اللوبي الحوفشي:
بقبق لك بقبق

عبدالوهاب سنان النواري Ýí 2016-10-15


خرجت جماهير الشعب اليمني في ثورة شبابية شعبية سلمية، لإسقاط نظام المجرم الفاسد عفاش اللعين، إنها ثورة الحادي عشر من فبراير المجيدة، الإمتداد التاريخي لثورتي سبتمبر وأكتوبر.

تلك الثورة كانت حتمية تاريخية لشعب فقير مطحون، يعاني من ذلك الثالوث المرعب، ثالوث: الفقر والجهل والمرض. ذلك الثالوث الذي كان النتيجة الطبيعية للسياسة الفاسدة التي انتهجها نظام المخلوع الجاهل عفاش اللعين.

المزيد مثل هذا المقال :

والنظام الذي خرج الشباب لإسقاطه يشمل المخلوع وعائلته وكل أقاربه، وشلته الفاسدة المقربة من مختلف محافظات الجمهورية اليمنية، من مشائخ وبرلمانيين وقادة عسكريين وقادة أحزاب سياسية وجماعات دينية وقضاة ومحافظين ومدراء عموم .. الخ.

تلك الشلة الفاسدة المجرمة كان ولا يزال بقاءها مرهونا ببقاء المخلوع، وبقاء المخلوع مرهون ببقاء شلته الفاسدة. ويأتي علی رأس تلك الشلة الفاسدة: مجرم وتاجر الحروب الجنرال علي محسن الأحمر.

وفي خطة جهنمية إنقسم النظام علی نفسه ليحصن ويحمي نفسه، وأعلن المجرم علي محسن إنضمامه السلمي وتأييده السلمي لثورة الشباب السلمية، ووقع الفأس في الرأس، وأصيبت الثورة في مقتل.

رحبت القيادات الإخوانية التي كانت مسيطرة علی دفة الثورة بهذا الإنضمام الماكر، وفرح الشباب الإخواني المغرر به، والمغيب عقله، والمسير من قبل قياداته الكهنوتية التي تحظی بالتسليم والطاعة العمياء.

وعلی الفور حذرنا من هذا الإنضمام الشيطاني، وبينا أنه خدعة عفاشية لإجهاض الثورة، وأن علي صالح وعلي محسن، جسدان بروح واحدة، وأن كل منهم يكمل الآخر ويقضي علی خصومه، وأن بقاء محسن، مرهون ببقاء صالح، والعكس .. الخ. وأكثر من هذا رفضنا عروضا مغرية للإنضمام للفرقة ومقابلة المجرم علي محسن، الذي سيغدق علينا بالعطايا والمكرمات.

غير أننا للأسف الشديد لم نجد أذنا واعية من قبل الشباب الإخونجي المبرمج طائفيا، والموجه بالريمونت كنترول سياسيا، وكانت ردود معظم شبابهم علينا: بقبق لك بقبق يا عبدالوهاب.

في تلك الأثناء سارع اللوبي الحوفشي ووفر لي فرصة عمل مغرية في الشؤون المالية بجامعة ذمار، خوفا من أن يتمكن الإخوان من استقطابي، فقد كان الوضع الطبيعي هو أن أنضم للفرقة بإعتبار أن والدي (رحمة الله تغشاه) كان أحد ضباطها.

في تلك الفترة كنت عربيدا وغير ملتزم دينيا وممكن أفعل أي شيء يخطر ببالي دون رادع أو وازع ديني. وكان العمل الذي وفره لي اللوبي الحوفشي هو أمين صندوق نيابة شؤون الطلاب بجامعة ذمار، وبدون أي ضمانات مالية أو تجارية، مع أنني لم أكن موظفا رسميا (مثبت) ، غير أننا تلقينا وعودا كاذبة بالتثبيت في نفس العام.

وفي العمل تعرفت علی زملاء هاشميين ناشطين في الحركة الحوثية وكنت حينها شيعيا وأحترم الهاشميين، وبسرعة تعمقت العلاقات فيما بيننا وأعطوني ملازم لحسين بدرالدين، وكانت أول ملزمة اقرأها هي ملزمة (الثقافة القرآنية) .

في العمل كنت أبطش هذا وأرتشي من أولئك والتهم مكافئة ذاك، وكان هذا لزوم الشغل، فالنظام الإداري العفاشي لا يقبل أصحاب الضمير، هو نظام البقاء فيه للأفسد، الرجال أحمر العين.

غير أن اللوبي الحوفشي قرر وبدون أخذ موافقتي وبدون مقابل: أن يقوم بتفريغي من عملي، لإنطلق في المجال الدعوي التبليغي للجماعة الحوثية، بعد أن رأی حماسي واندفاعي، ومقدرتي الخطابية، وغزارة معلوماتي التاريخية - بحكم تخصصي.

وبأسلوب قذر وحقير حاول اللوبي الحوفشي تلبيسي تهمة عجز مالي، وطلب مني توفير ضمانة مالية وتجارية، بعد أن رفض إخلاء عهد ومقدمات مالية تصل إلی مليون ونصف المليون ريال يمني، وتنصل عن وعود التثبيت، وقام بتوقيفي من العمل.

كل هذا كان من أجل دفعي إلی الهرب من محافظة ذمار والهجرة إلی محافظة صعدة مأوی اللصوص والمجرمين وأعداء الله تعالی، غير أنني لم أهرب، صمدت وواجهت لجنة الرقابة والتفتيش، وقدمت ما لدي من وثائق وسندات وعهد، وكان تقرير الرقابة والتفتيش لصالحي، وحينها قرر اللوبي أقفال ملف القضية وعدم مواصلت الإجراءات القانونية.

وكان موقف الجماعة الحوثية سلبيا للغاية، لقد خذلوني وطلبوا مني أن أتفرغ للعمل الدعوي الجهادي، وأن لا تأخذني الدنيا، ولا تغرنيي ببهرجها، متحججين بأنه ليس لهم حول ولا قوة.

انطلقت في العمل الدعوي الجهادي علی أساس أنها مسيرة قرآنية، والحق يقال: لقد كانت ملازم حسين بدالدين، المعبر الأول والطريق المعبدة إلی الفكر القرآني، فقد هيئتنا الملازم إلی تقبل الصدمة الكبری، وهي عدم حجية الأحاديث، لما تزخر به الملازم من طابع قرآني بارز، ولو أنه غير دقيق.

ومع القرآن .. ومع الأيام .. ومع العمل الدعوي .. تكشفت لنا الكثير من الحقائق:

1- اكتشفنا أننا الجناح العسكري الجهادي للمؤتمر الشعبي العام، وأننا جنود مجندة لخدمة المخلوع.

2- اكتشفنا أن مسيرتنا الحوثية ليست مسيرة قرآنية، بل هي مسيرة مذهبية طائفية عرقية كهنوتية.

3- اكتشفنا أن الغالبية الساحقة من الهاشميين يحملون نفسية (نحن أبناء الله وأحباؤه) ، وأنهم لن يرضوا عنا حتی ونحن نتبع مذهبهم.

4- اكتشفنا المسيرة القرآنية الحقيقية المتمثلة في المدرسة الفكرية لوالي العزيز الدكتور أحمد صبحي منصور (وفقه الله تعالی) .

ودارت الأيام وذاق الإخوان المسلمون وبال أمرهم، ودخل الحوثيون في نفس الجحر الذي دخل فيه إخوانهم، وتم الإعلان صراحة عن التحالف بين الحوثيين وعفاش، ونفذ بهم عفاش انقلابه علی الجمهورية، وخاض بهم حروبه العبثية، وجلب العالم لضربهم وتدميرهم، وهم بعفاش من المخدوعين.

وبعد كل هذا يأتي حوثي مغفل ومتعصب، مغيب العقل مسلوب الإرادة، ليقول لأستاذه: بقبق لك بقبق يا عبدالوهاب.

حسنا يا ابن ولدي، سأبقبق ثم أبقبق ثم أبقبق، فعد إلی أهلك سالما غانما

اجمالي القراءات 3963

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-11-03
مقالات منشورة : 84
اجمالي القراءات : 960,792
تعليقات له : 60
تعليقات عليه : 67
بلد الميلاد : Yemen
بلد الاقامة : Yemen