صواريخ المخلوع:
المخلوع والكعبة

عبدالوهاب سنان النواري Ýí 2016-11-05


بين حين وآخر، تقوم القوة الصاروخية التابعة للمخلوع اليمني عفاش، بإطلاق صواريخ بالستية روسية الصنع، باتجاه المملكة الوهابية الإرهابية. بعدها تضج وسائل الإعلام بأخبار هذه الصواريخ، التي لا تستحق كل ذلك الإهتمام، فالغالب أنه يتم إعتراضها وتفجيرها في الجو، أو تسقط وتنفجر في الصحراء دون أن توقع أي أضرار، ونادرا ما تحقق أهدافها، بتواطئ الدفاعات الجوية الوهابية لغرض في نفس سلمان.

الظريف في هذه الصواريخ - محلية الصنع !! حسب اعتقاد شيعة المخلوع - هو أنها تصل إلی أهدافها بدقة، وتنفجر، وتقوم بتصوير الأضرار المادية، وتحصي عدد الضحايا بمختلف جنسياتهم، ثم تقوم بإرسال كل هذه البيانات إلی قناة المسيرة الفضائية التابعة لشيعة المخلوع، لتقوم بإذاعتها علی المغفلين الذين لا يعقلون ولا يبصرون ولا يعتبرون.

بعدها يقوم المحللون السياسيون، والكتاب، والصحفيون، والناشطون في المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي التابعين للمخلوع، بعمل الواجب. والواجب علی هذا الجيش الإعلامي هو: التضليل والمبالغة في أهمية هذه الضربات الصاروخية، وما حققته من أهداف، وأهمية التوقيت، بغرض رفع معنويات الضالين، الذين يصرخون ويتوجهون إلی الجبهات الحدودية، ليموتوا بأيدي القناصة السعوديين، أو بصواريخ ورشاشات الأباتشي أمريكية الصنع.

تقوم المملكة بإستغلال هذه الأعمال العبثية لتصور للمجتمع الدولي وللشعوب الإسلامية أنها في خطر، وأنها تدافع عن نفسها، وتخوض حربا دفاعية مصيرية ضد المد الإيراني الذي يستهدف كيانها، ويستهدف مقدسات المسلمين جميعا، فالإعتداء علی المملكة يعني فيما يعني: استهداف العقيدة والمقدسات والعروبة.

وكان أبرز تلك الصواريخ وأكثرها شهرة، ذلك الصاروخ الذي انفجر علی بعد (65 كم) عن مدينة مكة المكرمة، والذي زعم السعوديون أنه كان يستهدف بيت الله الحرام، ليضعوا المخلوع وشيعته في موقف محرج، وتثور ثائرة المسلمين، فيسارع المتعصبون إلی الإلتحاق بالجيش السعودي، والجيش الوطني اليمني، لحماية المقدسات، ودحر المليشيات.

وخوفا من الناس، وتعظيما منهم لأحجار الكعبة وستائرها السوداء، سارع المخلوع وشيعته إلی نفي هذه المزاعم، مؤكدين علی أنهم استهدفوا مطار الملك عبدالعزيز، في مدينة جدة، وأن حرمة الكعبة الشريفة عندهم لا تساويها حرمة، وأن اراقت دماء المسلمين مسلما مسلم، أهون عندهم من هدم حجر من أحجار الكعبة.

بهذه المناسبة السخيفة والحادث العرضي، دعونا نسأل الإخوة السعوديين: أيهما أعظم إثما - حسب أحاديثكم ومفترياتكم المقدسة - اراقت دم الشعب اليمني وحصاره وتجويعه، أم هدم الكعبة حجرا حجرا؟ ودعونا نسأل المخلوع وشيعته الميامين: أيهما أعظم، سخط الله جل وعلا، عليكم، أم سخط الشعوب الإسلامية؟ ودعونا نسأل أنفسنا: أيهما أعظم، الإنسان أم الكعبة؟

الإنسان هو الأقدس، وقتله أعظم الجرائم علی الإطلاق، لأنه لا يستطيع أحد أن يعيد الحياة لإنسان أزهقت نفسه، وهو بذلك الخسارة التي لا يمكن أن تعوض، لذا كانت عقوبة قتله أعظم العقوبات. أما الكعبة فأحجار نستطيع أن نعيد بناءها خلال (24) ساعة بالكثير.

 

أخيرا:

نحن لا نعبد أحجار البيت الحرام، وإنما نعبد رب البيت، نعبده لأنه أطعمنا من جوع وآمننا من خوف. ونحن نستطيع أن بعبده والبيت مهدوم، ولكننا لا نستطيع أن نعبده ونحن تحت الأنقاض والجوع يلتهم أمعاءنا.

اجمالي القراءات 4885

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-11-03
مقالات منشورة : 84
اجمالي القراءات : 960,703
تعليقات له : 60
تعليقات عليه : 67
بلد الميلاد : Yemen
بلد الاقامة : Yemen