حوار مع الأصدقاء والقراء على الفيس بوك (2)

سامح عسكر Ýí 2014-09-07


السؤال الخامس من مرشد الرشيدات
(ما هي نظرتك لثورات الربيع العربي وخصوصا بسورية والعراق هل تعتبرها ثورات مشروعة ام تنظر لها كمؤامرات او تصنفها تصنيف آخر؟)

الجواب: المجتمعات العربية هي مجتمعات ساكنة غير نقدية، عدا شريحة مثقفة ومنفتحة على الأرجح هي من الطبقة الوسطى، هذه الطبقة وتلك الشريحة هي التي ناضلت ضد الاستبداد والقمع في الماضي، وهي التي حركت الشعوب فيما يُعرف.."بثورات الربيع العربي"..ولكن ولأننا جهلنا أقصر الطرق للإصلاح فوجئنا بهؤلاء الإسلاميين وهم يقفزون على هذه الثورات، ويجعلونها من ثورات إصلاحية مشروعة إلى فوضى دينية وسياسية وفتن متعاقبة.

ما حدث في سوريا يشبه ما حدث في مصر وتونس عدا فوارق قليلة، في مصر جاءت الثورة كتحدي وكتتويج لما حدث قبلها من انتفاضات 2006 و2008 وغيرها، وإضرابات العمال وتمدد التيار الإسلامي في ظل هذا الوضع، أي كانت الثورة متوقعة في مصر دوناً عن غيرها لامتداد النزعة الثورية وتسليط الإعلام الضوء عليها، في سوريا كان يوجد شحن ضد نظام بشار الأسد ولكنه شحن مغلف بنزعة دينية لارتباطه بمحور إيران/حزب الله، ولكنه شحناً جباناً لم يمتلك الجرأة على المواجهة لقوة هذا المحور في ذلك الوقت لتعدد حروبه مع إسرائيل في غزة ولبنان، أما في تونس فكانت من أقل الدول جهوزية للثورة، ولكن احتمال الثورة فيها كان كبيراً لارتباط اسم بن علي بظواهر منها قمع الشكليات الدينية والشعائر وغيرها.

النتيجة من هذا كله وجود ظاهرة اجتماعية ودينية في مصر وسوريا وتونس وهي تمدد التيار الديني السياسي وانتشاره المفزع، وبالتالي فأي حراك ثوري سيكون لصالحه كما حدث في أفغانستان والثورة على الاحتلال السوفيتي ..كان الإسلاميون وقتها يقبعون خلف مظاهر التعليم والتعبد في المساجد وشيوع ثقافة الحجاب واللحية، وحين قامت الثورة على الاحتلال كانوا هم المنتفعين وتصدروا المشهد وقامت الحرب ثم تفككوا وحاربوا أنفسهم بعد ذلك، وهو نفس السيناريو الذي حدث في سوريا، حارب الثوار أنفسهم حين لم يجدوا هدفاً أسدياً أمامهم، وهذا أمر بدهي في سلوك من يخلط الدين بالسياسة ، سيحارب أي هدف حين تنعدم الأهداف.

أما في العراق فلا يوجد ثورة حتى نصفها بالمشروعة ، هذه انتفاضة من غلاة السنة كانت موجودة بوادرها في احتضان بعض العشائر السنية تيارات العنف التي نشأت إبان الاحتلال الأمريكي، أي كان حدوث ما يحدث الآن في العراق متوقعاً حين تم تسليط الضوء الإعلامي على فصائل السنة القتالية وتم تجاهل فصائل الشيعة القتالية وربطها دائماً بمجازر ضد السنة، وبالتالي وجد الغُلاة بيئة حاضنة من مجتمع يئن من الجهل والتعصب الديني، وأكثر من فعل هذه الجريمة هو الإعلام القطري وقناة الجزيرة، كانوا يصدرون المشهد العراقي على أنه نضال سني ضد الاحتلال وخيانة شيعية متواطئة، حتى شاعت هذه الرؤية وكأنها أمر بدهي رغم كونها غير حقيقية وصورة مكذوبة من اختراع إخواني قطري.

ولإثبات ما سبق عليك أن تعود للجزيرة في هذا التوقيت وسترى أن فصائل المجاهدين ضد الاحتلال كانت حركة جامع الإخوانية التابعة للحزب الإسلامي وحركة ثورة العشرين التابعة لصدام وحركة جيش النقشبندية الصوفية شديدة التطرف ضد الشيعة وهؤلاء جميعهم كانوا سنة، أما حين يتعرضون لعمليات حزب الله العراق فيكتفون بذكر أحد الفصائل دون تبيان الإسم الذي كان يشكل وجوده في العراق وقتها نضالاً شيعياً ضد الاحتلال ولكن شاءوا التعتيم عليه مما خلق رواسب سياسية ودينية من جراء شيوع صورة.."خيانة الشيعة"..فوقعوا هناك بين ظلم صدام وظلم الاحتلال وظلم الأشقاء فانتشرت الطائفية ونشأ غلاة الشيعة الذين قتلوا مئات الآلاف من السنة رداً على قتل غلاة السنة نفس الأعداد فيما بين أعوام 2004 و2006 وهو تاريخ اشتعال الفتنة الطائفية هناك.

الكثير من شعوب السنة في العراق هم يعانون من التطرف السني، لذلك ستجدهم في صف الحكومة وأشقائهم الشيعة في هذا التوقيت، وهذا يعني أن الثورة في العراق-إن جاز التعبير-هي ثورة من الغلاة ضد كيان اجتماعي وديني عراقي كامل ، أي أن دوافعه تخطت حدود السياسة.

السؤال السادس من مرشد الرشيدات ايضا؟
(لماذا لديك حساسية تجاه االاخوان المسلمين بالذات؟ وهل كانت لك اية علاقات تنظيمية مع الاخوان؟)

الجواب: سأفترض وجود هذه الحساسية فهي لها ما يبررها، حيث عاصرت في الإخوان جميع مراحل وتطور الأزمة السورية من تعاطف إخواني مع سوريا-كدولة مقاومة- إلى عداء منفلت معها دون عقل..مرجعه الوحيد هو الطائفة والمذهب، أنا بالفعل توجد لدي حساسية ولكن ضد المذهبية، وأعترف أنني خصم لدود لها وأحاربها قدر الإمكان.

أما عن وجود علاقة تنظيمية نعم..كانت موجودة لمدة 20 عاماً وأنا في قطاع الأشبال، وتقريباً علاقتي بالإخوان بدأت في السقوط منذ عام 2008 وهو العام الذي بدأت فيه الثورة على الفكر الإخواني ونقد نظرياته وهدم قواعده، المسألة جاءت بالتدريج أي لم أنقلب على الإخوان هكذا مرة واحدة بل سبقتها عدة أعوام من النقد والحوار...إلى أن جاءت الأزمة السورية اكتشفت حينها أنه لا أمل في إصلاح الجماعة والحل الوحيد سيكون على طريقة.."إنسف حمّامك القديم".

السؤال السابع من مرشد الرشيدات
(مار رأيك بما قام به السيسي ضد محمد مرسي وهل تؤيد تدخل الجيش في السياسة؟)

الجواب: يجب أن نفصل السؤالين عن بعضهم حتى نفهم ما حدث في مصر، تدخل الجيش ضد مرسي جاء بعد تهديد حقيقي على الدولة المصرية مماثل تماماً لما حدث في سوريا، والسيسي لم يكن مجرد ضابط في الجيش ولكنه كان مسئولاً عن قطاع المخابرات وعضو المجلس العسكري فترة من الزمن، وهاتين المؤسستين(المخابرات والمجلس العسكري) تعاونوا مع الإخوان فترة لا تقل عن عامين منذ ثورة يناير، كان الإخوان حينها أقوياء ومسيطرين على الشارع المصري، أي كانت مواجهة الجيش ضد الإخوان ستكلف الدولة الانهيار وحرباً أهلية طاحنة مهّد لها التيار الفوضوي المعروف بجماعات.."6 إبريل والاشتراكيين الثوريين"..

وهذا ينفي شبهة التواطؤ ضد الإخوان ودليل أن ما حدث في ثورة يونيو كان نتيجة لخطايا الإخوان ولا توجد مؤامرة ضدهم ، وإلا لتآمر السيسي عليهم بوصفه مسئولاً عن المخابرات وعضو المجلس العسكري لأكثر من عامين كان فيها الإخوان هم الكل في الكل ..هم من تآمروا على أنفسهم حين قرروا السيطرة على كافة مفاصل الدولة وعصب الحياة في مصر وإنشاء جيش وشرطة موازيين يكونون تبعاً لعقائد الجماعة والحزب.

أما عن تدخل الجيش في السياسة فيجب أولاً تحديد مهام الجيش، هل وظيفته محصورة في درء الخطر الخارجي فقط أم الخطر الخارجي والداخلي معاً؟..أحيطك علماً أن الشعب المصري بدأ في اتهام جيشه بالخيانة حين رأى أفعال الإخوان وعنجهيتهم في الحُكم وسعيهم الدؤوب لتفكيك الدولة، أي كان الجيش بين نارين، إذا تدخل سيُتهم بالانقلاب ، وإذا لم يتدخل سيُتهم بالخيانة، فاختار الأولى على أن تسقط الدولة..ويبدو أن الموازنات لديه اقتضت ذلك، حتى أن السيسي اعترف في إحدى لقاءاته وقال أن الضربة على مصر وشعبها كانت ستأتي حتماً..ولكن بدخول الجيش تلقى الضربة هو بدلاً عن الشعب، الجيش سيتحمل الضربة ولكن الشعب لن يتحمل.

السؤال الثامن ؛ مرشد الرشيدات
(بامانة وشفافية ما هو حالة الخدمات الان في مصر وهل كانت افضل ام اسوا بعهد مرسى وما هو حالة الاسعار الان ؟؟
وكذلك الامر بالنسبة للامن العام للمصريين؟)

الجواب: الخدمات في تطور سريع لتعاون كافة مؤسسات الدولة وشيوع الروح الوطنية في الإعلام والشارع، مصر الآن تشهد حالة تنمية حقيقية، توجد بعض الأزمات في عهد مرسي لا زالت موجودة مثل أزمة الكهرباء ، ولكن الفارق أن مرسي واجه هذه الأزمات بمنطق المؤامرة، حيث جُملته الشهيرة أن قطع الكهرباء هو برشوة عامل السكين ب20 جنيه حتى باتت نكتة مصرية يقارنها الناس بشفافية الحكومة الحالية حين قالت أنه توجد أزمة حقيقية في الكهرباء ويطالبون الشعب بالتعاون وترشيد الاستهلاك.

بالنسبة للأمن فهو أفضل جداً جداً...هذه أول مرة يشعر المصريون فيها بالأمن عقب ثورة يناير، والسبب هو في عودة أجهزة الأمن بكامل قوتها وتعاون الجيش والشعب معها في الحرب على الإرهاب، لأول مرة منذ الستينات يتعاون الشعب مع أجهزة الأمن في الإبلاغ عن عناصر التهديد، وهذا يعني أن شعبية السلطة الحالية كبيرة بالمقارنة بنظامي مبارك والسادات.

توجد صورة يحاول الإخوان تصديرها للخارج وهي أن مصر في حالة ثورة وأن الأمن منفلت، لكن هذه الصورة غير حقيقية ..والإخوان مطاردون بالإسم في بلدانهم..وكل ما يصدره الإخوان من صور هي إعلامية وليست واقعية، وأكبر دليل على ذلك تصويت الشعب بنسبة كاسحة للدستور 99% والتصويت للسيسي بنسبة 98% ومشاركة جماهيرية واسعة وإشراف قضائي كامل وتعاون جماهيري وإعلامي على أعلى مستوى، حتى أن منظمات حقوق الإنسان والمراقبة الدولية والإقليمية شهدت بنزاهة الانتخاب، وبعضهم-مثل بعثة الاتحاد الأوربي-أكدت نفس نسبة المشاركة التي أعلنت عنها اللجنة العامة.

اجمالي القراءات 6062

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2012-09-25
مقالات منشورة : 788
اجمالي القراءات : 7,597,866
تعليقات له : 102
تعليقات عليه : 411
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt