العنصرية الهاشمية:
البكتيريا الهاشمية

عبدالوهاب سنان النواري Ýí 2016-10-23


مقدمة:

1- لسنا نكره الهاشميين ولا نحقد عليهم رغم كل عمائلهم، وإن كان الظاهر علی مقالاتنا ومنشوراتنا طابع الكراهية تجاههم، غير أن الحقيقة كما يعلم الله جل وعلا، عكس ذلك تماما. ولو كنا نكرههم لكنا تركناهم في غيهم دون أن ننصحهم أو نزجرهم أو نعنفهم، بغرض كبح جماحهم، حفاظا علی ما تبقی منهم. نحن نعتبرهم حالة مرضية تستحق الشفقة والعطف، وتستدعي سرعة العلاج.

2- الهاشميون ليسو سواء، فبينهم: المحترمون والأذكياء والعقلاء والأغنياء والمتعلمون والنافذون .. الخ، وبينهم أيضا: السفلة والمنحطون والأغبياء والفقراء والجهلة والبسطاء .. الخ، حالهم في ذلك حال غيرهم من البشر. غير أن الغالب عليهم هو صفة الغزلة والكبر والتعالي علی الناس بنسبهم، مدعين أنهم مخلوقات مقدسة من الدرجة الأولی، وأصحاب الحق الملكي المقدس، وأن باقي البشر رعيتهم وعبيدهم، ما يجعل الهاشميين محط اشمئزاز واستهجان وكراهية، حيث لا يمكن لأحد أن يقبل علی نفسه بأن يكون بشرا من الدرجة الثانية إلا إذا كان مطعون في رجولته.

3- ونحن حينما نكتب عن الهاشميين فإننا نكتب عن الغالبية طبعا، أما تلك الأقلية النادرة التي تعتبر نفسها بشر مثل كل البشر فلها منا كل الإحترام، غير أنه لا حكم للنادر كما يقولون. ونحن نكتب لهدفين رئيسيين: الأول هو تنبيه الهاشميين إلی عيوبهم وتوصيف حالتهم المرضية، أملا في إصلاحها ومعالجتها. أما هدفنا الثاني فهو كشف حقيقتهم لعامة الناس، حتی لا يظلوا مخدوعين بهم، وخاضعين لسحرهم.

 

أولا- العنصرية الانشطارية:

1- الكفار في كل زمان ومكان يفهمون الرسالات السماوية علی أنها وسيلة للنفوذ والتسلط علی الناس ودعوة لحكمهم، وقد جاء هذا المعنی علی لسان قوم نبي الله نوح (ع) : فقال الملؤا الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم (المؤمنون 24) . وقد كان هذا أحد دوافع وحجج الكفار في رفض نبوة ورسالة خاتم النبيين، نفهم ذلك من قوله تعالی: وقالوا لولا نزل هذا القرءان علی رجل من القريتين عظيم (الزخرف 31) .

2- المجد والشرف والفخر في أي مجتمع جاهلي يرتبط بالنسب والقبيلة وليس بالتقوی والعلم وحسن الخلق، يطلق هذا المجتمع لقب القاضي علی كل فراد ينتمي لأسرة كان جدها قاضي، حتی لو كان أفرادها جهلة وسيئي السمعة، ومهما تعلم وتحلی بالأخلاق النبيلة رجل كان جده يعمل في إحدی المهن التي يعتبرها المجتمع الجاهلي مهن حقيرة، فإن ذلك المجتمع الحقير لا يمكن أن يمنح الشرف لذلك الرجل المتعلم الكريم.

3- لذلك ركز القرآن الكريم علی هذا الجانب الاجتماعي المهم، ونهی حتی من مجرد السخرية من الآخرين، معتبرا من يمارس هذه السلوكيات من الفاسقين، داعيا إياهم إلی التوبة ما لم فإنهم من الظالمين، فما بالكم بمن يمارس ما هو أكبر من السخرية، جاء ذلك في قوله تعالی: يا أيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسی أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسی أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون (الحجرات 11) .

4- لم يكتف القرآن الكريم بالنهي والتحذير، بل وضع أسس ومعايير الشرف والخيرية، المتمثلة في الإيمان والتقوی والعمل الصالح، وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالی: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثی وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير (الحجرات 13) . ويقول أيضا: إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية (البينة 7) .

5- ولكن حدث ما حذر منه سبحانه وتعالی، مات خاتم النبيين وانقلب الناس علی أعقابهم وبدأت جاهلية أشد ضراوة من الجاهلية الأولی. مات خاتم النبيين فانقسم الناس واختلفوا فيمن يكون الحكم وكأن خاتم النبيين كان ملكا متوجا، وبرزت العصبية والعنصرية القرشية لتقول للناس: الأئمة من قريش، والسلطة لهم من دون الناس.

6- وما هي إلا سنوات حتی انقسمت العنصرية القرشي علی نفسها، وبرزت العنصرية الهاشمية، لتقول للناس: الأئمة من بني هاشم، والسلطة لهم من دون قريش. وخاض الهاشميون صراعا مريرا ضد الأمويين في سبيل الوصول للسلطة والاستئثار بها، حتی تمكنوا من اسقاط الإمبراطورية الأموية، وإقامة الإمبراطورية العباسية.

7- وما هي إلا سنوات حتی انقسمت العنصرية الهاشمية علی نفسها، وبرزت العنصرية العلوية، لتقول للناس: الإمامة في أبناء علي بن أبي طالب، والسلطة لهم دون الهاشميين. وحين لمع نجم (محمد بن علي بن أبي طالب) المعروف بأبن الحنفية، وظهرت الفرقة الكيسانية التي تدعو لإمامته، انقسمت العنصرية العلوية علی نفسها، وبرزت العنصرية الفاطمية، لتقول للناس: إن الإمامة لا تكون إلا في أبناء فاطمة بنت محمد، والسلطة لهم من دون العلويين.

8- وما هي إلا سنوات حتی انقسمت العنصرية الفاطمية علی نفسها، وبرزت العنصرية الحسينية، لتقول للناس: إن الإمامة في أبناء الحسين، والسلطة لهم من دون الفاطميين. ثم انقسمت العنصرية الحسينية علی نفسها، وبرزت العنصرية الموسوية والإسماعيلية، وتتالت الانقسامات داخل الإسماعيلية إلی نزازية ومستعلية، ثم ثم ثم .. الخ.

9- وفي الجانب الحسني برزت العنصرية الهادوية، لتقول للناس: إن الإمامة لا تكون إلا في أبناء فاطمة (البطنين) ، هذا من الناحية النظرية، أما من الناحية العملية فهي لا تكون إلا في أبناء يحيی بن الحسين الرسي. وكم ارتكب الهادويون مجازر إبادة وتطهير عرقي في حق أبناء عمومتهم الحسينيين في سبيل السلطة، بل وشوهوا وزوروا تاريخهم. وفي داخل الهادوية توالت الانقسامات وتشعبت الفرق من جارودية ومطرفية .. الخ.

10- وهكذا تستمر الانقسامات لأن العصبية والعنصرية لا تولد إلا عنصريات وعصبيات أصغر منها، والانقسامات متتالية ومستمرة إلی اليوم، فهناك: الخمينية، والشيرازية، والحوثية .. الخ. حتی أصبحت عنصريات صغيرة بكتيرية لا تری إلا بالميكرسكوب. ونأمل من الطب الاجتماعي أن يستعين بالقرآن الكريم ويسرع في اختراع العلاج الناجع للقضاء تماما علی هذه البكتيريا، التي أثخنت جسد الأمة، وأصابته بالكثير من الأمراض الفتاكة القاتلة.

 

ثانيا- الهاشميون واليهود والنصاری:

1- عندما نكتب عن الهاشميين فإننا نكتب عن علم وخبرة وتجربة، فهم جيراننا وأصهارنا وزملائنا ورفاق النضال والعمل الثوري والدعوي، وقد عملنا سويا حولين كاملين في الثورة الشبابية السلمية، وفي المسيرة الحوثية الهاشمية. وكما قلنا سابقا إنهم ليسو سواء، فبينهم أناس جيدون وهم قلة، أما غالبيتهم فهم عنصريون، يحملون نفسيات: نحن أبناء الله وأحباؤه. ويعتقدون أن السلطة لهم وحدهم من دون الناس.

2- وقد تركت العمل في المسيرة الحوثية نهاية العام 2012م، وأنا حانق عليهم معتبرا إياهم كاليهود والنصاری، غير أنني عندما تدبرت أكثر في كتاب الله جل وعلا، وجدت أنني ظلمت اليهود والنصاری. كان الهاشميون غير راضين عنا، وغير صادقين معنا، ولا يصدقوننا، رغم كل الجهود التي بذلناها، والتضحيات التي قدمناها. وسأخبركم لماذا كنت ظالما لليهود والنصاری حين ساويتهم ببني هاشم.

3- حكی لنا القرآن الكريم عن خبث وعنصرية اليهود والنصاری بأنهم لن يرضوا عنا إلا إذا اتبعنا ملتهم، وفي ذلك يقول سبحانه: ولن ترضی عنك اليهود ولا النصاری حتی تتبع ملتهم (البقرة 120) . أي أننا سنصبح منهم لنا ما لهم وعلينا ما عليهم، وهذا ما يؤكده قوله تعالی: ومن يتولهم منكم فإنه منهم (المائدة 51) . أما بني هاشم فإنهم لن يرضوا عنك حتی وأنت تتبع ملتهم (مذهبهم) ، واقع حالهم: ولن يرضی عنك الهاشميون حتی لو اتبعت مذهبهم، ومن يتولهم منكم فإنه عبدهم وخادمهم وزنبيلهم، وهو بكل تأكيد ليس منهم.

4- حكی لنا القرآن الكريم أيضا مقالة طائفة من منافقي أهل الكتاب، مقالة يحث فيها بعضهم البعض بأن لا يصدقوا ولا يكونوا صادقين إلا مع من تبع دينهم، جاء ذلك في قوله تعالی: وقالت طائفة من أهل الكتاب ءامنوا بالذي أنزل علی الذين ءامنوا وجه النهار واكفروا ءاخره لعلهم يرجعون ، ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدی هدی الله أن يؤتی أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم (72-73) . أي أنهم سيكونون صادقين معك مصدقي إياك بمجرد أن تتبع دينهم. أما بني هاشم فلن يكونوا صادقين معك، ولن يصدقوك أبدا حتی وأنت تتبع دينهم (مذهبهم) ، واقع حالهم: ولا تؤمنوا إلا لمن هو من سلالتكم.

 

أخيرا:

مقارنة ببني هاشم، سلام الله علی اليهود والنصاری، وكما قال المثل: من يوم عرفنا يزيد، رضينا علی معاوية.

اجمالي القراءات 4901

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-11-03
مقالات منشورة : 84
اجمالي القراءات : 961,833
تعليقات له : 60
تعليقات عليه : 67
بلد الميلاد : Yemen
بلد الاقامة : Yemen