..:
القرآن يفند قصة عروج النبي (ص)إلى السماوات -المقال الأول من سلسلة القرآن في مواجهة التراث

نبيل هلال Ýí 2013-04-30


نحن هنا في مقام الدفاع عن الإسلام الحقيقي واستخلاصه مما حاق به من إسرائيليات وتراثيات مكذوبة نجح الوضَّاعون في دسها في عقول الناس , وكل ما نسوقه من أدلة وحجج فهي من كتاب الله , ومن ينكر علينا أدلتنا عليه أن يفندها أيضا بكتاب الله إن استطاع إلى ذلك سبيلا ,ولن نقبل غير كلام الله حكما وفيصلا , ومن لا يرى فيه الكفاية والغَناء ,عليه البحث عن دين آخر , أو على الأقل لا يزعم أنه مسلم , وأنوّه هنا بأنه لن تتضح معاني بدايات المقالات إلا بخواتيمها , وعلى الله قصد السبيل .

المزيد مثل هذا المقال :

كانت قصة عروج النبي صلى الله علي وسلم إلى السماوات السبع من الأمور التي يتندر علينا بها غير المسلمين وإليكم القصة الحقيقية :
فوجئ الحبيب المصطفي محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه , بنزول جبريل عليه أول مرة في الغار , فأصابه الفزع وهرع إلى زوجته خديجة وهو مضطرب لا يعلم حقيقة ما ظهر له . وهو نفس الخوف الذي أصاب نبي الله إبراهيم لما زاره الملكان المكلفان بتدمير قوم لوط : {فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ}هود 72 . وكان لابد للنبي - و شأنه في ذلك شأن أي نبي آخر- أن تطمئن نفسه أن ما به من الله وليس عارضا شيطانيا أو أوهاما وتخيلات , فموسى كلمه الله , فعَلِم أن الله من ورائه وقد كلمه تكليما , وعضده بالمعجزات . وعيسى علِم من البداية أنه وُلد بلا أب , وعضده الله بمعجزات إحياء الموتى وشفاء المرضى بإذنه . وإبراهيم أنقذه الله من النار , وأراه معجزة إحياء الطير:" {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }البقرة260 .ومضى نبينا الحبيب حائرا بعد أن أبلغه جبريل أول آيات القرآن , ثم أبطأ عليه فترة ( جاء في التراث أن انقطاع الوحي دام مدة ثلاث سنوات , وهذا ما لا نراه , فما كان الله ليدع نبيه حائرا بلا مبرر طيلة هذه المدة , والواقع ينفي ذلك ,إذ تواصل نزول القرآن في المدة المزعوم فيها هذا الانقطاع ) , ثم أراه اللهُ جبريلَ , ذلك الملاك الرسول بين الله وأنبيائه :"وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ" التكوير23 , " وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى"النجم13. وتراوح أمر الإخباريين والوضَّاعين عن العروج بين كذاب يفتري وبين غافل يصدق , فكما سبق لهم القول بأن "عدد مرات الإسراء بلغ ثلاثين أو أربع وثلاثين مرة" ( ذهب إلى هذا القول الحاتمي الصوفي والشيخ عبد الوهاب الشعراني – السيرة الحلبية طبعة المطبعة الأزهرية – القاهرة – الجزء الأول ص 404 – نقلا عن الإسراء والمعراج – أبو المجد حرك ) , وقالوا أيضا" إن عدد مرات العروج عشر مرات : سبع مرات إلى السماوات , ومرة واحدة إلى سدرة المنتهى , ومرة واحدة إلى المستوى الذي سمع فيه صريف الأقلام في تصاريف الأقدار, وواحدة إلى عرش الرحمن" (مجلة منبر الإسلام العدد 7 السنة 25 اكتوبر 1967- الملحق ص 33 – نقلا عن الإسراء والمعراج – أبو المجد حرك ) . وقيل إن محمدا صلى بالأنبياء ليلة إسرائه في بيت المقدس ثم عُرج بهم جميعا بعد ذلك إلى السماوات العلى , وقيل إن النبي اجتمع بهم في السماوات ثم نزل إلى بيت المقدس ثانيا وهم معه, وصلى بهم فيه , ثم إنه ركب البراق وكر راجعا إلى مكة (وقد نسي واضع هذه الرواية أنه سبق الزعم بأن العروج لم يكن بالبراق , بل كان بالمعراج وهو سلم له درج من فضة ودرج من ذهب , أو - في رواية أخرى- كان ببساط الريح الرفرف . وقيل في رواية ثالثة إنه صلى بهم مرتين . ومن قال بالعروج بالبراق زعم أنه انتقل من الأرض إلى السماء في خطوة واحدة , وإلى السماوات السبع في سبع خطوات . وما دام العقل الخرافي لا يستنكف مثل هذا الهراء , فلا بأس من القول بأن هذا البراق له قوائم ثور, وذنب غزال , وفي قول آخر جسده كجسد الإنسان , وذَنَبه ذنب بعير , وله مثل عرف الفرس (هكذا قالوا) . وإذا قال قائل : ألم يكن الله بقادر أن ينقل النبي ب "كُن" دون الحاجة إلى براق ومعراج , يجيبون بأن الراكب أكرم من الماشي , لذا أراد الله له أن يأتي راكبا من باب التكريم والتبجيل ! وهذا بعض كلام يراد للناس تصديقه والإيمان به , ويُرمى مكذبه بالزندقة والكفر . وزعموا أن النبي وجبريل امتطيا هذا البراق معا , مع أن جبريل له 600 جناح (هذا ما قالوه ) وما أغناه عن براق فوق الحمار ودون البغل . وقيل إن البراق هو دابة النبي إبراهيم التي كان يزور عليها البيت الحرام , ولو كان الأمر على ما ذكروا لكان مرأى البراق كافيا لإثبات المعجزة لمشركي عصر إبراهيم . ومع أن البراق كان دابة إبراهيم وكان وسيلة المواصلات للأنبياء إلا أنه تشامس واستصعب عندما هم محمد بركوبه, ولكن جبريل وبخه على ذلك فتصبب البراق المسكين عرقا من الندم والخجل ( - ابن الأثير - الكامل في التاريخ – المجلد الثاني – ص 51) - بحسب الروايات المكذوبة- وانطلق الجميع : جبريل ممسكا بركابه , وميكائيل ممسكا بزمامه , فملَكان كريمان يسوقان ما هو فوق البغل ودون الحمار(البراق) ! وتذكُر روايات أخرى أن جبريل امتطي ظهر البراق مع النبي حتى انتهيا إلى بيت المقدس , ولم يذكر لنا أحد ما حاجة الملاك جبريل - وله 600 جناح واحد منها يسد الأفق - إلى امتطاء ظهر حيوان دون حجم البغل , حتى يبلغ بيت المقدس. ومن شاء أن يؤمن بمثل هذا الكلام فليفعل , لكن عليه ألا يطالب العقلاء بتصديقه . انتهى المقال الأول ويتبعه الثاني إن شاء الله تعالى – بتصرف من كتابنا .....بين القرآن والتراث – نبيل هلال هلال

اجمالي القراءات 28595

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2011-01-12
مقالات منشورة : 123
اجمالي القراءات : 1,420,700
تعليقات له : 109
تعليقات عليه : 282
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt