لأنه لو كان مخلصا حقا لاتخذه الله قتيلا، والوسيلة الوحيدة لإثبات ولاءك هو أن تُقتل في أطرف معركة عبثية.

 

ثانيا- رجال المسيرة:

1- الصنف الأول من رجال المسيرة هم أولئك السادة والكبراء (المغضوب عليهم) ، الذين يقودون ويديرون المسيرة وعلی رأسهم آل الحوثي، وعبدالملك بالذات، وهؤلاء هاشميون ولكنهم عفاشيون وفاسدون وضباط في الحرس الجمهوري والأمن القومي، فلا يكفي أن تكون من البطنين كي تصبح من هذا الصنف، بل يجب أن تكون أيضا من النهدين (عفاشي) .

2- الصنف الثاني وهم المغرر بهم (الضالين) من أبناء المدن الصغيرة والمناطق النائية، وهم في الغالب قُصار دون الثامنة عشر، أو رجال جهلة ليس لهم من العلم نصيب، وينتمون إلی أسر فقيرة ومتخلفة، حركهم العرق الهاشمي، أو النفس الطائفي، أو عصيان الوالدين والفشل في الدراسة أو العمل أو الحياة الزوجية، وهؤلاء هم ضحايا الحروب ووقود نيرانها.

3- الصنف الثالث رجال في منزلة بين المنزلتين، أنصاف متعلمين، أنصاف رجال، متوسطي الدخل، أنصاف قرآنيين، أنصاف شرف، وأنصاف ضمير. فلا هم الذين أخلصوا لمسيرتهم المخضرية وتحركوا الجبهات ليموتوا بكل غباء، ولا هم الذين باعوا ضمائرهم لعفاش وأفسدوا وحصلوا علی مناصب قيادية في الدولة والجماعة، أو يحصلوا علی حقوقهم المهضومة كأدنی حد.

 

ثالثا- واقع المسيرة:

1- هي مسيرة فاسدة من أصلها، فلا هي قرآنية، ولا قياداتها منتخبة وكفوئة، ولا مجال فيها للتغيير والتحديث وحرية التعبير والرأي، بل علی العكس: هي مسيرة سلفية كهنوتية ديكتاتورية، يتمتع قادتها بالسلطة المطلقة، والسلطة المطلقة مفسدة مطلقة.

2- هي مسيرة مخترقة من قبل المخلوع الذي يديرها فعليا من وراء حجاب، من خلال ضباط الحرس الجمهوري والأمن القومي، والقيادات الوسطية في حزبه الشعبي الخاص. ليس هذا فحسب، بل ومسيرة ملوثة تحتوي اللص والقاتل والشاذ والعاصي، والمتردية والنطيحة وما أكل السبع.

3- هي مسيرة خاسرة سياسيا وعسكريا واقتصاديا وإعلاميا وثقافيا، خسرت خيرة رجالها في معارك عبثية لا داعي لها، وخسرت كل من كان متعاطفا معها في تعز والجنوب، وأعظم من ذلك حولت كثير من خيرة وأبرز كوادرها إلی أعداء.

 

أخيرا:

تحياتنا وسلامنا لكل من عرف حقيقة هذه المسيرة الظالم أهلها، فخرج منها خروجا جذريا، بترك كل أكاذيب التراث، والتمسك بالقرآن الكريم. أيدينا ممدودة، وصدورنا مفتوحة لهم، ومسيرتنا القرآنية المقدسة، أعظم وأكبر من أن تختزل في شخص أو أسرة أو عرق معين.

اجمالي القراءات 4566

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-11-03
مقالات منشورة : 84
اجمالي القراءات : 962,655
تعليقات له : 60
تعليقات عليه : 67
بلد الميلاد : Yemen
بلد الاقامة : Yemen