الخمار وتغطية الشعر والتأويل الفقهي

خالد اللهيب Ýí 2014-03-14


كتب د.آحمد صبحي منصور على موقع أهل القرآن ، في 6/ 8/ 2006 ، مقالا بعنوان (من حق المرأة المؤهلة للامامة أن تؤم الذكور في الصلاة) ، وهذا جزء من المقال مع الكثير والكثير من التصرف و الحذف ليتناسب مع الفيس بوك .

يترتب على التأويل الفقهي لدى الأديان الأرضية الحزبية في شريعة الله عز وجل ، نتيجتان متلازمتان :

الأولى : إضافة معان مخالفة لمصطلحات القرآن الكريم ، فالنسخ في القرآن الكريم وفي اللغة العربية يعني الإثبات والكتابة والتدوين ، ولكنهم جعلوا النسخ عندهم يعني الحذف والإلغاء والتبديل.  

الثانية : جعلوا فتاويهم الفقهية وأحاديثهم المنسوبة زورا إلى النبي تلغي قواعد القرآن الكريم التشريعية وتبطلها، وبالتالي جعلوا الأحاديث فوق القرآن الكريم الذي هو كلام رب العالمين

-- ففي موضوع العفة والإحصان الخُلقي جاءت "الأوامر " التشريعية بغض النظر المحرم للرجال والنساء معا وعدم الإقتراب من مقدمات الزنا والحشمة في زي النساء.

فقد قال تعالى:( قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَـٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡ‌ۚ ذَٲلِكَ أَزۡكَىٰ لَهُمۡ‌ۗ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا يَصۡنَعُونَ (30) النور .

( وَقُل لِّلۡمُؤۡمِنَـٰتِ يَغۡضُضۡنَ مِنۡ أَبۡصَـٰرِهِنَّ وَيَحۡفَظۡنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنۡهَا‌ۖ وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِہِنَّ‌ۖ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ ...(32) النور.

( وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنۡهَا‌ۖ ) ، بشكل طبيعي وعادي ، فلم يحرم رب العالمين كشف الوجه و الشعر كما إعتاد المجتمع أيام البعثة النبوية ، بينما أمر رب العالمين جل وعلا ، قائلا:( وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِہِنَّ‌ ) ، فالجيب هنا هو جيب الصدر، والخمار من التخمير الذي يستوجب التغطية ،( وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِہِنَّ‌ ).

بينما ركز الفقه السلفي على هذه الأوامر الى درجة التطرف فتحول الخمار الذي يغطي الصدر دون الوجه والشعر الى نقاب يعبىء المراة في غلاف اسود كئيب ، وهو تدخل ومزايدة محرمة على حق الله تعالى في التشريع.

-- حتى العبادات ، هي مجرد أوامر و واجبات ، علينا آداءها لبلوغ الهدف الأسمى وهو التقوى ، ففي الصوم يقول تعالى :(يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡڪُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِڪُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ (183) البقرة ، فالتقوى هو المعنى الحقيقي للصيام ولإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة أي التزكي والسمو الخلقي بالتقوى ،كل ذلك أضاعه التأويل السلفي حين جعل الصلاة والزكاة والحج أهدافا بذاتها.

فقد قالوا كذبا على لسان النبي محمد عليه الصلاة والسلام حينما قالوا : إذا تبرعتَ لبناء مسجد ولو كمفحص قطاة (هرة ، قطة) تمتعت بقصر في الجنة ، مفحص قطاة أي (مخرج الأوساخ منها) ، المكان الذي منه تفحص الهرة ، ليعرف حاملها من عدمه ، دلالة على ضيق وصغر المكان أي المسجد الذي تبرعت به.

لم يكن للنبي محمد عليه الصلاة والسلام وهو الذي أوتي جوامع الكلم (حسن التعبير) ، ليتلفظ بهكذا ألفاظ ساقطة تأنفها النفس أو ليشبه مسجد العبادة لله عز وجل بمفحص قطاة ، مما يدلّ على التأليف و وضع الوساخة على لسان النبي ، كرها به وبالدين الذي أنزل.

-- يقولون كذبا وافتراءا : ( اذا أديت الحج رجعت منه كيوم ولدتك أمك و ستدخل الجنة ذلك إنك من أمة محمد عليه الصلاة والسلام ، مهما فعلت) ، يكفيك أن تتلفظ بالشهادتين ثم تعيث في الأرض فسادا ، إن التأويل السلفي حوّل العبادات الى تدين سطحي بلا تقوى ولا دين ، تأويل ودين لا يقبله العقل ولا المنطق والعدل.

علينا أن نقرأ ما أنزل لنا رب العالمين من كتاب ، ونستخدم ما وهبنا عز وجل من عقل ومنطق ، فلا نصدق كل من هب ودب ، أو من لبس جبة وعمامة ، إذ لن يتحملوا عنا أوزارنا وأفعالنا ، ولن يغنوا عنا من الله عز وجل شيئا ،( لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ (25) النحل.

أرجو نشر هذا المقال عبر مواقع التواصل الاجتماعي لديكم ، و لكم الشكر و الثواب .

 

اجمالي القراءات 9871

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2011-12-18
مقالات منشورة : 1
اجمالي القراءات : 4,706
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 110
بلد الميلاد : 0000
بلد الاقامة : 0000