مقال إفتراضى : أمريكا تنقذ النبى محمدا عليه السلام من الحبس الاحتياطى فى مصر

آحمد صبحي منصور Ýí 2016-10-04


1 ـ إتحد ( المحمديون ) ضد (النبى محمد ) تمسكا بعبادة ( إله ) وهمي مصنوع من أوهامهم أسموه (محمدا )، جعلوه حيا لا يموت ، يعمل ليل نهار فى قبره يستغفر لهم ويرد تحيتهم ، وجعلوه أشرف الأنبياء وسيد المرسلين  والمتحكم بشفاعته يوم الدين . هذا يتناقض مع حقيقة النبى محمد المذكورة فى القرآن الكريم . رفضوا الرسالة القرآنية التى نزلت على الرسول محمد تمسكا منهم بأساطير السنة والتشيع والتصوف . وعندما ظهر النبى محمد يذكّرهم بالقرآن الذى إتخذوه مهجورا ثاروا عليه وسجنوه وهددوا بقتله ، فلم يجد من يدافع عنه سوى الغرب الذى يؤمن بالحرية الدينية والحرية السياسية والعدل و كرامة الانسان وحقوقه .

2 ـ على أن الغرب لا يخلو من شياطين الإنس المتعاملين مع  خدمهم شياطين الانس الحكام المستبدين والمسيطرين على الثروة والسلطة فى بلاد المحمديين . شياطين الانس فى الغرب تتضخم بلايينهم بصناعة السلاح والتجارة والشركات العملاقة ، وهؤلاء مصلحتهم فى إستمرار الحروب فى الشرق الأوسط ليبيعوا السلاح للمستبدين  وللفرقاء المتشاكسن فيه ، وهو سلاح بعضه فائض لم يعد يُجارى العصر، وبعضه لا يزال فى دور التطوير والتجريب ويحتاجون مدن المحمديين وأجسادهم ليجربوا فيه هذا السلاح الجديد الذى يُستعمل بعد . شياطين الانس فى الغرب يبيعون السلاح لشياطين الانس فى بلاد المحمديين ليقتتلوا به ، وفى نفس الوقت يعطى شياطين الانس فى الغرب عمولات لشياطين الانس فى بلاد المحمديين لتوضع فى بنوك الغرب تحت وصاية الغرب . والتنافس قائم فى إستنزاف أموال الشرق الأوسط  ودماء أبنائه تحت شعار : طالما يريدون قتل أنفسهم فلماذا لا نساعدهم على هذا .!

3 ـ ظل هذا الوضع سائدا ومستمرا ومستقرا حتى ظهر النبى محمد فى القاهره يسعى فى الاصلاح السلمى ، يجهر بالحق ويُعرض عن الجاهلين . ولكن شيخ الأزهر زعيم الجاهلين ومعه رفاقه فى السعودية وغيرها أبوا إلا أن يوضع النبى محمد فى السجن توطئة لمحاكمته صوريا وتسليط من يقتله فى السجن ويتم تمييع القضية ثم الاعتراف بعدم الاستدلال على القاتل ، وحتى لو قبضوا على القاتل فسيحكمون ببراءته حيث أنه إرتكب فقط تهمة الأفتئات على السُّلطة .!. على أن تعاطف الغرب وامريكا جعل المحمديين يتحدون ضد أمريكا والغرب ، ويحولون الموضوع من قضية حقوق إنسان الى كرامة وطنية ورفض للتدخل الأجنبى .

4 ـ هذا التوحد بين المحمديين أدى الى التقارب بين السنة الوهابية والشيعة ، وبين الرياض وطهران . وسيكون لهذا إنعكاساته على الأوضاع فى سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر ـ إقليميا وعلى الغرب وروسيا دوليا . شياطين الانس فى الغرب يريدون إستمرار الوضع المتفجر فى الشرق الأوسط حفاظا على مصالحهم ، والقوى المؤيدة لحقوق الانسان تريد إنقاذ النبى محمد وتحريره من الحبس الاحتياطى وتضغط بقوة على صُنّاع السياسة الأمريكية وفى اوربا لتضع حدا نهائيا لانتهاكات حقوق الانسان فى بلاد المحمديين . والنبى محمد يرفض الخروج من الحبس الاحتياطى وحده ، وهو يصمم على تحرير كل الأبرياء فى السجون المصرية ليخرج بهم أحرارا . وهذا مستحيل لأن الحكام المستبدين يرفضون هذا لأنه يعنى أن تشمل دعوته إطلاق سراح كل الأبرياء فى دول الشرق الأوسط وبدء إصلاح يطيح بعروشهم . عروشهم قائمة على إرهاب شعوبهم بالتعذيب والقتل والاختفاء القسرى والحبس الاحتياطى . لو إقتصر دخول السجن على المجرمين الجنائيين ــ يدخلونه بمحاكمة عادلة  ــ فهذا العدل يعنى زوال المستبدين وأتباعهم من خريطة الشرق الأوسط السياسية .

5 ـ ولأن المجتمع الدولى تقوده أمريكا فقد وضعت أوربا المشكلة فى يد واشنطون ، ودارت مشاوات سرية بين مسئولين من البنتاجون والمخابرات المركزية والخارجية الأمريكية ، ورأوا أن المصلحة تستوجب إنقاذ النبى محمد  وتحريره من السجن و( الهجرة ) به من مصر الى أمريكا .!.ليس هذا حبا في النبى محمد ،  ولا إيمانا بالاسلام ولكنه نزع فتيل ( الاتحاد ) الذى يوشك أن يوحّد المحمديين ليعودوا الى خلافاتهم وحروبهم وسفك دمائهم ، وحاجتهم الى السلاح . تكونت مجموعة من الخبراء وضعت خطة عمل .  وبدأ فورا تنفيذها .

5 ـ طبقا للخطة وصل مبعوث أمريكى إجتمع مع الرئيس المصرى وهدّده ضاغطا على العصب الحسّاس لديه ، وهو المحاكمة الجنائية الدولية وتجميد أرصدته فى أمريكا ، وصولا الى العمل على إغتياله كحلّ أخير . وأوضح له أن من مصلحته التخلص من المشكلة بالموافقة على تهريب النبى محمد من الحبس الاحتياطى ، ثم بعدها يعمل على تهدئة الأوضاع ، وإفتعال مشكلة أخرى ينشغل بها الرأى العام   وينسى موضوع تهريب النبى محمد من زنزانته . تمسك الرئيس المصرى بأهمية ألّا يؤثر أى إجراء أمريكى على سُمعته وصورته فى مصر والعالم العربى بإعتباره الحكيم وطبيب المشاكل والذى يستمع اليه خبراء العالم مندهشين متعجبين مسبهلّين مبهورين .!. وأخذ المبعوث الأمريكى من هذا موافقة ضمنية على الاجراء الأمريكى ، فدخل المبعوث الأمريكى بالمفاوضات الى مستوى أعلى ، وهو قيام الرئيس المصرى شخصيا بإتاحة التسهيلات فى مصر أمام الفرقة الأمريكية التى ستأتى لانقاذ النبى محمد من محبسه . وفى الحقيقة رفض الرئيس المصرى هذا بعناد وتمسك بإستقلالية قراره وبما تفرضه أعمال السيادة المصرية ، ولكنه غمز بعينيه أيضا،ووعد بغض البصر عما سيحدث وشغل الرأى العام بأزمة إقتصادية أخرى تجعل المصريين يصرخون ويجأرون ، عن العملية الأمريكية فى مصر ينشغلون .

6 ـ غادر المبعوث الأمريكى فاتصل برؤسائه لتنفيذ الخطة  . مباشرة بعدها اتصل عنصر أمريكى  فى مصر بضابط عميل له فى المخابرات المصرية ،  وقام بالتنسيق معه فى تحرير النبى محمد من المكان السرى الذى يحتجزونه فيه .

7 ـ وفوجىء هذا الضابط المصرى ( العميل ) بإستدعاء له من مؤسسة عليا . كان يرتجف وهم يضعون عصابة على عينيه،فقد أيقن أن أمره  ــ كجاسوس ــ قد  إفتضح . إقتادوه الى سيارة ليموزين سوداء ، وانطلقوا به فى جنح الظلام. بعد أن طافوا به ساعتين فى ميدان فى مدينة نصر دخلوا الى معسكر ، ثم توقفوا ودخلوا به الى قاعة وأجلسوه على كرسى وتركوه ، وتحسس الكرسى الذى يجلس عليه فعلم أنه فى مكان أنيق فاخر . رفعوا العصابة عن وجهه فوجد الرئيس المصرى يحملق فيه مبتسما بهدوء .  

8 ـ قال له الرئيس المصرى : " أنا رأيت فى المنام جبريل عليه السلام يقول لى أن الامريكان قد إتّصلوا بك ، وقد طلبوا منك أن تساعدهم فى خطف النبى محمد من زنزانته .". تأهب الضابط للكذب ولأن يقسم بأغلظ الأيمان أن هذا لم يحدث . اسرع الرئيس يقول له : " وفّر عليك الكذب، لأن جبريل لا يكذب . وأبشّرك أن جبريل أمرنى أن أأمرك بطاعة الأمريكان مع إبقاء الأمر فى طىّ الكتمان .".  خرج الضابط منتشيا وأعطى الضوء الأخضر لبدء العملية .

9 ـ تحركت مجموعة من البحرية الأمريكية ، ومعهم العميل المصرى ، إصطحبهم  الى السجن السرى ثم الى الزنزانة ، ودخل معهم على النبى محمد ، فوجدوه مقيدا معصوب العينين فاقد الوعى ، وينهال عليه جندى أمن مركزى بالضرب ، بينما يقف زميله يشتم النبى بأقذع الألفاظ . فوجى ءالجنديان بالقوة تدخل عليهما والضابط المصرى ( العميل ) يصرخ فيهما يأمرهما بالخروج . خرجا ينتفضان من الخوف ، وقام الضابط المصرى بقيادة النبى محمد وهو معصوب العينين  الى خارج السجن بلا أى عوائق ، إذ كان واضحا أن تعليمات سيادية عليا قد وصلت الى مأمور السجن وضباطه بالتغاضى عما يحدث والانشغال بالهزيمة الاخيرة للاهلى امام الزمالك وما فيها من عظات وعبر .

10 ـ فتح النبى محمد عينيه فوجد نفسه فى سرير نظيف وحوله طبيب يقوم بفحصه ، وأجهزة المحاليل متصلة بذراعه . سأل معترضا ماذا حدث وماذا يحدث. رجل يقف الى جانب السرير أشار للطبيب ، قام الطبيب بحقن النبى بحقنة فدخل فى غيبوبة .

11 ـ تحركت طائرة مروحية بالنبى محمد وهو لا يزال فى غيبوبة ، وانطلقت من القاهرة الى البحر المتوسط حيث هبطت فوق سطح سفينة من الاسطول السادس الأمريكى .

12  ـ فى غرفة ما جلس النبى محمد وحوله أشخاص يتكلمون العربية . رحبوا به وأفهموه انهم إضطروا للتدخل لانقاذه ، لأن حياته كانت فعلا فى خطر ، وقالوا له أن دعوته الاصلاحية فى مصر وفيما يعرف ببلاد المسلمين مقدر لها الفشل الحتمى ،  فالجميع نسوا خلافاتهم وإتحدوا ضده ، وإتفقوا على التخلص منه ومن الأقلية القليلة التى تناصره ، والتى سيكون مصيرها الإستئصال . وبالتالى فإن إصراره على البقاء فى مصر محبوسا حتى يتم الافراج عن آلاف المحبوسين إحتياطيا قد دخل فى نوع من التحدى للحكام وللجماهير التى أصبحت تؤيدهم . وقد يؤدى هذا التحدى الى الزجّ بآلاف الأبرياء الى الحبس الاحتياطى إستغلالا للموقف ، فسيستغلها الرئيس المصرى للتخلص من خصوم مفترضين   . أى إن إصراره على موقفه سيضر بآلاف الأبرياء ولن يستفيد هو منه . ثم إنه سبق أن هاجر بدعوته من مكة الى المدينة بعد أن يأس من قريش بكفرها وبغيها ، والان أصبح واضحا مما حدث له فى مصر أن من يسمون انفسهم بالمسلمين هم أشد كفرا من قريش وأسوأ منهم أخلاقا .

13 ـ  سألهم عن مصلحتهم فى إنقاذه وهم على غير دينه الاسلامى ، فقالوا إن لديهم سببين : الأول : أنهم سمعوا آراء مختلفة عن الاسلام ، منها أن الاسلام دين الرحمة والعدل والسلام والحرية الدينية ، ورأى آخر أقوى يؤكد أن الاسلام هو المسئول عما يحدث من إرهاب وإستبداد وتخلف وظلم فى بلاد المسلمين ، وهم يريدون معرفة رأيه بإعتباره نبى الاسلام . السبب الآخر هو إن المنظمات المعنية بحقوق الانسان وحرية الكلمة وحرية التعبير تضغط عليهم لانقاذ النبى .

14 ـ سألهم عن مدى تقبلهم للقيم العليا من الحرية الانسانية والعدل  والسلام والرحمة وكرامة الانسان وحقوقه.  فقالوا إنهم يعتبرونها القيم العليا التى تتمحور حولها قوانينهم وبها يتعاملون فى المجتمع الأمريكى . قال لهم من السهل الزعم بهذا . القضية هى فى التطبيق . قالوا هناك خروقات وإنتهاكات تحدث ويتم علاجها أولا بأول فى مجتمع مفتوح ورقابة الصحف وأجهزة الاعلام التى تتمتع بالحرية فى الرأى وفى الحصول على المعلومات .

15 ـ سألهم : كيف يمكن له التأكد من هذا ؟ قالوا إنهم سيتيحون له الفرصة للتأكد بنفسه من هذا على المستوى النظرى العلمى المكتوب فى الدستور الأمريكى والقوانين الأمريكية وعلى المستوى الواقعى فى الشارع الأمريكى وفى الحياة الأمريكية ، وأن له الحرية فى مقابلة من يشاء والتحدث الى من يشاء ، فى الشارع وفى النوادى وفى الكونجرس وفى البيت الأبيض ووزارة الخارجية وأجهزة المخابرات وفى السجون ومراكز الشرطة وأجهزة الاعلام .

16 ـ  سألهم عن حقه فى إعلان رأيه وتوضيح حقائق الاسلام فقالوا إنهم يريدون هذا بشدة ، وعليه أن يكون جاهزا لأسئلة مُحرجة عن الاسلام والقرآن وعن أحاديثه وسيرته النبوية وعن أصحابه الذين حكموا من بعده ، وعما يحدث الآن من المسلمين الراديكاليين وعن طوائفهم وعن صراعاتهم .

17 ـ صمت النبى محمد وابتسم قائلا : ما سأقوله بالقرآن هو الاسلام . أمّا ما سأقوله تعليقا عما أراه فليس جزءا من الاسلام بل هو وجهة نظر بشرية وشخصية ، نسبة الحق فيها بمقدار قُربها من القرآن الكريم ، ولكن لا يمكن أن تكون جزءا من الاسلام لأن الاسلام ليس إلا القرآن كلام رب العالمين ، وهو الذى سيحاسبنى وسيحاسبكم يوم القيامة . أقوالى  وأفعالى خارج القرآن الكريم ليست من الاسلام بل تدخل فى التاريخ . ولا يخلو التاريخ من تزييف . التاريخ الحقيقى لكل إنسان سيأتى يوم القيامة فى كتاب أعماله ليتم حسابه عليه أمام الواحد القهار مالك يوم الدين . فى هذا لا فارق بين النبى وأى بشر ، كل نفس بشرية ستأتى يوم الحساب تجادل عن نفسها ثم تُوفّى عملها بالعدل والقسط .

18 ــ قالوا له : إستعد لمواجهة العالم الحُر ، وسيكون ما تقول موضحا لقضيا خلافية كبرى، منها : هل الاسلام صالح لكل زمان ومكان أم هو حالة تاريخية كانت فى عصرها ثم انتهت ولا تصلح لعصرنا ؟ .

19 ـ إبتسم النبى محمد وقال : (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) هود 88 )

اجمالي القراءات 7221

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   يحي فوزي نشاشبي     في   الأربعاء ٠٥ - أكتوبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[83345]

المقال الإفتراضي العاكس بحق للحقيقة .


رائع ،  ورائع  جدا،  أستاذنا   الفاضل ..



وإن  هذا  المقال  أو  هذه   المقالات   الإفتراضية ،  إنما  هي   راسمة   بحق  حجم  ووزن   الحقيقة ..



2   تعليق بواسطة   salah elnagar     في   الأربعاء ١٢ - أكتوبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً
[83400]

أكثر من رائع استاذنا الكبير


أكثر من رائع استاذنا الكبير 

مقالكم هذا ألهب فكري وشرح صدري . قصة خيالية لخاتم النبيين عليه السلام في القرن الحادي والعشريين ، ولو كان النبي محمد عليه السلام يعيش بيننا الآن ما اختلف الامر عما كتبتموه .. بورك فيكم وفي قلمكم 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4982
اجمالي القراءات : 53,378,779
تعليقات له : 5,324
تعليقات عليه : 14,623
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي