من مقامات الكيلاني :
المقامة التصنيفية ( بتصرف)

ماجد هاشم كيلانى Ýí 2016-09-20


حكى لنا حنفي بن تامر وقال :-

دخلت أصلّي الجُمعة , لقيت خطيب الجُمعة , على المنبر بيقول , خُطبة عنيفة قويّة , أوي عن العلمانيّة , كان الشيخ بيقول :

" يا معشر المسلمين , المؤمنين الموحدّين , لا تصدقوأ أهل الحضارات الغربية إنهم صليبيون حاقدون , والمجتمع الغربي يتظاهر بأنه يهبك شيء ما في حين أنه ينهبك , ويتظاهر بأنه يبتغى لك النعيم في حين أنه يعذبك , لقد نام العاقلون , وهام الغافلون , بين صروف الطرب المائع , وصنوف الرقص الماتع , ...يا معشر المسلمين أفيقوا وأضربهم في صدورهم وصدّوهم .. وحذاري واياكم أن تصدّقوهم , إنّهم يستغفلوننا بحركات تحريك الشعوب المظلومة , وتحرير الأوطان المكلومة , إنهم يروجون إلى ما يسمونه " الإستقلال " , وفي طيات هذه الكلمة كلمتين هما "الاستغفال" و "الإستغلال" , ...إنهم يريدون وضع المصحف في المتحف , ويتهموننا بأننا نعبد الله دون يقين , ونتوارث العلوم الفقهية بالتلقى والتلقين ,  كلا ...فنحن أمة محمد العربية الأبية , وحراس العقيدة الغراء المحمدية ! , ...انهم  يبترون أعناق وأصابع براعم أزهارنا الإسلامية , ويبتغون تجريف تربة أرضنا العربية الخصبة , لكي ينهبوا ما في أرضنا من مكونات ومكنونات ,... نحو بلادنا يتحركون , ولخيرات بلادنا يحتكرون , ويتركون شرورهم في بلادنا , وينثرون وينشرون الفتنة بيننا , والعربي مفتون وراض , ولقضائهم علينا إلا الله لا راد , ...إننا ضحايا التغريب والتغرير بنا , في قلب بلادنا , ....وللأسف يا اخواني صرنا نحن مع الصليبيين أرحم طبعا وأرحب صدرا , ومع بعضنا البعض أغلظ طبعا وأمكر غدرا , ...لعنة الله على الصليبيين بغدرهم أوجعونا , وفي حفرة الفتن العميقة زجّوا بنا وأوقعونا , أخذونا من أعلى منزلة , ووضعونا في أسفل منزلق ,... إستأثروا بالعلوم وحدهم وحرّموها علينا , وعاونهم في ذلك شبابنا الجاهل بأمور دينه ودنياه , نعم يا معشر المسلمين شبابنا جُهّال , ..حتى إن الشاب اليوم اذا سألته من هي الحميراء أم المؤمنين؟ أجابك : عائشة بنت أبي لهب ! , لقد أخذوا شبابنا من قراءة المجلدات , إلى قراءة ومشاهدة المجلّات

أين العلم ؟...أين الثقافة ؟

إن قصور وزارة الثقافة يتجلى في قصور الثقافة

التى لا تفتح المكتبات والدواوين للتفقه والقراءة والمطالعة , وانما تفتح قاعات المسرح والسينما للغناء والرقص والمدالعة ! , والله يا اخواني لقد سمعت من الغناء ما سمعت , وأشهد الله انني بريء مما سمعت , لقد سمعت أحدهم يقول :

نشر الحب على حبل أفكاري ..........جوارب وسراويل من الآلام

نشل الحب من صدري أسراري........ونزل فنزع من عيني المنام

سهرت الليل أغنى اه يا مراري.....و" أيظن " ثم " أنساك دة كلام ؟ "

بعض الهوى بيمر كدة طيّاري ...........في بضع أيامٍ كدة والسلام 

امان امان يا ليلي يا عيني ....سيدي اه يا عيني

رأيت الحب بأم عيني ............وبجوز أم عيني

أسمعتم اللغو واللهو والترف ؟!!

أفبهذا الكلام نعرض عن كلام الله ؟!, أنستبدل القول الهزل بالقول الفصل ؟!! , تجد الشاب يحفظ من الأغاني ما يملأ كتب ومجلدات , ولا تجده يحفظ من آيات الله ما يملأ صفحة واحدة !

عجبا لك يا أمة القرآن , عجبا لك يا أمة الإسلام

عجبا لتلك الأمة التى كان سلفها الصالح ينتحر في المعارك من أجل ان ينتصر على أعداء الله .

ونحن الخلف لا نحتاج إلا الله , نحتاج الى تهيئة المجتمع لشرع الله , وتهدئة الناس بكلام الله , ...نحتاج إلى حسم الخلافات , ونسف الخرافات , ونصف العلماء , والعصف بالجهلاء , لقد حدثت لنا الفتنة التي أذهلت وأذهبت العقول , فنشب القتال بين المدنيين والعسكريين , ونشب القتال بين الناس بسبب الدين , طوبى لمجاهد مقاتل جلس في معسكره فصام في الدنيا وأفطر في الآخرة , طوبى لشيخ مسلم قتلته الأيدي الصليبية الآثمة وهو يصلى بروحه الظاهرة الزاهرة الزاخرة , نحن أناس مسلمون لا نعترف بالصليب البريطاني , ولا بالصليب السويسري , هذه البلدان هي بلدان الشرك والكفر , هذه هي البلاد التى لا تطبق فيها أحكام الشرع , ولا يكون للمسلمين فيها الحكم و الغلبة و المنعة , ولغير المسلمين فيها الحكم والمال والمتعة ! , ...هذه البلاد تمطرنا برزاز العلمانية الصليبية الليبرالية , وحضاراتنا الاسلامية وخلافاتنا كمسلمين لم تقم إلا على تطبيق أحكام شرع الله , فإحسموا مشكلاتكم الخلافية , وعودوا إلى الحقبة الخلافية , إلى الخلافة الإسلامية ...عودوا إلى الخلافة ...عودوا إلى الخلافة

ما عجبنيش كلامه , إسم الله على مقامه , فقومت قاطعت سيادته , بكلامي لسعادته ! 

حنفي : نعود إزاي إلى الخلافة يا شيخ ؟...إزاي نرجع بالزمن إلى الوراء ؟!!

الشيخ : لا أفهم إلى أى تيار تنتمى أنت ؟!!!

حنفي : انا مش منتمى لأى تيار والحمد لله , وحتى لو منتمي لتيار مُعيّن أنت مالاكش دعوة بإنتمائي , إنت لك دعوة بسؤالي , لو عندك إجابة عليه أجب , ماعندش قل لا أعلم

لقيته إتغاظ غيظ , ووشه بقا لونه أحمر , وأخضر وأصفر , من شدة الغيظ , ..ما أدّيتهوش إهتمامي , ورجعت أكمّل كلامي

حنفي : ازاى الخلافة هترجع تاني ؟ , وازاى الخليفة هيفضل في الخلافة لحد ما يموت ؟ , وازاي هنعمل البيعة ؟ , هل هنلغي نظام الانتخابات والا هنسمّى الإنتخابات بإسم تاني ؟ , ومين هما أهل الحل والعقد في الزمن دة ؟ , هل هما النخبة السياسية المعروفة وألّا هُمّا اعضاء مجلس الشعب ؟! , ومين هوّا الخليفة هل هو رئيس الجمهورية والا الإمام الأكبر للجامع الأزهر , وهل الخليفة هيأم الناس للصلاة زي زمان ؟ , وهل هيبقى فيه إمام للصلاة وإمام للحج زي الأول , وهل المسيحي هيبقى اسمه مواطن مصري وألّا رجل من أهل الكتاب ؟ , وهل هيدفع الجزية وهوّا صاغر زي الأول ؟ وألا هتسقط عنّه ؟! , وهل هنطبق الحدود والتعزيرات والا هنكتفى بقانون العقوبات بتاعنا ؟ , و هنقتل المرتد وتارك الصلاة و..........

لقيته شاور عليّا , وقال كلام عليّا , يودّي ف 60 داهية !

الشيخ : هذا الرجل نموذج حي للعلمانية والصليبية ...يبدو أن هذا الرجل صليبي حاقد إندس بين المسلمين ليشق صفوفهم , ويشعل نيران الفتنة بينهم .

حنفي : أنا مسلم وربنا يا سيدنا الشيخ

الشيخ : إنطق الشهادتين

حنفي : أشهد أن لا إله إلا الله ....آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله ....مافيش حاجة اسمها شهادتين , شهادة التوحيد واحدة بس , اللى هى شهادة " ان لا إله إلا الله " , والرسول محمد – صلى الله عليه وعلى كل الرسل – انتم قولتوا لنا انه هو قال : " من قال لا إله إلا الله دخل الجنة " .

الشيخ : لقد سقط عنك القناع أيها القرآني , بدا من كلامك أنك من القرآنين المنكرين لسنة نبينا – صلى الله عليه وسلم –

حنفي ( بإنفعال ) :  ياعم أنا ما أنكرتش سنة الله في خلقه , ولا سنن الرسل , انا مش عارف لحد امتى هنفضل نقسّم بعض عشان نتصارع مع بعض , ...اللى ينتقد السيسي يبقى اخواني , واللي ينتقد الاخوان يبقى سيساوي  , واللى بيكره الأهلى يبقى زملكاوي , واللي بيكره الزمالك يبقى أهلاوي , واللى بيدافع عن الأزهر يبقى منافق , واللى بيهاجم الأزهر يبقى وهّابي , واللى بيدعي الناس للحرية يبقى بيتلقى تمويل من الخارج , واللى بيدعي لطاعة الحاكم يبقى سلفي ووصولي وومنافق , واللي شايف ان المسجد الاقصى في سيناء  يبقى بيجامل الصهاينة , واللى شايف ان المسجد الأقصى في فلسطين  يبقى منتمى لحماس , إمتى هنبطّل نصنف بعض عشان نكفّر ونموّت بعض؟!! , ما كُل حد حر في رأيه واتجاهه يا ناس , ودة اللي قالته السيدة الطاهرة عائشة عيّاش في مؤلفها الرائع ( حمادة إبن جوزي يقرأ لإبن الجوزي ) :

لو انتقدت مذهب السنة ..تبقى رافضي من الشيعة

ولو انتقدت مذهب الشيعة... تبقى واد وهّابي سنى

لو بتحب تامر حسني..... تبقى بتكره عمرو دياب

لو بتكره عمرو دياب.... تبقى بتعشق تامر حسني

الشيخ : لقد قاطعتني وأنا أخطب الجمعة , وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اذا قلت لصاحبك والإمام يخطب يوم الجمعة أنصت فقد لغوت )

حنفي : هابقى لغوت ليه يا شيخ بس ؟ , دة كل الفرق ما بيني وما بينك ورقة من وزارة الأوقاف , إنت معاك ورقة تخطب أنا  مش معايا , والعبرة ف الدين بالكفاءة والتقوى مش بالورقة والختم يا مولانا , تحب أخطب أنا الجمعة من غير ما أطلع ع المنبر

الشيخ ( بإنفعال ) : لا مش ممكن كدة أبدا , إنت شكلك قاري لك كلمتين ع النت وجي تعمل بيهم فتنة في بيت ربنا

حنفي : قاريهم ع النت ...قاريهم ع الشاشة الفضية ..قاريهم ع الحيطة المهم إنّي قريت

قال حنفي بن تامر : فجأة لقيت الجامع , هاج وماج بقيت سامع , همس وهمز ولمز , وبقيت شايف غمز , عيون يامة وتسابيل , وعلى الله التساهيل , ...ولمحت ناس جايين , عليّا بالأفاطين , من الناحية اليمين , فأخدت بعضي وجريت , م الجامع اختفيت , لا يكونوا داعشيين , وجايين يمسكوني , عشان يفجّروني , بإسم الشرع والدين , ومشيت قوام قوام , وانا باردّد كلام , الشاعر المتين , بدر قمر الدين :

علشان كلمة ..فتوة ..رأي ..موقف

                            عقيدة فكر بنموّت بعضينا

واذا كان حد شايف غير اللي احنا

                          شايفينه يا يطلع من وسطينا

يا نقتله ومالهش ديّة وننسى

                           دمّه ونطعن فيه بكل ما فينا

لحد إمتى هيبقى البُق مدفع ؟

                      لحد إمتى هتفضل العين حزينة ؟

لحد إمتى هنفضل نرفض بعض ؟

                     دة احنا حي الله رُكّاب ع السفينة                        

لحد إمتى هيفضل الدم سايل

                    يجري فوق وشوشنا وعلى ايادينا ...والختام 

اجمالي القراءات 2802

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2016-07-19
مقالات منشورة : 0
اجمالي القراءات : 0
تعليقات له : 9
تعليقات عليه : 10
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt

احدث مقالات ماجد هاشم كيلانى
more