مقال تعريفي و نقدي حول ضرورة ترسيم السنة الامازيغية كعيد وطني في يوم 13 يناير 2016 :
مقال تعريفي و نقدي حول ضرورة ترسيم السنة الامازيغية كعيد وطني في يوم 13 يناير 2016

مهدي مالك Ýí 2015-12-25


    

 

 

مقال تعريفي و نقدي حول ضرورة ترسيم السنة الامازيغية كعيد وطني في يوم 13 يناير 2016

مقدمة                                 

اعتقد ان طرح هذا الموضوع للتداول الدولي عبر موقع اهل القران صار امر طبيعي للغاية بحكم ان المسالة الامازيغية اصبحت مسالة دولية منذ اواسط تسعينات القرن الماضي كما قال الاستاذ حسن اد بلقاسم في اول حوار صحافي معي في الصيف الماضي ..

المزيد مثل هذا المقال :

ان الحركة الامازيغية لا تحتاج الى المزيد من التعريف او التوصيف باعتبارها حركة علمانية بمفهومها الاصيل في مجتمعنا الامازيغي المسلم منذ ما قبل الغزو العربي كما اسمه شخصيا و وصفه كذلك الاستاذ الحسين جهادي اباعمران في كتابه الجدير بالقراءة حول الدولة البرغواطية و هو تحت عنوان بارز نموذج المقاومة المغربية في دولة برغواطة الامازيغية حيث  كشف فيه عن حقائق نادرة من تاريخنا الحقيقي بعيدا عن تاريخنا الرسمي الذي اصبح مرجعية جوهرية لمؤسسة  المعهد الملكي للثقافة الامازيغية منذ سنوات مع الاسف الشديد بدليل انه اعترض علي قولي في كتابي الجديد ان الدولة المرابطية قدمت خدمات جليلة للاسلام اكثر من الدولة الاموية و الدولة الادريسية صدقوا او لا تصدقوا حيث ان الواقع هو هذا بالنسبة لي ...

الدخول   الى صلبالموضوع                    

اننا اليوم قد وصلنا كنخبة امازيغية جديدة الى درجة عالية من النضج السياسي و الفكري باعتبارنا اصلا حركة امازيغية علمانية اصيلة تنطلق من ثوابت هذه الارض الحقيقية عوض الانطلاق من ثوابت الشرق او الغرب كما فعلت اغلب احزابنا القومية و السلفية و الحداثية  حيث ان الحركة الامازيغية لم تعد ابدا تلك الحركة الثقافية او اللغوية بل اصبحت الحركة السياسية منذ سنة 2005 بحكم ان ايديولوجية الامازيغيين السياسية تم اقبارها منذ سنة 1956 بغرض ان يكون المغرب دولة عربية بالمفهوم العرقي و السياسي مع العلم ان المغرب ظل دولة علمانية بالمفهوم الفرنسي اي اغلب قوانيننا المغربية الحالية هي وضعية تركها الاستعمار الفرنسي كما يعلمه العقلاء و الحكماء فكفى من التضليل في خطابنا الديني الرسمي او في خطاب تيارات الاسلام السياسي لان التغريب فكر موجود في بلادنا  منذ سنة 1956 الى الان  .

ان ترسيم السنة الامازيغية في سنة 2016 كعيد وطني اصبح من الضروريات اليوم اكثر من وقت مضى حيث اعتبر الاستاذ الحسين ايت باحسين الذي هو احد اطر الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي في مقاله المنشور في موقع الحوار المتمدن في هذا السياق ان الاحتفال بالسنة الامازيغية  مازال يمارس في بلادنا بمختلف مناطقها سواء بها الناطقون بالامازيغية او بها الناطقون بالدارجة لان اصلا لا يوجد مناطق عربية اصيلة في المغرب كما هو الحال في الجزيرة العربية و يشمل هذا الاحتفال العريق مختلف بقاع شمال افريقيا منذ قرون غابرة....

و حسب راي الاستاذ ايت باحسين فقد شكل اعتلاء الملك الامازيغي شيشونك على عرش مصر سنة 950 قبل الميلاد بداية التقويم الامازيغي الحالي بمعنى ان الملك الامازيغي شيشونك حكم الاسرة 21 الفرعونية اي ان الاجداد الامازيغيين لهم علاقات مختلفة مع فراعنة مصر منذ اقدم العصور اي قبل نزول اي دين سماوي.

ينبغي على الجميع فهم رمزية هذا الاحتفال حيث ان هذا الاخير لا يرمز الى الحرب او العودة الى امجاد الامازيغيين الماضية كما هو الحال لدى السلفيين و انما يرمز هذا الاحتفال الى ارتباط الامازيغيين بالارض كتاريخ حافل بالايجابيات و كذا بالسلبيات مثل اية حياة انسانية عادية.

و بالاضافة الى  الارتباط بالارض  كخيرات زراعية بحكم ان عامة المغاربة كانوا يسمون هذا التقويم اسم السنة الفلاحية حتى بدا الوعي داخل الجمعيات الثقافية الامازيغية بضرورة احياء ايض يناير اي ليلة يناير من خلال اقامة سهرات للتوعية بهذا التاريخ الطويل  لدى الامازيغيين كقوة سياسية و قوة عسكرية بحكم ان تاريخنا الرسمي قد اعتبر الامازيغيين مجرد برابرة متوحشون لا حضارة لهم او دين حتى بعد اسلامهم و اسهاماتهم الضخمة في نشره و ترسيخه حتى اصبحت ثقافتنا الامازيغية  نفسها ثقافة اسلامية لكن في نطاقها العلماني المغربي كما شرحته مطولا في كتابي الجديد.

 فان هذه الاحتفالات الجمعوية ان صح التعبير استطاعت خلق موعد سنوي مع التنشيط المفيد عبر فقرات موسيقية و فكاهية بحضور العائلات حيث انطلقت هذه الاحتفالات بالمغرب منذ سنة 2001 تقريبا حتى وصلت الى الجاليات الامازيغية في فرنسا و  الولايات المتحدة الامريكية.

ان تاريخنا الحقيقي يمتد الى 33 قرنا اي منذ انتصار اجدادنا الامازيغيين على فراعنة مصر  بينما  تاريخنا الرسمي يبدا منذ 12 قرنا فقط حيث ان هذا المعطى التاريخي يعد فخرا و اعتزازا لكل المغاربة خصوصا و عموم سكان شمال افريقيا ..

 و بالاضافة الى ان ترسيم السنة الامازيغية الان سيعتبر بداية واقعية لتفعيل الطابع الرسمي للامازيغية لدى الفعالين الامازيغيين حيث ان هذه السنة عرفت خطاب ملكي سامي امام البرلمان في اكتوبر الماضي حيث دعا الملك محمد السادس مجددا الى تفعيل الطابع الرسمي للامازيغية لكن السلطات قامت بتزوير نتائج الاحصاء العام للسكان و السكنى و منعت الاجتماع التحضيري لحزبنا الامازيغي بصيغته الجديدة و المقرر في يوم 7 نونبر الماضي بمراكش تحت ذرائع واهية من قبيل العرقية كأن لا وجود اصلا لخطاب 9 مارس 2011 التاريخي و الذي رفع سقف الامازيغية من مكون اساسي للهوية الوطنية الى صلب  الهوية الوطنية اي جوهرها او اساسها ...

ان كل اعيادنا الوطنية بدون استثناء تعود تاريخيا الى ما بعد نشاة الحركة الوطنية المزعومة سنة 1930 كأن تاريخنا هو خالي من الامجاد و من البطولات حتى جاءت الحركة الوطنية المباركة التي حررت البلاد و العباد من الاستعمار كما يزعمون بينما تاريخنا الحقيقي حافل  بالاحداث الجديرة بالاحتفال الرسمي و الشعبي مثل ذكرى معركة انوال العظيمة و ذكرى رفض قبائل ايت باعمران لسياسة التجنيس من طرف المملكة الاسبانية المسيحية الخ من هذه الاحداث التي ظلت في طي النسيان من اجل تقوية نفوذ الحركة الوطنية الايديولوجي و الديني داخل مجتمعنا عقود من الزمان حتى اعتقد اغلب المغاربة ان الامازيغية هي صناعة فرنسية صرفة الخ من اكاذيب اصحاب اللطيف ...

ان كل الامم الاسلامية العجمية مثلنا لها لغاتها و هويتها حيث اعتبرت في كتابي الجديد ان من المؤكد ان فكر المختار السوسي العروبي و السلفي قد ساهم بشكل عظيم في جعل نخبتنا الدينية الرسمية في سوس خصوصا و المغرب عموما تقوم بالانكار التام لفضل الامازيغية على الاسلام ببلادنا منذ قرون من الزمان و بالتالي خدمة ايديولوجية الظهير البربري في اهدافها الكبرى من قبيل الفصل التام بين الامازيغية كلغة و كثقافة و كهوية اصلية لهذه الارض و الاسلام كدين عالمي امن به الكثير من الشعوب العجمية مثلنا كالاتراك و الايرانيين و الافغان الخ من هذه الشعوب المسلمة بثقافاتها الاصلية و الممارسة بشكل طبيعي في العادات و التقاليد بدون أي تحريم ينطلق من المنهج السلفي الذي يرفض مفهوم التعدد و الاختلاف اصلا داخل دائرتنا الاسلامية الكبرى.

و من خلال سياسات هذه الشعوب العجمية مثلنا في الشان الديني حيث يخطب امام الجمعة هناك بلغة قومهم الاصلية  بكل حرية  بينما في المغرب ليس عندنا الى حد الان اية رغبة او استراتيجية اولية لادماج الامازيغية كهوية في مجال الشرعية الدينية بحكم ان هذا الادماج الاولي سيحطم ايديولوجية الظهير البربري و شرعيتها الكاذبة بكل المقاييس الاخلاقية و التاريخية.

اتكرر ما قلته في مقالي الماضي على سبيل الفهم العميق لعقليات نخبتنا الدينية حيث ان اي انسان عادي قد لا يعلم  ان الامازيغية في عقول اغلب نخبتنا الدينية الرسمية هي بمثابة المؤامرة الاستعمارية او الجاهلية او اللهجات الحقيرة حيث هناك اسئلة جوهرية بالنسبة لي  هل استطاع هذا المعهد الموقر اي اركام ان ينظم ندوة و لو واحدة حول موضوع الامازيغية و الاسلام طيلة  14 عام من تاسيسه و هل استطاع هذا المعهد الموقر ان ينظم دورات تكوينية لفائدة نخبتنا الدينية باهمية الثقافة الامازيغية كقيم اصيلة و كفنون اعطت الشيء الكثير للاسلام و هل استطاع هذا المعهد الموقر فتح نقاش عمومي حول العرف الامازيغي و علاقته بالاسلام حيث لو سالت فقيه رفيع اليوم عن ما حكم الشرع في الاحتفال بالسنة الامازيغية فسيرد عليك بكل السهولة بالقول ان الاسلام اصلا يعترف بهذه النعرات الجاهلية فالامازيغية اصلا هي صناعة فرنسية صرفة في سنة 1930 الخ من هذا الاستحضار لايديولوجية الظهير البربري اي اركام لن يستطيع فعل اي شيء في هذا المجال باعتباره مؤسسة أحدثت في سياق تاريخي تعتبر فيه الامازيغية سؤال ثقافي صرف لا علاقة له من قريب او بعيد بمجال الشرعية الدينية ..... 

 

تحرير المهدي مالك

 

اجمالي القراءات 8028

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-12-04
مقالات منشورة : 261
اجمالي القراءات : 1,245,062
تعليقات له : 27
تعليقات عليه : 29
بلد الميلاد : Morocco
بلد الاقامة : Morocco