رسالة الى الأحبة

آحمد صبحي منصور Ýí 2007-02-15


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

د. احمد صبحى منصور

 

رسالة الى الأحبة أصحاب موقع أهل القرآن

 

الأحبة الأعزاء

هذه هى الرسالة الأولى لكم ، و لن تكون الأخيرة ـ بعونه جل وعلا.

أتمنى ان يتاح لى ـ بعونه جل وعلا ـ وقت أكبر من التواصل معكم ، و أن نحسن معا الاستفادة من هذا الوقت.

ولقد جاء اقتراح الاستاذ عبد اللطيف سعيد حاثا لى لأبدأ معكم هذا الحديث. وإنى أبادر بالموافقة علي ما اقترحه المهندس عبد اللطيف سعيد .واقترح الدكتور عثمان محمد على ( عدم الإقتصار على البحوث القرآنيه فقط ولكن محاولة ربطها بالواقع وتقديمها بطريقة سهلة وصالحة للتطبيق العملى فى كافة مناحى الحياه سياسيه وإقتصاديه وإجتماعيه ) وأيضا أوافق على ما ماقاله.

وأوافق أيضا على ما قاله صديقى العزيز الاستاذ فوزى فراج:  (يجب ان يقرأ الجميع ما كتبه صديقى احمد صبحى اولا قبل اى مناقشه, ثم نبدأ بعدها المناقشه )

وأضم صوتى الى الاستاذين حسن أحمد عمر وابراهيم دادى فى ضرورة أن يتولى الاستاذ فوزى فراج ادارة الحوار و رئاسة اللجنة التى تدير الموضوع كله. ومع تقديرى لمشاغل الصديق العزيز د .عمرو اسماعيل التى تمنعه من المشاركة فى اللجنة فاننى على ثقة فى انه سيجد وقتا للتواصل مع الحوار المزمع .

وبعد قراءة كل ما كتبه الأعزاء تعليقا على اقتراح المهندس عبد اللطيف استسمحكم فى عرض بعض اقتراحات مكملة ، وأترك لكم الاختيار والتشاور فيها :

1 ـ هذا برمته موضوع طوعى لا حرج فى الاعراض عنه ، كما لا لوم على من يعترض عليه.

2 ـ تتكون اللجنة المشرفة على الحوار من الاساتذة فوزى فراج و حسن احمد عمر و ابراهيم دادى وعثمان محمد على وعبد اللطيف سعيد . وتكون رئاسة اللجنة دورية كل ثلاثة أشهر. ويمكن ان تضم عددا آخر من المهتمين من كتاب الموقع فى حالة غياب بعض الأعضاء.

3 ـ ينشر الاستاذ فوزى فراج فى الصفحة الخاصة به كل ما يتصل باللجنة ، من اختيار الأعضاء ، الى اختيار الموضوع الذى ستتم مناقشته بعد دراسته، و كل ما يخص لجنة الحوار .

4 ـ تختار اللجنة ـ بعد التشاور ـ موضوعا منشورا لى على الموقع ، وتعلنه للدراسة و تحدد موعد فتح المناقشة فيه. مثلا الاستاذة رحمة عبد المولى اثارت اسئلة هامة جدا تتصل بكتابى ( الصلاة ) و ( القرآن وكفى ) ومن الطبيعى أن أرد على هذه الأسئلة وغيرها عندما تختار اللجنة موعدا لفتح النقاش فى هذا الكتاب أو ذاك.

5 ـ بالنسبة للصفحة التى سيتم فيها النقاش فهناك اقتراحان : الأول : انشاء صفحة خاصة بالنقاش مفتوحة للجميع من المسجلين فى الموقع ، أو أن يكون النقاش فى نفس البحث المنشور تعليقا عليه كما يحدث دائما فى التعليق على المقالات فى الموقع .

6 ـ يتولى الاستاذ فوزى فراج ادارة النقاش ،ولكل مشارك الحق فى التعليق والرد عليه فى كل ما يثار عن الكتاب أو البحث أو المقال المعروض للنقاش، سواء اختلف أو اتفق معى . وفى النهاية يتم تجميع عناصر الخلاف معى فى نقاط محددة ، ويأتى دورى فى موعد لاحق محدد ـ بعد اسبوع مثلا ـ للرد على كل نقطة من نقاط الخلاف. ويقفل النقاش فى هذا البحث ليبدا فى بحث جديد يكون قد تم الاعلان عنه .. وهكذا.

7 ـ الدور الهام للاستاذ فوزى فراج هو ضبط  التعليقات بحيث ترتبط أولا وأخيرا بالمقال المعروض للنقاش ، لا يجوز باى حال أن تتفرع المناقشات الى دروب جانبية تضيع الوقت و الجهد  ـ كما يحدث الآن ـ أو أن تتحول الى خلافات غاضبة او ألفاظ خارجة. إننى أفترض مقدما أن الدافع لنا جميعا هو الهداية ومعرفة الحق ، وليس انتصارا لرأى أو مجرد حب السفسطة والجدال الذى لا طائل من ورائه. ليس لدينا وقت لاضاعته. هناك مواقع أخرى كثيرة للدردشة و السفسطة و الشقشقة ، بل والفحش القولى . وبالتأكيد فنحن أرفع من ذلك. ومن هنا فاننى أؤكد على اننى لا زلت أخاطب الضمير الأخلاقى لدى كل المشاركين ، و أفترض أنهم حريصون مثلى على عدم اهدار هذه الفرصة فى الحوار.

8 ـ ولنتذكر هنا شرع الله تعالى الذى يجب أن نتمسك به فى هذا المجال ، وهو بايجاز الآتى :

ا ـ ان الجدال فى آيات القرآن الكريم محرم ، وهو من سمات الكفر ، وأن المؤمن اذا انجرف فى هذا الجدال مع المشركين صار منهم ( الحج 3 ، 8 ،  68 ) ( الكهف 56 ) ( غافر 3 ، 4 ، 5 ، 35 ، 56 ، 69  ) ( الشورى 35 ) ( الأنعام 25 ،  121 )

نحن هنا نتحدث ليس عن عموم الجدال ، ولكن عن الجدال فى آيات الله تعالى فى القرآن الكريم. وعليه فالجدال ممنوع هنا فى أى آية قرآنية.

ب ـ ولكن قد يدور ( نقاش ) حول مفهوم آية قرآنية. وهنا يكون النقاش من خلال القرآن نفسه ، أى أن نفهم القرآن بالقرآن  وبالتدبر و التعقل وبفهم مصطلحات القرآن. اذا حاولنا إخضاع الآية القرآنية لفكر خارج القرآن واجهتنا آيات قرآنية أخرى تخالف ما ذهبنا اليه. وبذلك نكون قد وقعنا فى الجدال المحرم فى آيات الله , وهذا ما كان يفعله مشركو مكة حين كانوا يأتون للنبى محمد يجادلونه بأحاديث مفتراة أسماها الله تعالى ( لهو الحديث ) كل ذلك بقصد الاضلال عن سبيل الله (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) ( لقمان 6 ، 7 ): لاحظوا أن الله تعالى جعلها عادة سيئة لبعض الناس فى كل مجتمع يكون فيه ناس فقال ( ومن الناس ) أى تنطبق على كل عصر، ومنه عصرنا. فهذا يتكرر منهم معنا ، وكم عانينيا منهم فى مصر؛ طردونا من مساجدهم فاعتزلناهم لنصلى فى مساجدنا فطردونا من مساجدنا ، فاضطررنا لنصلى فى بيوتنا فكانوا يأتون الى بيوتنا ليجادلونا ، وفى النهاية سلطوا علينا الأمن ليقبض علينا ..وقد ذكرت بعضا من ذلك فى مقال ( التسامح الاسلامى بين مصر و أمريكا )

من هنا فالاعراض عنهم فرض ، وهو يعنى تجاهل من يجادل فى آيات الله ، إذ أن عادة المشركين أنهم هم الذين يأتون و يقتحمون أبواب الآخرين للجدال معهم  ـ وهذا ما كانوا يفعلونه مع خاتم الأنبياء ،عليهم جميعا السلام ، يقول تعالى ( .. حتى إذا جاءوك يجادلونك  ) ( الأنعام 25 ) وكان الله تعالى يأمره باجتنابهم والرد عليهم بكلمة محددة ، إقرأ ذلك فى قوله تعالى (وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) ( الحج 68 ـ ) يعنى الاعراض عنهم وتأجيل الحكم الى الله تعالى يوم القيامة. وهذا ما يجب أن نفعله.

وبالتالى فهذا النقاش مخصص فقط لمن يؤمن بالقرآن وحده ويكفر بما عداه من أحاديث منسوبة كذبا لله تعالى ورسوله ، معتبرا أن ما يأتى فى التراث ليس من الدين الاسلامى ولكنه مجرد ثقافة بشرية تعبر عن عصرها و قائليها ولا شأن للاسلام بها , ومن المفروض  بحثها علميا و تاريخيا لتنتفى عنها صفة القداسة ولتظهر على حقيقتها منتجا بشريا مرتبطا بعصره ، وفيه كل ما فى البشر من محاسن ومساوىء.

9 ـ واذا كنا نعرض عمن يجادل فى آيات الله ونحترم حقه فى الاختلاف تاركين الحكم عليه وعلينا الى الواحد القهار يوم القيامة، فان هذا الخلق العالى فى التعامل مع الآخر يجب أن يسود فيما بيننا ـ اذا اختلفنا فى النقاش. هنا أيضا يجب أن نحترم حق الخلاف فيما بيننا، و كل انسان مسئول أمام الله تعالى عن اختياره العقلى و الفكرى ، و ـ كباحث مسلم ـ لست مسئولا عن أحد ، و لا أفرض رأييى على أحد ، و يستوى عندى إن أيدنى أو رفضنى الآخرون ـ المهم عندى أننى باحث عن الحقيقة أرجو الهداية وأن أنفذ بجلدى من عذاب السعير. وربى جل وعلا يعلم ـ وكفى به عليما ـ أننى أحاول الوصول للحق ما استطعت  ، فاذا أخطأت فأرجو منه تعالى الهداية و الغفران ، ومن هنا يأتى حرصى على ان استفيد من كل يقال ، ويأتى حرصى أيضا على عدم تضييع الوقت فى مهاترات و جدل عقيم يعرقل وصولنا الى الحق.

10 ـ ليكن شعارنا جميعا : أننا أمام القرآن الكريم تلاميذ نتعلم منه معا ، و يستفيد بعضنا من بعض, لأنه لا يوجد مخلوق يمكنه أن يحيط بالقرآن الكريم علما.

11 ـ وفقكم الله تعالى وهدانا جميعا الى أن نكون خدما لكتابه العزيز.

 

 

 

 

اجمالي القراءات 7011

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4980
اجمالي القراءات : 53,339,267
تعليقات له : 5,323
تعليقات عليه : 14,621
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي