كن «أوكيناوى» تعش أطول

في الإثنين ٢٣ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

كن «أوكيناوى» تعش أطول

  بقلم   خالد منتصر    23/ 1/ 2012

عندما كنت أتصفح الأخبار الطبية على الإنترنت وجدت موضوعاً تحت عنوان «18 سراً لحياة أطول» http://www.webmd.com/healthy-aging/ss/slideshow-longer-life-secrets?ecd=wnl_day_012112، وكان واحد من تلك الأسرار المهمة بعنوان «تناول أكلك كأوكيناوى»!! ومعناها كن مثل أبناء جزيرة أوكيناوا اليابانية التى يبلغ متوسط أعمار أبنائها 82 سنة، ومن العادى جداً أن تجد سكاناً كثيرين فيها تجاوزوا المائة وصحتهم بمب!! وليس من الغريب أن تجد الحفيد ذا الثمانين ربيعاً يسير مع والده وأحياناً جده!

نمط الطعام هو السبب الرئيسى فى وجود أكبر عدد من المعمرين هناك، والمهم أنهم بصحة جيدة، هم عادة يأكلون سعرات حرارية أقل من طلباتهم، طعامهم غنى بالقمح غير المقشور، وبالبروتينات النباتية والخضروات والفاكهة، وفقير فى الأملاح، وهناك عادة فى هذه الجزيرة تساهم بقوة فى الاحتفاظ بهذا العمر الطويل، وهى عدم تجاوز الفرد 80% من حجم طبقه، يعنى مش لازم يمسحه حتى آخر قطرة ونفس!! مما يجعلها جزيرة الرشاقة بحق، فنسبة 1% فقط من أهل الجزيرة هم الذين تستطيع أن تقول عليهم «بدناء».

طقوس الغذاء الاجتماعية لأهل أوكيناوا، من تجمع على المائدة والأكل على مهل والحوار والتفاعل والهدوء النفسى والحركة الدائبة والاعتماد على الأكل الطازج، كلها تساهم فى عمر أهل أوكيناوا الطويل.

حسب آخر الإحصائيات يعيش فى هذه الجزيرة أشخاص وصلوا إلى سن المائة بنسبة تفوق بأربع مرات اليابان نفسها (وتفوق سيراليون والجابون فى أفريقيا بأربعين مرة).

ورغم أهمية العامل الوراثى فإن أهالى أوكيناوا يتمتعون أيضاً بعادات صحية تؤهلهم لبلوغ هذا العمر، فهم على سبيل المثال أقل الناس استعمالاً للسيارات فى اليابان وأكثرهم ممارسة للمشى، كما أنهم يستهلكون كميات كبيرة من الأسماك وزيت كبد الحوت، ومع هذا لا تتجاوز السعرات الحرارية التى يتناولونها 1800 كالورى فى اليوم (مقارنة بـ2500 كالورى فى أوروبا والأمريكتين).

فى أمريكا الجنوبية قرية تشبه أوكيناوا هى قرية «فولكابومبا» فى الإكوادور التى يتجاوز معظم الناس فيها سن المائة. ففى هذه القرية - التى تقع جنوب البلاد - من الطبيعى جداً رؤية رجال تجاوزوا التسعين والمائة يتسلقون الجبال وصولاً لمزارعهم على سفوح الإنديز.

أما النساء - ممن تجاوزن تلك السن - فيشغلن يومهن بغزل الصوف وجمع قصب السكر.

أما نسبة من بلغوا سن المائة (مقارنة بعدد السكان) فتتجاوز فى فولكابومبا عشرة أضعاف النسب المعتادة فى السويد وفرنسا. وقرية فولكابومبا ظلت مجهولة للعالم حتى لاحظ الدكتور ميجيل سلفادور (أشهر جراح قلب فى الإكوادور) أنه ما من شخص فيها مات إثر نوبة قلبية، أو حتى عانى من أمراض القلب والشرايين، فهذه القرية (بالإضافة إلى اشتراكها مع أوكيناوا فى كثير من العادات الصحية) تقع على ارتفاع 1500 متر فوق جبال الإنديز، وهذا الارتفاع يقلل من معدل أكسدة الخلايا (المسؤول الأول عن شيخوخة الجسم) ويرفع نسبة الكرات الحمراء والبيضاء (وبالتالى زيادة قوة التحمل والمناعة)، أضف لهذا أن القرية ذاتها بعيدة عن مراكز الإنتاج الصناعى ولا تعانى أى تلوث جوى، ويشرب سكانها من نهر غنى بمادة الحديد، الذى يلعب دوراً مهماً فى الوقاية من أمراض القلب وارتفاع الضغط وله مفعول جيد فى شد البشرة ومنع التجاعيد!!