التأسي والإقتداء

خالد اللهيب Ýí 2014-01-06


من كتاب الشورى في الاسلام للعالم الازهري د. احمد صبحي منصور مع ‏الكثير من ‏التلخيص ‏والتصرف ومن على موقع أهل القران .‏
الأنبياء أئمة البشر، ولكن لأنهم بشر فإن الله تعالى لا يجعل الاقتداء بهم مطلقا ‏ولكن يربطه بالوحي أو بالموقف . ‏
‏1 ـ أمر الله تعالى محمدا بأن يتأسى بهدى الأنبياء السابقين ، فالهدى هنا هو ‏الوحي الذي نزل عليهم ، ( أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ ‏أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) الانعام 90 ، فلم يأمره بالاقتداء بالأشخاص ‏ولكن بالوحي المنزل عليهم ، ( فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ). ‏


‏2 ـ وأمره الله تعالى أن يتأسى بإبراهيم ومن معه فى موقف معين ، ( قَدْ كَانَتْ ‏لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا ‏تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ... )، واضح فيها أن التأسى ليس بشخص حتى لو كان هذا ‏الشخص هو النبى إبراهيم عليه السلام ، ولكنه التأسى بموقفه، حين أعلن ‏إبراهيم والذين معه تبرؤهم من أقاربهم المشركين ، ( إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ ). ‏
‏3 ـ كما أمر الله تعالى المؤمنين بالتأسى بالرسول محمد عليه الصلاة والسلام ، ‏و شجاعته في غزوة الأحزاب ، ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن ‏كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) الأحزاب .‏
‏4 ـ لا يمكن أن نتصور أن يطلب الله جل وعلا من المؤمنين أن يقتدوا بالنبى ‏محمد عليه الصلاة والسلام حين وقع في خطئ استوجب العتاب ، كقوله تعالى له ‏، ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ) التحريم 1 .‏
‏5-- بينما أمرنا رب العزة أن نطيع الرسول محمد عليه الصلاة والسلام والذي ‏لا يتحدث كونه رسولا إلا بالقرآن المنزل على قلبه فهو لا ينطق عن الهوى بل ‏هو وحي يوحى ، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ ‏مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ ‏الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً (59) النساء .‏
‏6-- كذلك أمر رب العزة نبيه الكريم ، قائلا ، ( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ‏فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى ‏الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (54) النور.‏
فلم يأمره أن يقول للناس أطيعوا الله رب العالمين و أطيعوني بل قال (أَطِيعُوا اللَّهَ ‏وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) أي القرآن العظيم وأردف قائلا ( فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم ‏مَّا حُمِّلْتُمْ ) أي على النبي محمد ما حمل من أخطاء وعليكم ما حملتم من أوزار ‏كل مسؤول عن نفسه يوم الحساب . ‏
‏7 -- الإتباع لا يكون لشخص النبي عليه السلام أو للأولياء الصالحين بل يكون ‏للكتاب الذي أنزل إلينا ، ( اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ ‏أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ (3) الأعراف .‏
أرجو نشر هذا المقال عبر مواقع التواصل الاجتماعي لديكم ، و لكم الشكر و ‏الثواب .‏
 

اجمالي القراءات 9893

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2011-12-18
مقالات منشورة : 1
اجمالي القراءات : 4,702
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 110
بلد الميلاد : 0000
بلد الاقامة : 0000