لتر دم مصري لشيلوك

طالما لم تتحقق مطالب الثورة، وتصارَعَ علىَ مــُـنجزاتها لصوصٌ من كل الأصناف والأنواع والتوجــُّـهات، وتقاســَـم سرقـَـتـَـها العسكرُ لعام ونصف العام، ثم الإخوان المسلمون إلىَ ما شاء الله، فليس من حق أي جهة أنْ تنظم مليونية لا تنضوي تحت لواء ثورة 25 ينايرأو .. تكملتها!
كل المطالب تستمد شرعيتها من الثورة، وكل من لم يشترك في خلال الثمانية عشر يوما الباهرة لثورتنا لا يملك حق التحدث باسمها أو المطالبة بنصيب في انتصارها.
إن التاريخ ليس كفيفاً، والذاكرة ليست ممسوحة، والتوثيق في عهد الفيسبوك والنت يمكن أن يفضح كل زاعمي تأييد الثورة وهم ألدّ الخــِـصام.
الثوار فقط هم الذين يعرفون خصومَهم من أصدقائــِـهم، فعودوا إلى الصحف والمجلات والمطبوعات الأخرى والمواقع والمنتديات النتيـّـة، واكشفوا زيف الكاذبين الذي يقولون بأنهم كانوا معكم ضد المخلوع وضد المشير.
ليس كل من يُصفـِّـق في مصارعة الثيران مؤيداً للمُصارع، فكثير منهم يتمنوّن افتراس الثور للمصارع!
مازلت على قناعاتي التي أفصحت عنها منذ سنوات طويلة وهي ( خوفي على مصر من الإخوان المسلمين)، وإذا كانت مملكة خيرت الشاطر تقترض من البنك الدولي فإن (شيلوك في تاجر البندقية) ليس بعيداً عن أرض مصر، ويمكن لكل مصري أن يستعد لشفط لتر دم من ابنه الصغير لتسديد الفوائد الحلال، مع لتر مكعب من قناة السويس قبل أن تعلن القوى الكبرى أن مصر غير قادرة على تسديد ديونها، وأن الدائن يرفض مليونية الدعاء أو مليونية الجماعات الإسلامية لاستبدال البركة بالقرض القاتل!
كنت أخفف على قومي عندما كتبت مرات عدة بأن صندوق الانتخابات في دولة لا يستطيع نصف سكانها قراءة الحروف الأبجدية هو مصيدة مفزعة تدفع ثمنها أجيال قادمة، لكن الحقيقة أن صندوق الانتخابات كان إشارة البدء في تقسيم الكعكة على كروش حيتان الثورة المضادة.
المصريون لم يستوعبوا بعد أننا في زمن ( قناة المنقبات)، ولن ينجو ظــَـهـْـرُ مصري واحد من الجــَـلـْـدِ في الساحة المواجهة لبيته بتهمة كراهية أحد أمراء المؤمنين الذين حرّرتهم الثورة، وســَـنَّ لهم العسكرُ أنيابــَـهم.
باسم الإسلام والشريعة والضمير والإيمان قرر الإخوان المسلمون الاقتراضَ في مقابل بيع الأعضاء السليمة من أجسادِ أولادنا، شريطة أن لا يقترب مصري واحد من مليارات مبارك وعائلته العفنة ورجال (طــُـرَة) وميزانية الجنرالات التي يصغر بجانبها القرض!
لو صادر القضاءُ المصري ( الشامخ والنزيه!) أموال مبارك وأحمد عز وأحمد فتحي سرور وزكريا عزمي وحسين سالم لما أحتاج الرئيس محمد مرسي أن يقتطع من وقته دقيقة واحدة لاستقبال بعثة صندوق النقد الدولي.
مبارك يبيع المصريين
المشير يبيع المصريين
الإخوان المسلمون يبيعون المصريين
صندوق النقد الدولي يشتري المصريين!
أشم رائحة تزكم الأنوف، إما أنها من الصفقات النتنة، أو من جثث متعفنة لأطفال سيموتون من الجوع في عهد الحُكم باسم الله، بعدَ الحُكم باسم الجيش، إثـْـرَ الحُكم باسم الفرعون.
كلهم يأكلون اللحم المصري نيئاً!