إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ...

Brahim إبراهيم Daddi دادي Ýí 2013-01-20


 

إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ.

 

عزمت بسم الله،

 

السامع للخطباء والشيوخ ورجال الدين، لما تصف ألسنتهم الكذب على الله ورسوله، نقلا من كتب البشر التي تزاحم وتقضي على كتاب الله تعالى، الذي أنزله على خاتم الأنبياء محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، وهذه الكتب التي تروي لنا على لسان آخر الأنبياء روايات أكثرها ( إن لم أقل كلها )، من قول البشر وما كتبت أيديهم، وهي تخالف في غالبها كتاب الله تعالى الذي أنزله على عبده، ليكون بشيرا ونذيرا لألا يكون للناس على الله حجة بعد ذلك، والخطباء والشيوخ ورجال الدين مستمسكون بهذه الكتب وعضوا عليها بالنواجذ، وتركوا ما أنزل الله تعالى من الحق وراء ظهورهم، ولا يذكرون الله إلا قليلا، وبعد ذكر البشر يذكرون الله تعالى دون تعظيم ولا تقديس، كما يقدسون ويعظمون محمدا عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، وينسبون إليه القول في تشريع بعض الأحكام، خلافا لما جاء به من الوحي والحق من عند ربه، بينما نجد المولى سبحانه أوحى لرسوله وآخر الأنبياء، كما أوحى إلى نوح والنبيين من بعده، ـ لأن الله تعالى قد أوحى لأنبياء من بعد نوح ولم يذكرهم الله تعالى إلى أن أوحى إلى إبراهيم وإسماعيل ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس  وهارون وسليمان وداوود، وكلم موسى تكليما، عليهم جميعا السلام.

 

قال رسول الله عن الرُُّوح الأمين عن ربه سبحانه: إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىنُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَىإِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا(163)وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا(164)رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِأَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِوَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(165)لَكِنْ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا(166)إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا(167)إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنْ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا(168)إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا(169)يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْوَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا(170).النساء.

 

السؤال الذي فرض نفسه وفاز بالسبق هو: إذا كان الله تعالى قد بعث رسلا وأنبياء قبل أن يختم رسالاته بآخر الأنبياء محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، أقول إذا كان الله قد ختم الرسائل بكتاب مبين محفوظ ميسر مفصل، ومع ذلك كُتبت كتب بشرية كثيرة وعلى رأسها ما يسمى ( الصحاح) عند أهل السنة، و( الكافي ) عند الشيعة، فهل لأنبياء الله تعالى ورسله السابقين لآخر الأنبياء محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، كتب ينافس ما أنزل الله تعالى من كتاب؟ مثل كتاب البخاري والكافي وغيرهما؟؟؟

 

الحق أقول لقد وجدت الجواب في أحسن الحديث كتابا، قال رسول الله عن الرُُّوح الأمين عن ربه سبحانه: أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ(51). العنكبوت.

الظاهر أن المسلمين بعد موت الرسول بحوالي قرنيين من الزمن لم يكفهم كتاب الله الذي يُتلى عليهم، لأن الرعيل الأول من المؤمنين لم يكونوا محتاجين لكتب الحديث وكان كتاب الله تعالى يكفيهم فيحلوا حلاله ويحرموا حرامه، ولم يكونوا متعطشين إلى قول البشر...

 

ختاما تذكير بأحسن الحديث: يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا(170). النساء..

والسلام على من اتبع هدى الله فلا يضل ولا يشقى.

         

اجمالي القراءات 14875

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-11
مقالات منشورة : 527
اجمالي القراءات : 10,865,890
تعليقات له : 2,000
تعليقات عليه : 2,891
بلد الميلاد : ALGERIA
بلد الاقامة : ALGERIA