16-الكرم وأشياء أخرى

في الأربعاء ٢٧ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

 

وفيات 82

عمر بن عبيد الله بن معمر أبو حفص التميمي أمير البصرة كان جوادًا صديقًا لزياد الأعجم قبل أن يلي ، فقال له عمر‏:‏ يا أبا أمية لو قد وليت لتركتك لا تحتاج إلى أحد أبدًا‏.‏ فلما ولي عمر فارس قصده زياد، فلما لقيه أنشأ يقول‏:‏

ألا ابلغ أبا حفص رسالة ناصح ** أتت من زياد مستبينا كلامها

فقال له عمر‏:‏ لا يكون عليك ظلامها أبدًا.

 فقال‏:‏

لقد كنت أدعو الله في السر أن أرى ** أمور معد في يديك نظامها

فقال‏:‏ قد رأيت ذلك .

فقال‏:‏

فلما أتاني ما أردت تباشرت ** بناتي وقلن العام لا شك عامها

قال‏:‏‏:‏ فهو عامها إن شاء الله تعالى .

قال‏:‏

فأنى وأرض أنت فيها ابن معمر ** كمكة لم يطرق لأرض حمامها

قال‏:‏ فهي كذلك يا زياد .

فقال‏:‏

إذا اخترت أرضًا للمقام رضيتها ** لنفسي ولم يثقل علي مقامها

وكنت أمني النفس منك ابن معمر ** أماني أرجو أن تتم تمامها

قال‏:‏ قد أتمها الله لك .

قال‏:‏

فلا أك كالمجرى إلى رأس غاية ** ترجى سماء لم تصبه غمامها

فقال‏:‏ لست كذلك فسل حاجتك‏.

فقال‏:‏ نجيبة ( أى مهرة ) وخادمها ، وفرس رائع وسائسه،  وبدرة وحاملها،  وجارية وخادمها ، وتخت ثياب ووصيفة تحمله‏.‏

فقال‏:‏ قد أمرنا بجميع ما سألت،  وهو لك علينا في كل سنة‏.‏

فخرج من عند عمر حتى قدم على عبد الله بن الخشرج وهو بسابور ( أى والى نيسابور ) فأنزله ( أى استضافه وأكرمه ) وألطفه ، فقال فى ذلك :

إن السماحة والمروءة والندا     في قبة ضربت على ابن الخشرج

لما أتيتك راجيًا     لنوالكم         ألفيت  باب  نوالكم  لم      يرتج

فأمر له بأربعة آلاف درهم‏.‏ )

                                                      التعليق

 قلنا من قبل؛ أموال البلاد المحتلة المقهورة تمتع بها العرب الحكام فى العصر الموى. وبعضهم كان كريما ـ ليس مع الفقراء الضحايا من أبناء الأمم المحتلة ـ ولكن مع الشعراء المنافقين. والشعوب المغلوبة على أمرها تدفع الثمن ليس مجرد أموال وذهب ولكن سلعا وبضائع بشرية آدمية ، من الجوارى والعبيد ، أو بعد تأهيلهم وتدريبهم كان يطلق عليهم وقتها ( وصيفة )  و( سائس )

هذا ظلم فظيع. والله تعالى لا يحب الظالمين.