الثياب

في الثلاثاء ٠٨ - مايو - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

أوّلا :

1 ـ تعنى كلمة ( الثياب ) ملابس الخروج أو الملابس الخارجية :

1 / 1 . فقد كان قوم نوح يعبرون عن رفضهم لدعوته بأن يغطوا عيونهم ووجوههم بملابسهم أو ( ثيابهم ) حتى لا يرونه ، يقول نوح يشكوهم لربه حين يأس منهم (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلاَّ فِرَاراً (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً (7)نوح ) أى جعلوا أصابعهم فى آذانهم حتى لا يسمعوه ، ووضعوا ثيابهم على وجوههم حتى لا يروه . وبالتالى فالثياب هى الملابس الخارجية ، ليس فقط لأن المستفاد وجود ملابس داخلية تستر عورتهم حين ( يستغشون ثيابهم ) ولكن أيضا لأنهم كانوا يفعلون هذا وهم خارج البيوت ،أى بملابس الخروج . ولقد كرّر مشركو قريش نفس الفعل ، فكانوا يستغشون ثيابهم كراهية للقرآن ، فقال عنهم رب العزة : ) أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (5)هود (.

1 / 2 ـ وفى الجنة سينعم أهلها بالحرير والجواهر ، وستكون الثياب الحريرية هى ملابسهم الخارجية التى ( تعلو ) ما تحتها من ملابس داخلية،أو بتعبير القرآن الكريم : (عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً (21)الانسان )

1 / 3 : وفى العادة ـ خصوصا فى البيئات الحارة ، وفى الصيف ـ أن ينام الناس القيلولة ، أو القائلة ، ويخلعون الثياب الخارجية ويرتدون ملابس النوم الداخلية الخفيفة ، وبهذا تضاف الظهيرة ـ وقت نوم القيلولة الى أوقات راحة الانسان ونومه وخلوته بنفسه ، شأنها وقت بداية النوم بالليل ـ بعد صلاة العشاء وقبيل صلاة الفجر . وفى هذه الأوقات الثلاثة لا بد للأطفال أن يستأذنوا على الوالدين وعلى الكبار :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58)(النور ). ونفهم من الآية الكريمة معنى الثياب فى قوله جلّ وعلا : (وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ) ، فالثياب هنا تعنى الملابس الخارجية حتى فى داخل البيت .

2 ـ وهناك تشريعات خاصة بالثياب :

2 / 1 : وباعتبار الثياب مظهرا خارجيا يرتديه الانسان فلا بد من تطهيرها من النجس والقاذورات الحسية كما يجب تطهير اللسان والقلب من القاذورات المعنوية : (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ..)(المدثر ).

2 / 2 : وربّات البيوت من النساء المسنّات القواعد فى البيوت اللاتى لا يخرجن واللاتى فقدن الرغبة فى الزواج يكون صعبا عليهن وهنّ فى البيوت أن يلبسن ثياب الخروج كل وقت ، لذا فمن التخفيف عليهن أن يخلعن ثياب الخروج ، ويلبسن ملابس البيت العادية بلا زينة طاغية ظاهرة متبرجة ، يقول جل وعلا : ( وَالْقَوَاعِدُ مِنْ النِّسَاءِ اللاَّتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (60) النور )

2 / 3 : وبالتالى فإن الزينة البادية الظاهرة للمرأة تكون على المسموح للمرأة إظهاره ، أى الوجه واليدين الى المرافق ، وثياب الخارجية وليس الملابس الداخلية أوملابس النوم ، أى تبدى زينتها على وجهها ( كالكحل والمساحيق ) وفى يديها ورقبتها ( كالحلى ) وعلى الثياب الخارجية كالاكسسوارات وغيرها . وهذا معنى قوله جلّ وعلا : (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ) ثم لا يرى زينتها هذه إلّا أهل بيتها : (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ) ( النور 31) أما الزينة الخفية التى تكون تحت الملابس ـ مثل الخلخال ـ فيحرم إبداؤها أو حتى الإشارة الى وجودها ، يقول جل وعلا فى نفس الآية: ( وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ )(النور 31 ). هذه الزينة الخفية لا يراها إلّا الزوج ، فالزوج والزوجة لا عورة بينهما ، وكل منهما لباس للآخر : ( هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ) ( البقرة 187 ).

2 / 4 : هذا داخل البيوت . أما خارجها وحيث يرتدى الناس الثياب ( لباس الخروج ) فالزينة للرجال والنساء مأمور بها عند الخروج لأى مسجد ـ أى مكان يمكن السجود فيه والصلاة فيه ، بشرط عدم الاسراف فى الزينة . وهنا تأخذ الزينة حكم الطعام والشراب ، من حيث الحاجة لهما مع الحث على عدم الاسراف ، يقول جل وعلا يخاطب البشر جميعا : ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31)، ولأن رب العزة يعلم أن هناك من سيحرّم الحلال ، ومنها الزينة الحلال ـ فقد قال جل وعلا مقدما : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32) ، وأوجز رب العزة المحرمات ، وجعل منها الافتراء على الله جل وعلا كذبا والتقوّل عليه بجهل والاشراك به : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (33).

3 ـ وكما فى الدنيا ملابس خارجية ( ثياب ) فهى أيضا فى الآخرة؛ فى الجنة أو النار.

3 / 1 : يقول جل وعلا عن ثياب أهل الجنة : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً (30) أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً (31)الكهف )(عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً (21)الانسان ).

3 / 2 : ويقارن جلّ وعلا بين ثياب أهل النار وثياب أهل الجنة فيقول : ( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (23) الحج )

أخيرا

أسئلة والاجابة عليها :

1 ـ ما هى نوعية الثياب التى سيرتديها المستبد العربى يوم القيامة؟(فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ)

2 ـ هناك مستبد عربى طويل القامة ، وهناك القصير ، ومعظمهم متوسط القامة ، فهل ستكون ثياب النار على مقاس كل منهم بالضبط ؟ (قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ ) ؟

3 ، وإذا كانت تلك الثياب النيرانية محبوكة على جسد صاحبها بحيث توصّل النار الساقطة من فوق الرأس مباشرة (يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ ) الى جلودهم وبطونهم فتتأجّج بالنار وتنصهر ، فهل لو انصهرت ينتهى عذابهم بالموت ؟ ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً (56) ( النساء ) (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) ) ( فاطر )

4 ـ ألا تتاح لهم فرصة الخروج من هذا العذاب ( وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) (وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37)( فاطر ). جاءهم النذير .. ولكنهم لا يحبون الناصحين ..

5 ـ هل تعتقد أن الاخوان المسلمين والسلفيين الطامحين للحكم سينالون مصير المستبد العربى ؟ أفظع الاستبداد وأفظع الظلم أن تستخدم دين الله جلّ وعلا مطية لتصل بها الحكم ، وتستبد بالناس وتسلبهم حقوقهم باسم الله جل وعلا . والله جل وعلا لايريد ظلما للعباد . لذا فإنه جل وعلا سيتعجب من صبر أولئك الظالمين على العذاب : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175) ( البقرة ).

6 ـ أى إنهم يحجزون لأنفسهم من الآن ثيابا من نار .. أليس كذلك ؟ ..أخشى أن يكون ( .. كذلك ..).!!

7 ـ هل يساوى الحكم فى الدنيا الفانية كل هذا العذاب الأبدى ؟ ..أنا ماليش دعوة ..إسألهم ..!!

هذه المقالة تمت قرائتها 552 مرة

 


التعليقات (6)
[66348] تعليق بواسطة محمد عبدالرحمن محمد - 2012-05-06
بين الثياب الخارجي ولباس التقوى .

أستاذنا العزيز دكتور أحمد صبحي منصور السلام عليكم ورحمة الله مزيد من الشكر على هذا الجهد الذي ندعوا الله أن يٌثيبك عليه.


لقد عرف الانسان الثياب الخارجي الذي يواري به سوأته منذ أن خرج آدم وزوجه من الجنة الأرضية ، وكان لعصيانه لأمر الله وتجاوز الامر بالامتناع عن الأكل من الشجرة المحرمة هو سبب ظهور سوأة الجسد ، لذلك ارتبط العصيان بنوع اللباس (الثياب) التي يرتديها الانسان


{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }الأعراف26.

 


لكن الله تبارك وتعالى شدد على أن تقوى الله والعمل بأوامره واجتناب نواهيه وتقديس ذاته وكلماته هو أفضل أنواع اللبلس (الثياب)

 

 


وهنا يكون الزي الحقيقي للمسلم هو لباس التقوى .
 


شكرا أستاذنا العزيز على ما خطت يداك وجعله الله في ميزان حسناتك .

 

[66352] تعليق بواسطة رضا عبد الرحمن على - 2012-05-06
كلمة ثياب ذكرت في القرآن ثمان مرات نصفها لا تعبر عن الملابس في الدنيا

من عظمة التشريع القرآني أنه لا يهتم بالتفاصيل التي لا قيمة لها ولا اهمية من ذكرها لأن القرآن الكريم رغم كثرة القصص القرآني فيه إلا ان هذا القصص له أهمية كبيرة جدا لجميع البشر إلى قيام الساعة ليتعلموا منهو يعتبروا ويأخذوا الدروس والمواعظ إن أرادوا وطبقوا اوامر الله جل وعلا بقراءة القرآن بتدبر وتركيز وعقل مفتوح


عندما يتحدث القرآن الكريم عن موضوع له أهمية فإنه لا يترك صغيرة ولا كبيرة ولا تفصيلة مهما كانت دقيقة إلا ويتحدث عنها بوضوح ويتكرر ذكرها في مواضع مختلفة في القرآن للتأكيد على أهميتها ووضوحها للناس ، أما إذا كان الأمر متعلقا بشيء عادى يترك فيه حيز من الحرية الشخصية لكل إنسان أن يختار فيه ما يشاء فلا داعي للتكرار والتفصيل فيه ، وهذا ما حدث في الكلام عن الثياب والملابس في القرآن الكريم ربنا جل وعلا ذكر في القرآن كلمة الثياب ثمان مرات فقط منها أربعة مرات تعبر عن ثياب الناس في الآخرة سواء من أهل الجنة أو أهل النار ، وأربعة مرات فقط تتحدث عن ثياب الناس وملابسهم في الدنيا ، والعجيب أن الأربعة مرات التي تكرر فيها الحديث عن الثياب في الدنيا لم يذكر القرآن الكريم أي شكل موحد أو محدد للزي الرسمي للمسلم ، وإنما تحدث بصورة أعم وأشمل تتيح لكل إنسان الاختيار في اللباس الذي يراه مناسبا له ويحافظ على ستر عورته أمام الناس ولكلي يظهر في المجتمع في صورة إنسان يتمتع بالتقوى والإلتزام ، وهذه الآيات جاءت في سورة الأحزاب لزوجات الرسول عليه السلام تأمرهم بأن يقرن في البيوت ولا يتبرجن وأن يدنين عليهن من جلابيبهن ورغم الإشارة في هذه الآيات إلى إلتزام من نوع محدد إلا انها أيضا تركت حيز من الاختيار لإرادة الإنسان أن يحدد بنفسه الملابس التي يراها مناسبة وبناء على اختياره سيكون حسابه وأعتقد أن هذا هو منهج التشريع العام في القرآن دائما ما يكون هنا حيز من الحرية الشخصية لكل إنسان أن يختار وأن يحدد ماذا يريد وعليه يتحمل ثواب او عقاب اختياره في الآخرة وهذه هي عظمة الحرية الدينية في الإسلام الحقيقي في القرآن الكريم


لكن ما يريد السلف أن يفرضوه على الناس من لباس وزي يدعون أنه إسلامي فلا علاقة لهذا بتشريع القرآن الكريم ولكنه فكر إنساني وعادات بشرية تم اختراعها لكسر المرأة وتحويها لكائن لخدمة الرجل في الحياة ، وبعونه جل وعلا سوف اكت مقالا تفصيليلا أوضح فيه قيمة المرأة بعيدا عن الفكر الديني الذي خطه المسلمون عبر التاريخ ومدى التحول الرهيب في نظرة المجتمعات العربية للمرأة بعد انتشار هذا الفكر ، لأنني من خلال قراءة بعض مقتطفات من عدة كتب عن تاريخ العرب قبل الإسلام اكتشفت ملمحا هاما أن المرأة كانت تحكم في مصر واليمن وكانت ناجحة ولا ننكر هذا في مصر الفرعونية وفي اليمن في مكلة سبأ لكن بعد تسطير الفكر الديني المخالف للإسلام ظهر حقد الرجل على المرأة واحتقاره لها ولكي يسوغوا هذا الاحتقار والظلم ألصقوه بالإسلام الحنيف دين العدل والمساواة وحقوق الإنسان ..

 

[66360] تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور - 2012-05-07
شكرا رضا وشكرا د محمد عبد الرحمن ..وأقول
تعديل التعليق |

1 ـ موضوع ( اللباس ) فى القاموس القرآنى جاهز للنشر ..وفيه التوضيح المطلوب بعونه جل وعلا.


2 ـ شكرا يا رضا على إضافة معلومات فى تعليقك . وهو تعليق رائع .

 

[66363] تعليق بواسطة عائشة حسين - 2012-05-07
هل حكم نوح المسبق على ما يلد قومه ، يعد علما بالغيب

السلام عليكم ، في قصة نوح عليه السلام جاء الإهلاك لمن على الأرض جميعا ، ماعدا من ركب السفينة ، حتى ابنه لم يركب معه وكان في معزل ،فغرق ، وكانت إرادة الله ، لكن عندما اقرا قول نوح عندما مل قومه وقد سخروا منه ، وكان هذا المشهد الرائع الذي حكاه لنا القرآن .. إلى ان يصل نوح إلى منتهى غضبه من قومه :


{وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً }نوح26 {إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً }نوح27


ألا ييحكم بالغيب على جيل لم يأت بعد ؟ فربما كان مؤمنا ، أو خرج منهم بعض الصالحين : {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }الأنعام164


وما الفرق بين نوح وبين لوط في تقببل خبر الإهلاك

 

[66365] تعليق بواسطة Eyad Nusayr - 2012-05-07
ليست زينة ظاهرة

اقتباس:

"وبالتالى فإن الزينة البادية الظاهرة للمرأة تكون على المسموح للمرأة إظهاره ، أى الوجه واليدين الى المرافق ، وثياب الخارجية وليس الملابس الداخلية أوملابس النوم ، أى تبدى زينتها على وجهها ( كالكحل والمساحيق ) وفى يديها ورقبتها ( كالحلى ) وعلى الثياب الخارجية كالاكسسوارات وغيرها "

 


مع الاحترام, هذا التفصيل للزينة الظاهرة يفتقر الحجة و يعارض الحدس counter-intuitive.

 


فالوجه المعالج بالمكياج ليس زينة ظاهرة بل زينة متكلفة وكذلك لبس الأكسسوارت. و نحن في الغربة نرى المرأة الغربية لا تضع المكياج في الغالب في مواقع العمل.


و "اليدين إلى المرافق" ليست زينة ظاهرة و كون الوضوء يشمل المرافق ليس دليلا على ذلك.

 

[66371] تعليق بواسطة آحمد صبحي منصور - 2012-05-08
شكرا لكم ..وأقول
تعديل التعليق |

 


للأستاذة عائشة : نوح عليه السلام تحدث عن الحاضر فقال (:وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً ). لم يقل (ولن يلدوا ..) أى لم يتحدث عن المستقبل ولم يحكم على شىء غيبى. هو تكلم عن قوم كان يعاصرهم وظل يدعوهم 950 عاما وهم على عنادهم لا يلدون إلا فاجرا كفارا . وبهذا يختلف موقف نوح عن موقف لوط .


الاستاذ إياد : مع احترامنا لوجهة نظرك فإن فى الحج تقصيرا أو حلقا للشعر أى إنه مكشوف ، والطهارة أو الوضوء قائم على التيسير ورفع الحرج ، ولو كانت تلك الأجزاء من الجسم مفروض تغطيتها ثم واجب غسلها قبل الصلاة كان فى هذا مشقة وعسر . لذا فإن الوضوء يشمل الأجزاء الظاهرة المكشوفة من البدن ، وهى أيضا التى يمكن وضع الزينة عليها ، بالاضافة للثياب وهى الملابس الخارجية . والزينة قد تكون حليا فى الوجه ( كالحلق ) واليدين كالأساور والخواتم ، وقد تكون زينة فى الوجه كالوشم و الكحل ، وقد تكون على الملابس ، بل تكون الملابس نفسها مزينة ، وهذا كان معروفا ومألوفا وقت نزول القرآن ، واستمر بعده ..ووضع المساحيق عادة نسائية قديمة، ولكن كانت مساحيق طبيعية وليست كيماوية كعصرنا . والمرأة المصرية فى عصر الفراعنة سبقت فى استعمال المساحيق بألوانها وأنواعها ، ولم تخل الموميات والتماثيل والرسوم الجدارية من وضع المساحيق على الوجه والذراعين والكفين والقدمين . التفاصيل فى موضوع زينة المرأة وزينتها يظهر تباعا فى حلقات فضح السلفية ، وقد سجلنها منها عدة حلقات ..والله جل وعلا هو المستعان .