من كتاب الشورى في الاسلام للعالم الازهري د. احمد صبحي منصور مع الكثير من التلخيص والتصرف ومن على موقع أهل القران .
الأنبياء أئمة البشر، ولكن لأنهم بشر فإن الله تعالى لا يجعل الاقتداء بهم مطلقا ولكن يربطه بالوحي أو بالموقف .
1 ـ أمر الله تعالى محمدا بأن يتأسى بهدى الأنبياء السابقين ، فالهدى هنا هو الوحي الذي نزل عليهم ، ( أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) الانعام 90 ، فلم يأمره بالاقتداء بالأشخاص ولكن بالوحي المنزل عليهم ، ( فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ).
2 ـ وأمره الله تعالى أن يتأسى بإبراهيم ومن معه فى موقف معين ، ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ... )، واضح فيها أن التأسى ليس بشخص حتى لو كان هذا الشخص هو النبى إبراهيم عليه السلام ، ولكنه التأسى بموقفه، حين أعلن إبراهيم والذين معه تبرؤهم من أقاربهم المشركين ، ( إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ ).
3 ـ كما أمر الله تعالى المؤمنين بالتأسى بالرسول محمد عليه الصلاة والسلام ، و شجاعته في غزوة الأحزاب ، ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) الأحزاب .
4 ـ لا يمكن أن نتصور أن يطلب الله جل وعلا من المؤمنين أن يقتدوا بالنبى محمد عليه الصلاة والسلام حين وقع في خطئ استوجب العتاب ، كقوله تعالى له ، ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ) التحريم 1 .
5-- بينما أمرنا رب العزة أن نطيع الرسول محمد عليه الصلاة والسلام والذي لا يتحدث كونه رسولا إلا بالقرآن المنزل على قلبه فهو لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى ، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59) النساء .
6-- كذلك أمر رب العزة نبيه الكريم ، قائلا ، ( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (54) النور.
فلم يأمره أن يقول للناس أطيعوا الله رب العالمين و أطيعوني بل قال (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) أي القرآن العظيم وأردف قائلا ( فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ ) أي على النبي محمد ما حمل من أخطاء وعليكم ما حملتم من أوزار كل مسؤول عن نفسه يوم الحساب .
7 -- الإتباع لا يكون لشخص النبي عليه السلام أو للأولياء الصالحين بل يكون للكتاب الذي أنزل إلينا ، ( اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ (3) الأعراف .
أرجو نشر هذا المقال عبر مواقع التواصل الاجتماعي لديكم ، و لكم الشكر و الثواب .
اجمالي القراءات
9893