وسام علي صدري!!

في الأربعاء ٠٣ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

لم أُغرق العبارة.. لم أهرب، ولم أفكر يوماً أن أفعل!!

لم أقتل يوماً.. ولم أوعز لأحد بالقتل، ولم أتستر علي قاتل!! بقرار حظر نشر!!

لم أسرق يوماً مالاً، لم أسلب- أحداً- يوماً شيئاً أو حقاً!!

لم يدخل يوماً مليم مجهول جيبي، أو بيتي، أو حزبي!!

لم أتقاض أبداً أجراً عن عمل عام، ولم أخلط يوماً بين الخاص والعام!!

لم أكن يوماً ولا أبي موظفاً، أو وزيراً، أو محافظاً أو رئيساً لبنك، أو هيئة، ولم أسع أن أكون!!

لم أحتكر سلعة، ولم أتأجر في ديون مصر!! ولم أحمل يوماً سهماً في البورصة!!

لم أشتر يوما شبراً من أرض الدولة، ولم أبعها شيئاً مما بعته لأنفق علي عملي العام!!

لم أقترض مليماً من بنك من بنوكها، ولا بنوك غيرها!!

لم تستفد أسرتي أو زوجتي من عملي كاتباً أو موقعي نائباً!!

لم أدافع يوماً كمحام عن سارق أو تاجر مخدرات أو سلاح أو آثار!!

لم أظلم ضعيفاً، ولم أتخل عن مظلوم، ولم أهادن ظالماً!!

لم أزور- أبداً- انتخابات خضتها، ولم أقبل أن يفعلها غيري من أجلي!!

لم أعتد أبداً.. علي حق من حقوق الإنسان، لم أتعمد يوماً أن أهين كرامة إنسان!!

لم أقدم يوماً.. أي انتماء علي انتمائي لهذا الوطن دون غيره!!

لم أخن يوماً.. ثقة من منحوني ثقتهم وحبهم وأصواتهم!!

لم أصفق.. لما ينبغي أن أرفضه!!

لم أرفض.. ما ينبغي أن أقبله!!

لم أعارض. ما ينبغي مساندته!!

لم أهاون.. ما ينبغي أن أعارضه!!

لم أراهن علي القوة، بل كان رهاني دائماً هو الحق.. ولا شيء غيره!!

لم ألفق يوماً.. إتهاماً لأحد، ولم أبعد منافساً، أو أنف مخالفاً!!

لم أضن أبداً.. بجهد أو عمل، لإنصاف مظلوم، أو رد ظالم عن ظلمه!!

لم أخجل من الاعتراف بخطأ أو إعلان التراجع عنه!!

لم أعاند في حق.. ولم أدع احتكاراً لحقيقة!!

لم يسبق اتهامي في جناية أو جنحة أو حتي مخالفة!!

لم يطلب أحد خلال عشر سنوات رفع حصانتي البرلمانية لفساد مالي، أو مطل في سداد حق!!

فجأة الساعة الواحدة بعد منتصف ليل الجمعة 28 يناير 2005 تسلم الدكتور سرورا طلباً رسمياً برفع الحصانة البرلمانية عني بتهمة تزوير توكيلات حزب الغد!! وقبل أن يحل المساء كنت في السجن!!

القضية مفضوحة التلفيق، لا مصلحة فيها ولا دافع ولا منطق والقانون يطلب فقط 50 توكيلاً. لا غير..

أحيلت الأوراق لنيابة غير مختصة، هي نيابة أمن الدولة العليا!! ومنها لدائرة غير مختصة فالقضية 4245 عابدين أحيلت لدائرة البساتين!! قالوا محاكمة!!

قل مقصلة!! قلنا حسبنا الله ونعم الوكيل..

فالنظام الذي توحم علي حريتي لم يكتف بها، فتوحم علي حزبي، وعملي ومقعدي البرلماني، بل واشتبكت أظافره، وأسنانه، وأبواقه، وأقلامه، بلحمي وسمعتي تشويهاً وضيعاً، وسباً، وقذفاً، وافتراء، واختلاقاً، بحق شخص يبقي إنساناً لحماً ودماً.

وبعد أن أوشكنا علي أن ندخل العام الرابع من العناد واعتقالي منذ 23 يوليو بقرار جمهوري أصبحت أسأل نفسي: ماذا يمكن أن يخيف نظاما من شخص مغلول اليدين مسلوب الحقوق والحرية؟!

وجدتها أخيراً.. عندما تلقيت مئات الرسائل الإلكترونية التي وصلت علي موقع جريدة «المصري اليوم» تعليقاً علي مقالي «رسالة لأوباما» وغيرها وصل علي بريدي.

فعلاً من حق هذا النظام أن ترتعد أوصاله فرغم كل مظاهر الزيف والتلفيق فالناس في مصر لديهم رادار عجيب!! يشمون رائحة الصدق!! ويميزون ملامحه!!

يعرفون من هو المزور لإدارة الشعب واللص، والقاتل، والمحتكر، ومن هي تلك الأقلام «المعدودة» التي لو عرفنا من يمتدحون، فعلينا أن نعتبر سبابهم لنا وساماً علي صدورنا!! فشكراً.. لكل رسالة شريفة وصلتني، وافقتني- وهي الأغلبية- أو خالفتني!!

شكراً للجميع..