"الأحواز".. حركة إسلامية لتحرير الأرض
"الأحواز".. حركة إسلامية لتحرير الأرض

في الأربعاء ١٢ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

"الأحواز".. حركة إسلامية لتحرير الأرض

 

علي عبدالعال

 

عودتنا الحركات الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي ألا تتجاوز مطالبها استبدال الشريعة الإسلامية بالأنظمة العلمانية الحاكمة، إلا أننا وجدنا في الأحواز (عربستان) حركة نشأت متجاوزة لهذا المطلب من خلال سعيها إلى الانفصال أو (الاستقلال) عن دولة إسلامية قائمة هي إيران.  

 

فمنذ سيطرت الدولة الشيعية على الإقليم عام 1925 لم يكف أبناء (عربستان) - وهي واحدة من الإمارات العربية في الخليج - عن المقاومة، وكانت لهم حركاتهم وجماعاتهم التحررية التي تنوعت مشاربها وانتماءاتها الفكرية، وعلى الرغم من حداثة الحركة الإسلامية فيها، والتي ظهرت مع بداية الثمانينيات، إلا أنها أضحت سريعا واحدة من أبرز حركات المواجهة مع طهران، خاصة "بعدما انتهت بالفشل جميع التيارات القومية والشيوعية والأفكار المتشعبة منها"، حسبما يقول (عُمر عثمان الحياوي) - الأمين العام ومسئول القيادة الميدانية للمنظمة الإسلامية السنية بالأحواز - الذي أوصى في بداية حوارنا أن يُصدر اللقاء بعبارة: "ليس هناك من حل جذري لتحرير الأحواز سوى رفع راية الإسلام الحقيقية".

 

وبالمناسبة فكل قيادات وعناصر هذه المنظمة مطاردون من قبل إيران، وغالبا ما يستخدمون أسماء حركية من أجل التنقل داخلياً أو بين الدول، أو عند مخاطبتهم وسائل الإعلام.

 

خارطة الحركات الأحوازية

 

هل ترسم لنا خارطة للحركات الإسلامية السنية الأحوازية في الداخل؟ وإن كان ثمة عناصر شيعية تعمل في إطارها؟

 

الشعب العربي الأحوازي - بشكل عام- هو شعب مؤمن ومتدين، لهذا لا يمكن أن نفصله عن دينه، بأي حالٍ من الأحوال، ولهذا ظهرت على الساحة الأحوازية المعاصرة، بعض التيارات الدينية التي لم تنجح بعد الثورة الـ"خمينية" وبعد قمع كافة الحركات الإسلامية وغيرها في تلك الفترة.

 

وفي نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، بدأت تتبلور "الحركة الإسلامية السنية" في الأحواز المحتلة، كتيار إسلامي سياسي، وكفكر مخلص للشعب من الاحتلال الفكري والعسكري الإيراني، وأضحت في أوائل التسعينيات على شكل مجموعات، تنظم نفسها كخلايا فاعلة ونشطة، وفي بداية القرن الحالي ظهر التيار السني كقيادي للمجموعات الإسلامية على الساحة الأحوازية كلها.

 

هل تجمع "المنظمة الإسلامية السنية" كل طيف الإسلام الحركي في الأحواز؟ أم أن هناك إسلاميين غير منضوين تحت لواء الحركة؟

 

هناك حزب إسلامي شيعي كان يعمل في إطار دستور دولة الاحتلال الإيرانية، معروف بحزب (الوفاق الإسلامي)، كان ينشط في فترة رئاسة خاتمي، وهو كحزب ظهر لشق صفوف الأحوازيين ليتداخل بين المناضلين كحزب أحوازي، وبعد انتخاب رئيس دولة الاحتلال الإيرانية الحالي "نجاد"، لوحقت عناصر الحزب الوطنية وانتهى مصير ساسته في إبعادهم إلى طهران، وبشكل عام فالتيار الإسلامي الشيعي "الأحوازي" هو تيار محسوب على إيران، لاتباعه منهج المرجعية الدينية الإيرانية، وعدم وجود موقف صريح من الاحتلال الإيراني للأحواز.

 

أما عن المنظمة السنية فقد اتسع نطاقها التنظيمي والسياسي بشكل واضح، بعد ضم أغلب القيادات الفكرية السنية، حتى صار لها خلايا منتشرة في كافة مدن الأحواز المحتلة، من الأحواز العاصمة التي تعرف ب (الناصرية)، ومدينة عبادان، والمحمرة، في إطار مجلس الشورى عام 2003 الذي سمي لاحقا بالأمانة العامة.

 

وبعد تأسيس قاعدة المنظمة التنظيمية، ظهرت كمنظمة إسلامية ذات توجه عروبي ووطني، وذات فكر سياسي واضح المعالم بني على مفاهيم ومبادئ أساسية جوهرها الإسلام الحنيف وبإطار وطني عروبي خالص، لكن بشكلٍ عام فالمنظمة لا تشترط أن يكون المنتمي لصفوفها إسلاميا بالضرورة، وما يهمنا نحن كتنظيم أن يكون المنتمي للمنظمة يسير على الخط السياسي لها، ويؤمن بمبادئها وهي: تحرير الأرض والفكر الأحوازي، ولهذا تجد في المنظمة الكثير من العناصر الجعفرية، والقومية، والوطنية، وحتى العناصر ذات الفكر التحرري المعتدل، علاوة على وجود إخوتنا من الصابئة المندائيين والمسيحيين في إكمال بناء بيت المنظمة الإسلامية السنية الأحوازية.

 

ماذا عن الفكر الجهادي، ألا يوجد من يدعو له بين الأحوازيين؟

 

الأحوازيون عبر التاريخ شعب مؤمن مجاهد، والجهاد فرض عين وحق من حقوق شعبنا لا يمكن التنازل عنه، كما أنه يدعم مشروعية المقاومة في الأحواز، خاصة وبلادنا ترزخ تحت حكم عسكري منذ 83 عاما من عمر الاحتلال الإيراني، ولهذا تجد دوما الشعب في حالة الدفاع عن نفسه.

 

هل ثمة تنظيمات أو حركات مسلحة معروفة في الأحواز؟

 

نعم هناك جماعات مسلحة على شكل خلايا منظمة في كافة المدن، لكنها في طور التكامل، ولا تقارن بالإمكانيات العسكرية لدولة الاحتلال على الإطلاق، ودورها اليوم يقتصر على محاولة الدفاع عن النفس أمام هجمات العصابات الإيرانية الشرسة على المدن والأحياء. ومؤخرا ظهرت على الساحة "الحركة الوطنية للمقاومة الأحوازية" بقيادة فيصل العبده، ولها تواجد ونشاط في الحميدية والبسيتين والملاشية والفلاحية والأحواز العاصمة، وهناك أيضا الكثير من الخلايا كفتح ومجد الأحواز، لكن نشاطها الإعلامي ضعيف جدا.

 

تحدثت كثيراً عن الاستقلال عن (الاحتلال) الإيراني لبلادكم بينما تتناقل تقارير بشأن علاقات تجمعكم بدولة الكيان الصهيوني، ما صحة ذلك؟ وما لون هذه العلاقات؟

 

ليس لدينا أية علاقة بإسرائيل على الإطلاق، وإن كان اليهود هم من بني عمومتنا باعتبارنا وإياهم ساميين، فلا نريد أن نخلط المشاكل السياسية في منطقة الشرق الأوسط بديانات وثقافات شعوب يمكن أن تكون لنا معهم علاقات إنسانية جيدة.

 

وماذا عن علاقتكم بمنظمات علمانية في الداخل والخارج؟

 

لا يسعني إلا أن أقول لا ضير في علاقتنا معهم، ونحن وإياهم على مبدأ: "لكم دينكم ولنا دين"، إن كان ذلك من مبدأ المصلحة المشتركة، وأقول: نحن تيار تحرري وإصلاحي في نهاية الأمر، نبحث عن تحرير وطننا، ولا نسعى بأي شكل من الأشكال إلى تشكيل دولة إسلامية صرفة إذا ما تحررت الأحواز، وننشد دولة مستقلة كمثيلاتها من دول مجلس التعاون الخليجي.

 

ممارسات إيرانية في الأقليم

 

ألا يثير موقفكم ـ كحركة إسلامية ـ في الخروج على إيران (الدولة المسلمة التي تطبق الشريعة) الاستغراب؟

 

إن أخـذنا جدلاً بأن إيـران دولة إسـلامية أو تطبق (الشريعة الإسـلامية)، فإن مـنع وسـلب الحقوق القومية والدينية ومنـع تدريس لغة الإسـلام "العـربية" أو حتى التحدث بها في المدارس وجميع القطاعات المحلية الخاصة والحكومية في الأحـواز، وكذلك ملاحقة أهـل السنة والجماعة ومنعهم من جميع حقوقهم الدينية، ومنها افتتاح مسجد لهم، بل و تدمير مسجدهم الوحيد "مسجد الإمام الشافعي" في القصبة بالأحـواز، واعـتقال شيخه وطلابه، والحكم على أغلبهم بالإعـدام والسجن المؤبد والإبعاد، هـذا مع سلب جميع الحقوق المدنية ومنها تسمية الأبناء بأسماء عربية كأسـماء الصحابة وأمهات المؤمنين، بالإضافة إلـى الحكم بالسجن وحتى الإعـدام على من يرتدي الكوفية العربية "الحمراء" و اتهامه بالانتماء للوهابية، علاوة على تشريد الآمنين من منازلهم إلـى العمق الإيراني، واغتصاب الأراضي، وسياسات التفريس الممنهجة، جميـعها توجب علينا الدفاع عن أنفسنا كشـعب عربي مسلـم، هـذا حق إسـلامي أصيـل لنا.

 

وأضحى واضحا لجميع المراقبين للشأن الإيـراني خلال ما يزيد عن 85 عام، بأن تأسيس الدولة الإيرانية في الأصل كـان قوميا على غرار الدولة التركية القومية، بل غالت إيران بالقومية حتى أضحت همها الأول والأخير، وبشكل عنصري وغير إنساني، وحتى التسـمية إيران التي كـانت تدعى "فارس" حتى عام 1936 م وتحولت إلـى إيـران، و تـعني الآريين باللغة الفارسية، هي تسمية عنصرية، وتعني النبلاء في اللغة الفارسية البهلوية، هـذا والجميع يـعلم بأن اللغة الفارسية فرضت على الشعب الآذري الذي تتحكم إيـران بسيادته وحريته وهو شـعب يقارب الـ20 مليون شخص، وكذلك هو الحال بعد قمع الدولة الكردية والسيطرة على كردسـتان واحـتلال الأحـواز العـربية 1925م عسـكرياً و بعـدهاً أسـتمر الاحتلال العسكري لكافة مناطق شـمال الخليج العـربي "الحولة"، وتـم من خلال ذلك إنهاء آخر سيطرة للإمارات العـربية هنالك منذ عام 1956 م وتلاها احتلال الجزر الإماراتية الثلاث في بداية السبعينيات، علـى هذا فإن إيـران دولة قومـية بالأساس ومحاربة ظلمها واجب إنساني قبل أن يكون دينيا أو وطنيا.

 

ألم يكن من الأفضل أن تديروا خلافاتكم بشكل سياسي حتى تحصلوا على حقوقكم السياسية والثقافية والدينية بدلاً من معاداة الدولة الإيرانية عسكرياً؟

 

كما سابق وقلت، إيـران دولة عنصرية، مبنية على استعباد واستعمار العناصر والشعوب غير الفارسية، وهي تنفذ سياسات تفريس منهجية بشكل غير أخلاقي، هذا من جهة ومن جهة أخـرى فهي تحتل بلادنا بملاينها الـ 12، و ثرواتها و تاريخها، ولم تترك لنا أي باب للحل السلمي أو الدخول معها بأي شكل من الأشكال للتفاهم في تفاهم والحوار.

 

فعنـدما كـان الخميني ـ مؤسس النظام الحالي في إيـران ـ في منفاه في باريس وعـد شعـبنا بكافة حقوقه، وحيـنما انتصرت ثورته استبشر الشعب الأحوازي بهذه الثورة التي ساهم فيها بشكل رئيس، وذهـب أكثـر من 400 ناشط سياسي عـربي أحـوازي من جميع أنحاء الأحـواز والخليج العـربي، ومنـهم من مؤسسين المنظمة الإسـلامية السنية الأحـوازية، إلـى طهـران للقاء الخميني، والمطالبة بتنفيذ وعوده، فرد عليهم بأنه: "ليس لكم عندي شيء"، بل وأمـر خلال أيـام الجنرال أحمد مدني ورئيس محكمة الثورة المدعو آية الله خلخالي إلـى بالهجوم على مدينة المحمرة الأحوازية، وقتل ما يزيد عن 500 مواطن وتشريد الآلاف، وقمع الشـعب الأحوازي الذي كـان يأمل بأن ينتهي زمن الاستعمار الإيراني الفارسي الصفوي ضدهم، فهنا لم يبق مجال للعقل والتفكير بإمكانية الحوار مع عـدو كهذا، وعليه لا يملك شعبنا إلا أن يستمر في الكفاح من أجـل نيل الاسـتقلال، و ليس الانفصال، فالانفصال يكون للأقاليم الإيرانية "الفارسية" ، بينما الأحـواز بلد عربي محـتل ونناضل من أجـل رفع الظلم ونزع الحقوق والوصول للاسـتقلال، و هو حقنا الطبيعي كما نراه.

 

نكسات الأنظمة الشمولية

 

ما هي مشاربكم الفكرية؟

 

من المعروف أن الكثير من المشارب الفكرية التي تغذت منها الحركة الوطنية منذ خمسينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا تعرضت إلى نكسات كبيرة، ومنهم أصحاب الفكر الشيوعي والقومي، الذين ربطوا القضية الأحوازية بأنظمة شمولية كان لها أثرها السلبي على تدويل القضية، لهذا نحن في المنظمة الإسلامية رأينا أن لا نكرر نفس الأخطاء التي وقع فيها من سبقنا في النضال، وإن كنا نستمد بعض أفكارنا من الكثير من مشايخ الإسلام العظام في المملكة العربية السعودية والعراق والخليج العربي بشكل عام، هذا بالنسبة لتوجهنا الإسلامي، أما بالنسبة لتوجهنا السياسي فهو امتداد وتطوير للحركة "الوطنية" الأحوازية المستقلة.

 

أليس لكم منهج عقائدي معين يدرسه عناصر المنظمة، أو أدبيات معينة كباقي الحركات؟

 

أساس فكرنا هو التوحيد الخالص لله، ومحاربة الضلالة والشرك فكريا بين أبناء الشعب، نعم لدينا منهج فكري ديني لا يلزم الأعضاء من غير أبناء أهل السنة والجماعة الذين ينتمون للمنظمة، ولكن لدينا مفاهيم ومبادئ أساسية نلزم بها جميع المنتمين للمنظمة ويجب عليهم اتباعها.

 

هل لمنظمتكم ذراع عسكري على الأرض؟

 

المنظمة الإسلامية السنية تيار وطني قبل كل شيء، وهو جزء من الشعب الأحوازي المقاوم، وبكل تأكيد تجد في كل حي أحوازي خلية أحوازية للدفاع عن الإنسان الأحوازي ضد البطش الإيراني القائم، وشعبنا منذ ما يزيد عن 83 عاما من عمر الاحتلال العسكري الإيراني في حالة دفاع عن النفس كما أسلفت.

 

لهذا تجد عناصر المنظمة ومنهم من ينتمي للجهاز الأمني السري وهم جزء من أبناء الشعب يدافعون جنبا إلى جنب مع أبناء شعبهم، وفق القوانين الدولية التي سنتها الأمم المتحدة بميثاقها وبالتحديد المادة (51) التي أقرت حق الدفاع الشرعي عن الدول فرادى أو جماعات عند تعرضها لأي اعتداء مسلح أو عدوان كما هو حاصل الآن للأحواز، وإن هذا الحق يدخل ضمن نطاق الحق الطبيعي لكافة الشعوب وحقها في تقرير مصيرها وانتزاع استقلالها وسيادتها بكل الوسائل المسلحة وغير المسلحة، إضافة إلى حقها في تشكيل جيوب مقاومة تستعيد من خلالها حقها المسلوب وتحرير أراضيها وبسط كامل سلطتها عليها.

 

والحركة الجماهيرية الأحوازية الواسعة تلبي نداءاتنا الوطنية في أكثر من زمان ومكان، وتتواجد خصيصا في مثلث قاعدتنا الثوري والذي يعرف العدو جيدا مدى قوته والمتمثل في حي الدايرة ومدينة كوت عبدالله والسجن القديم "حي الثورة" أو ما يسمى بحي مشعلي الذي يشهد منذ 2005 حكما عسكريا إيرانيا.

 

سرية العمل التنظيمي

 

ماذا عن الجهاز السري ودوره بالتحديد؟

 

هو جهاز سري خاص، تشكل رسميا عام 2004، ويتكون من عناصر أمنية وضباط أحوازيين، يشترط للدخول فيه من يحمل صفة الكفاءة، ومن مهمته اختراق الجيش الإيراني الـ"أرتش"، ووزارة الاستخبارات المركزية "اطلاعات"، والحرس الثوري الإرهابي، "سباه باسداران"، وقوات التعبئة الإيرانية الـ"بسيج" في الأحواز، وذلك للكشف عن خططهم ونواياهم المدمرة للإنسان والأرض الأحوازية، وفضح تمددهم في الأراضي العربية، ومحاربة هذه الخطط بكافة الوسائل الشرعية والأممية المتاحة، ومن إنجازات هذا الجهاز الكشف مؤخرا عن وثيقة الحرس الثوري الإيراني الموجه لشركة (مهاب قدس) لبناء مفاعل الزرقان في الأحواز العاصمة، وقد لاقت تغطية إعلامية لا نظير لها عالميا.

 

وماذا بشأن منظمة تحرير الأحواز "ميعاد"؟

 

المنظمة الإسلامية السنية الأحوازية هي الجناح الأيمن لمنظمة تحرير الأحواز "ميعاد" ، وتشكلت منظمة تحرير الأحواز "ميعاد" عام 1989 من القرن الماضي على يد القائد الأسير فالح عبد الله المنصوري الذي اعتقل في عام 2006 عن طريق النظام السوري وسلم لإيران مع رفاق له، ولا زال يقبع في سجون الاحتلال الإيراني في طهران، ولديها مكتبها السياسي ومقره في مدينة ماستريخت في مملكة هولندا ويديره الدكتور عدنان فالح عبدالله المنصوري.

 

هل تعدون أنفسكم امتدادا لجماعات إسلامية موجودة في العالمين العربي والإسلامي؟ أم أن لكم منهجا فكريا وحركيا يختلف عن أي حركة أخرى موجودة على الساحة؟

 

نحن نعتبر أنفسنا جماعة إسلامية وطنية سياسية ذات توجه عروبي، ولدينا مآخذ كثيرة على الحركات "الإسلامية" في الوطن العربي، لهذا لا نعتبر أنفسنا امتدادا لأي مجموعة إسلامية، غير أننا نستمد بعض أفكارنا من التيار الإسلامي المعتدل في الخليج العربي، بشكل عام.

 

هل لديكم علاقات معينة مع دول الخليج العربي؟ وهل يصلكم دعم سياسي أو مادي أو إعلامي من تلك الدول؟

 

ليس هناك دعم رسمي مادي ولا حتى سياسي من حكومات دول مجلس التعاون الخليج العربي، لكن هناك نصرة شعبية من أشقائنا وأبناء عمومتنا في الخليج، ولله الحمد، وهناك أيضا دعم إعلامي لا بأس به من بعض الصحف الخليجية.

 

هل ثمة علاقات أو روابط بإسلاميين سُنة أو حركات داخل إيران؟

 

ليست لدينا أية علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع الجماعات الإسلامية الموجودة في "إيران"، أو التي تنشط في بلوشستان وكردستان وأذربيجان.

 

الأرض والإنسان الأحوازيين

 

بكم تقدرون مجمل عدد الشعب الأحوازي؟

 

ليس هناك إحصاء دقيق للشعب العربي الأحوازي بسبب الاحتلال الإيراني، لكننا نحن هنا في "المنظمة السنية" بعد أن كلفنا مؤسسة الدراسات القومية الأحوازية بإجراء إحصاء يتبع الأسس العلمية، قدرنا عدد الشعب ما بين 10 ملايين و12 مليون عربي أحوازي.

 

هل كلهم سنة؟

 

طبعا لا، ففي الأحواز هناك المسلمون من الشيعة الجعفريين، والعرب الصابئة المندائيين، وبعض الأقلية المسيحية، لكن ما هو بيّن على الأرض والساحة الأحوازية، فإن عقيدة أهل السنة والجماعة بفكرها الإصلاحي الشامل برزت بصورة واضحة بين أبناء الشعب.

 

وكم تقدرون مساحة دولة الأحواز التي تسعون لتحرير أراضيها؟

 

مساحة دولة الأحواز هي 375 ألف كيلومتر مربع من حدود محافظتي ميسان والبصرة العراقيتين مرورا بسلسلة جبال زاجروس الحد الفاصل الطبيعي بيننا وبين الهضبة الـ"إيرانية" أو بلاد فارس بالمعنى الأصح حتى مضيق هرمز "باب السلام" الأحوازي.

 

كيف ترون حجم وقوة المنظمة السنية بين الشعب الأحوازي؟

 

تتمثل قوة المنظمة الإسلامية السنية الأحوازية في قواعدها الجماهيرية الواسعة، المنتشرة في كل أنحاء وبقاع الوطن المحتل، وتتواجد في كافة المدن الأحوازية، وليس هناك حتى الآن حركة إسلامية معروفة في الأحواز غير المنظمة السنية.

 

سياسيا تتمثل قوة المنظمة بدعوتها الصريحة والواضحة إلى تحرير الأحواز كاملا من الاحتلال الإيراني، الذي وقع عليها منذ 18 نيسان 1925، وقد برزت المنظمة بفكرها السياسي القويم وبدعوتها للوحدة ومحاربة الاحتلال داخليا، واستطعنا أن نتواصل نحن في المنظمة بمكتبنا السياسي مع أشقائنا العرب وأصدقائنا في العالم دوليا، ويخوض المكتب السياسي الآن في إطار تحالف "الاتفاقية الـ14 الأحوازية" مفاوضات مع أكثر من جهة دولية لها ثقلها السياسي خارجيا، لدعم عدالة القضية الأحوازية، بعدما عرفت هذه الجهات حجمنا ودورنا في الأحواز طيلة السنوات الماضية.

 

وبكم تقدرون عدد عناصر المنظمة في الأحواز؟

 

للمنظمة تواجد ديني وأمني وسياسي، على شكل خلايا في كافة مدن وقرى الأحواز؛ حيث تحولت القاعدة الجماهيرية للمنظمة إلى تيار شعبي كبير، أما عن عناصر المنظمة فهم منتشرون حسب المناطق وبشكل كبير في مدينة كوت عبدالله، وحي الثورة، وحي الدايرة، وفي مناطق غرب الوطن، فهذه الخلايا والمجموعات فاعلة وقوية ويقدر أنصار المنظمة بمئات الآلاف في هذه المناطق، كما لدى المنظمة حضور بارز بين أبناء الجاليات الأحوازية في دول الخليج العربي.

 

تاريخياً متى ظهرت المنظمة؟ وماذا عن تشكيلاتها؟

 

ظهرت المنظمة الإسلامية السنية بشكل رسمي وفاعل عام 2003، وأعلنت الوحدة مع منظمة تحرير الأحواز "ميعاد" منتصف 2005، كما تشكل مجلس الشورى الذي يعرف الآن بالأمانة العامة عام 2003 بعد أن اجتمع التيار الإسلامي السني الإصلاحي، وتم على أثر ذلك انتخاب السيد خالد الزرقاني رئيسا للمجلس وأمينا عاما له.

 

ومن الناحية السياسية، فالمكتب السياسي هو المسئول عن الاتصال مع القوى الوطنية الأحوازية الفاعلة في الداخل، ومع الجهات الدولية المعنية بالقضية في الخارج، ولدى المنظمة جهاز أمني سري خاص، وكذلك لجنة دعوية للإفتاء والتنوير، كذلك هناك مؤسسة الدراسات القومية الأحوازية، والمؤسسة الثقافية الأحوازية، والمؤسسة الأحوازية لفضح إيران.

 

فمؤسسة الدراسات القومية الأحوازية معنية بدراسة الأمن القومي الأحوازي والمشاريع الإيرانية التي تهدف لزرع الخلل في الأمن الأحوازي، سواء من الناحية الديموغرافية أو من الناحية الجغرافية، والمؤسسة الثقافية هي نتاج فكر عروبي إسلامي، هدفها نشر الثقافة العربية والإسلامية بين كافة أبناء الشعب الأحوازي.

 

وللمنظمة خلايا منتشرة في كافة أنحاء الوطن - بشكل سري- وبتنظيم عالي المستوى، كما لها لجنة إعلامية تدير عدة مواقع على شبكة الإنترنت ومنها الموقع الرسمي للمنظمة الإسلامية السنية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/ علي عبدالعال
صحفي مصري
Ali Abdelaal
Egyptian journalist
0020126656895