الخليفة المأمون وإمرأة مصرية ..وأشياء أخرى

في الجمعة ٢٠ - يناير - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

 

في الفتوحات العربية كان انتشار القبائل العربية بمصر وشمال أفريقيا متساويا بين القبائل القحطانية والقبائل العدنانية من مضر وربيعة وكانت قبائل قيس أهم القبائل المضرية العدنانية وكانت تتصارع علي النفوذ مع قبائل كلب اليمنية القحطانية خصوصا في الشام إبان الدولة الأموية .
وعمل الأمويون علي نقل بعض القبائل القيسية إلي مصر في شرق الدلتا أو ما كان يعرف بالحوف الشرقي وهو المنطقة بين الأرض الزراعية في الدلتا وشبه جزيرة سيناء وتحتلها الآن محافظات الشرقية والدقهلية والقليوبية والسويس والإسماعيلية وبورسعيد .
وقبل خلافة هشام بن عبد الملك لم يكن من قبائل قيس بمصر إلا بعض البيوت من قبيلتي فهم وعدوان ، ثم وفد ابن الحبحاب علي هشام ابن عبد الملك وسأله أن ينقل إلي مصر بعض قبائل أخري من قيس وكان ذلك في ولاية الوليد بن رفاعة الفهمي علي مصر ، فأذن هشام في أن يهاجر إلي مصر ثلاثة آلاف من قبائل قيس وأن يحول ديوانهم إلي مصر بشرط ألا ينزلوا الفسطاط عاصمة الحكم وقتها .. فأنزلهم الحبحاب في الحوف الشرقي.
وهناك رواية أخري تقول إن ابن الحبحاب في ولايته علي مصر كتب إلي هشام بن عبد الملك يعرض عليه أن ينقل بعض قبائل قيس إلي الحوف الشرقي حول بلبيس بالذات حيث لا يضر ذلك بأحد وحيث تخلو المنطقة من الوجود العربي ، فوافق هشام.
ونزلت قيس بالمنطقة ، جاءوا من البادية العربية إلي بلبيس وما حولها وكان منهم مائة بيت من بني نضر ومائة بيت من بني سليم ، واستوطنوا المنطقة الزراعية القريبة من صحراء بلبيس وباشروا زراعتها وقاموا بتحصيل الصدقات والزكاة لصالح الدولة الأموية ، وكانوا يحملونها علي الإبل إلي الدلتا إلي ما يعرف بميناء السويس الآن ، وكان الرجل منهم يتكسب في نقل المحاصيل هذه أكثر من عشرة دنانير في الشهر .
ثم سمحت لهم السلطات بشراء الخيول والاتجار فيها فأثروا من تربية الخيول بسبب جودة المرعي واتساع الصحراء لنشاطها ، وكان أحدهم يشتري المهر فلا يلبث المهر عنده شهرا حتى يصلح للركوب ..
وازداد ثراؤهم ووصلت الأخبار إلي أقاربهم من قيس في الجزيرة العربية فنزح إليهم خمسمائة بيت ، وبعدها بعام واحد جاء خمسمائة بيت آخر فصار في بلبيس وحدها ألف وخمسمائة بيت من قبائل قيس .
وفي خلافة مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية كان واليه علي مصر الحوثرة ابن سهيل الباهلي ، وقد مالت إليه قبائل قيس فتوافد علي مصر في عهده عناصر كثيرة ، حتى أصبح عددهم حينئذ أكثر من ثلاثة آلاف بيت . وحينئذ أصبح تركز القيسيين في شرق الدلتا ظاهرة تاريخية وسياسية لأنهم أثاروا القلاقل للدولة العباسية .

الصراع بين القيسيين
والعباسيين
لقد جاءت الدولة العباسية بسياسة جديدة احتل فيها الفرس موقع الصدارة ، ولم يرض العرب في بغداد وغيرها عن ذلك ، وحدث نوع من التوتر بين أعراب قيس الذين استوطنوا الحوف الشرقي وبين السلطات العباسية في مصر ، تلك السلطات التي تركت الفسطاط وأقامت عاصمة جديدة هي العسكر ، وفرضت زيادة جديدة في الضرائب سنة 178 وهي زيادة أجحفت بالمزارعين ، وكان ذلك في ولاية إسحاق بن سليمان بن علي العباسي .وثار أعراب قيس علي تلك الزيادة وجمعوا فرسانهم وأقاموا لهم عسكرا منع تحصيل الضرائب ، فبعث إليهم الوالي العباسي جيشا لم يستطع إخماد ثورتهم ، فأرسل إلي هارون الرشيد يطلب المدد فأرسل له بجيش هائل يقوده هرثمة بن أعين ، ونزل ذلك الجيش الحوف الشرقي فأخاف القيسيين وأذعنوا ودفعوا الخراج كله .

هزيمة القيسيين
ثم أسل الوالي العباسي رجالا يقيسون الأرض الزراعية ويمسحونها ولم يعجب عملهم عرب قيس في الحوف الشرقي واتهموهم بعدم الأمانة في القياس ، واشتكوا إلي الوالي وهو الليث ابن الفضل البيودي فلم يهتم بهم . فجمعوا فرسانهم وساروا إلي الفسطاط والعسكر حيث يقيم الوالي ، فخرج إليهم الوالي في شعبان سنة 186 في أربعة آلاف جندي ، فالتقي معهم في معركة طاحنة في رمضان ومع أن جنوده انهزموا وتركوه في 12 رمضان إلا أنه ثبت مع نحو المائتين من جنوده حتى هزم القيسيين وطاردوهم إلي غيتة ، وهي قرية بجوار بلبيس .
وبعد هذا الانتصار بعث الوالي إلي بغداد بثمانين من رؤوس أكابر القيسيين ، ورجع إلي عاصمته .
إلا أن تلك الهزيمة المنكرة لم تخضع القيسيين بل أثارت فيهم نزعة الثأر والانتقام فعادوا إلي منع الخراج ، وخشي الوالي أن يخسر أمامهم الجولة التالية فسافر بنفسه إلي بغداد في محرم سنة 187 وطلب من هارون الرشيد أن يزوده بجيش قوي لأنه لا يستطيع تحصيل الخراج من الحوف الشرقي إلا بقوة الجيش . وكان حاضرا محفوظ بن سليم ذلك المجلس فضمن للرشيد خراج مصر عن آخره بلا سوط ولا عصا ، فولاه الخراج وعزل الوالي ليث بن الفضل ..
وظلت الفتن والمعارك دائرة بين القبائل العربية في مصر التي انحازت إلي قبائل قيس ورفضت الزيادات في الضرائب العباسية حتى تولي الخلافة المأمون ، وواجهه القيسيون بعد أن تحالفوا مع أهل مصر ، وأعلن الجميع الثورة العامة في الدلتا كلها وفي صعيد مصر وطردوا الموظفين العباسيين ،واستمرت المعارك سجالا منذ بداية الثورة في حمادي الأولي عام 216 إلي 10 محرم عام 217 حتى جاء الخليفة العباسي المأمون بنفسه وأخمد الثورة وأرسي قواعد الإصلاح في منهج الحكم وهو ما طالب به الثائرون وأصلح نظام الضرائب وأرجعه إلي المقدار الأصلي وألغي الزيادات الضريبية .
هذا ما ننقله عن المقريزى باختصار فى كتابه ( الخطط )
يقول عن تلك الثورة الكبرى التى اشترك فيها العرب و المصريون القباط ضد الظلم العباسى :
( فلما كان في جمادى الأولى سنة ست عشرة ومائتين انتقض أسفل الأرض بأسره عرب البلاد وقبطها وأخرجوا العمال وخلعوا الطاعة لسوء سيرة عمال السلطان فيهم ، فكانت بينهم وبين عساكر الفسطاط ( العباسيين ) حروب امتدّت إلى أن قدم الخليفة عبد اللّه أمير المؤمنين المأمون إلى مصر لعشر خلون من المحرّم سنة سبع عشرة ومائتين ، فسخط على عيسى بن منصور الرافقي وكان على أمارة مصر وأمر بحل لوائه وأخذه بلباس البياض عقوبة له‏.‏ وقال‏:‏ لم يكن هذا الحدث العظيم إلا عن فعلك وفعل عمالك ، حملتم الناس ما لا يطيقون وكتمتني الخبر حتى تفاقم الأمر واضطرب البلد‏.‏
ثم عقد المأمون على جيش بعث به إلى الصعيد ، وارتحل هو إلى سخا ، وبعث بالأفشين إلى القبط وقد خلعوا الطاعة فأوقع بهم في ناحية البشرود وحصرهم حتى نزلوا على حكم أمير المؤمنين فحكم فيهم المأمون بقتل الرجال وبيع النساء والأطفال فسبى أكثرهم ). هنا يكون العدل العباسى فى التعامل مع الثوار على الظلم من أصحاب البلاد الأصليين ، مصيرهم بعد الهزيمة قتل الرجال المحاربين وسبى النساء والطفال و استرقاقهم وبيعهم عبيدا وإماءا ..!!
ويستمر المقريزى : ( وتتبع المأمون كل من يومي إليه بخلاف فقتل ناسًا كثيرًا ورجع إلى الفسطاط في صفر ومضى إلى حلوان وعاد فارتحل لثمان عشرة خلت من صفر وكان مقامه بالفسطاط وسخا وحلوان تسعة وأربعين يومًا‏.‏ ) أى تتبع بالقتل كل مصرى حر صاحب راى ، ويعرف ذلك بطبيعة الحال عن ريق الوشاية ، فأمامه مهمة لا بد من الانتهاء منها ، وتلك المهمة هى إخضاع الثائرين المصريين بالعنف و الشدة وارهابهم و قتل من يشار اليه بلا تحقيق وبلا دليل . وبعد رحلته الارهابية عاد الى بغداد وقد أخضع المصريين من الأقباط ومن فيها من الأعراب .
ومن الطبيعى أن تسفر هذه الحملة عن المزيد من جمع الموال وسرقة أموال المصريين ، فالمال هو المراد ، ومن أجله تقام العروش وتثور الشعوب . يقول المقريزى : ( وكان خراج مصر قد بلغ في أيام المأمون على حكم الإنصاف في الجباية أربعة آلاف ألف دينار ومائتي ألف دينار وسبعة وخمسين ألف دينار‏.‏ )
وأشرف المأمون بنفسه على سلب ونهب القرى الكبرى ، يروى المقريزى (ويقال‏:‏ إن المأمون لما سار في قرى مصر كان يبني له بكل قرية دكة يضرب عليها سرادقة والعساكر من حوله وكان يقيم في القرية يومًا وليلة).
وإذا كان من الطبيعى أن يتصرف المأمون بهذه الطريقة من السلب و النهب القرى المصرية فان من غير الطبيعى أن يرد عليه بعض المصريين بالكرم ، وهو كرم لا يستحقه المامون . يقول المقريزى عن إمرأة مصرية طيبة القلب صاحبة ضيعة صغيرة أنف المأمون من المرور بها فخرجت اليه لتستحوذ على شرف مقابلته و لتعطيه الأموال والخيرات ، يقول المقريزى (ويقال‏:‏ إن المأمون لما سار في قرى مصر كان يبني له بكل قرية دكة يضرب عليها سرادقة والعساكر من حوله وكان يقيم في القرية يومًا وليلة، فمرّ بقرية يقال لها‏:‏ طاء النمل فلم يدخلها لحقارتها ، فلما تجاوزها خرجت إليه عجوز تعرف بمارية القبطية صاحبة القرية ، وهي تصيح ، فظنها المأمون مستغيثة متظلمة فوقف لها ، وكان لا يمشي أبدًا إلا والتراجمة بين يديه من كل جنس ، فذكروا له إن القبطية قالت‏:‏ " يا أمير المؤمنين نزلت في كل ضيعة وتجاوزت ضيعتي ، والقبط تعيرني بذلك ! وأنا أسأل أمير المؤمنين أن يشرفني بحلوله في ضيعتي ليكون لي الشرف ولعقبي ، ولا تشمت الأعداء بي. " وبكت بكاءً كثيرًا‏.‏ فرقّ لها المأمون وثنى عنان فرسه إليها ، ونزل. فجاء ولدها إلى صاحب المطبخ وسأله : كم تحتاج من الغنم والدجاج والفراخ والسمك والتوابل والسكر والعسل والطيب والشمع والفاكهة والعلوفة وغير ذلك مما جرت به عادته ، فأحضر جميع ذلك إليه بزيادة‏.‏ وكان مع المأمون أخوه المعتصم وابنه العباس وأولاد أخيه الواثق والمتوكل ويحيى بن أكثم والقاضي أحمد بن داود ، فأحضرت لكل واحد منهم ما يخصه على انفراده ، ولم تكل أحدًا منهم ولا من القوّاد إلى غيره ، ثم أحضرت للمأمون من فاخر الطعام ولذيذه شيئًا كثيرًا حتى أنه استعظم ذلك‏.‏ فلما أصبح وقد عزم على الرحيل حضرت إليه ومعها عشر وصائف مع كل وصيفة طبق‏.‏ فلما عاينها المأمون من بعد‏ ، قال لمن حضر‏:‏ قد جاءتكم القبطية بهدية الريف الكامخ والصحناه والصبر فلما وضعت ذلك بين يديه إذا في كل طبق كيس من ذهب فاستحسن ذلك وأمرها بإعادته‏.‏ فقالت‏:‏ لا واللّه لا أفعل . فتأمّل الذهب فإذا به ضرب عام واحد كله فقال‏:‏ هذا والله أعجب ربما يعجز بيت مالنا عن مثل ذلك‏.‏ فقالت‏:‏ يا أمير المؤمنين لا تكسر قلوبنا ولا تحتقر بنا .! فقال‏:‏" إن في بعض ما صنعت لكفاية ولا نحب التثقيل عليك فردي مالك بارك الله فيك" ، فأخذت قطعة من الأرض وقالت‏:‏ " يا أمير المؤمنين هذا وأشارت إلى الذهب من هذا وأشارت إلى الطينة التي تناولتها من الأرض ثم من عدلك يا أمير المؤمنين وعندي من هذا شيء كثير" فأمر به فأخذ منها ، وأقطعها عدة ضياع وأعطاها من قريتها طاء النمل مائتي فدّان بغير خراج، وانصرف متعجبًا من كبر مروءتها وسعة حالها‏.‏ )( الخطط المقريزية 146 : 150 ) .
ماذا ترى عزيزى القارىء فى هذه المراة المصرية ؟
وماذا ترى فى هذا الخليفة العربى ؟ هل هو (عادل ) حقيقى ؟ أم ( عادل إمام ) ؟ 

 

هذه المقالة تمت قرائتها 6625 مرة

التعليقات (6)
[44158]   تعليق بواسطة  عثمان محمد علي     - 2009-12-14
Iهذا هو الكرم المصرى الذى يجحده الكثير من (الأعراب)

يبدو أن الكرم المصرى كان   أحد مكونات الجينات الوراثية للمصريين منذ فجر التاريخ  وسيظل إن شاء الله  إلى قيام الساعة ، ومع هذا وللأسف فإنه منكور ومجحود لدى الكثير من أولاد الأعراب (سامحهم الله) ..


أما بخصوص  عادل مأمون أو عادل إمام  ،فلربما يكون (المأمون)إحدى شخصيات  الشرفى أدوار (عادل أدهم)

 

[44160]   تعليق بواسطة  محمد عبدالرحمن محمد     - 2009-12-14
إمرأة مصرية شديدة الدهاء والحكمة .. فاق ذكائها ذكاء الكثيرين!!

  • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، دكتور صبحي منصور ، شكرا على هذا  التاريخ الحي النابض إن التاريخ  بين يديك يعود إلى الحياة ! ولقد قرأت واستمتعت وجاش بفكري وتصوري هذه  الخواطر ، والتي ربما تكون ذات فائدة ، وهى مشاركة  متواضعة .

  • إن هذه المرأة هى نموذج للشخصية المصرية العريقة ذات البعد الحضاري الفطري فلقد فطرت على الحضارة منذ  عشرات القرون قبل الفتح الاسلامي لمصر فلربما كان أجداد هذه المرأة من المصرييين  من العصر الفرعوني أو العصر الروماني  واعتنقت المسيحية وظلت عليها هى وأولادها وأحفادها إلى عصرنا الحاضر .

  •  هذا البعد الحضاري في شخصية هذه المرأة المصرية هو من جعلها تستطيع التعامل مع مثل هذا الطاغية الخليفة المأمون ، فقد استطاعت المرأة العجوز أن تستميل قلبه بأسلوبها الذكي ، والأدهى!  وذلك للتراكم الجيني والمعرفي في كيفية التعامل مع المستبدين !

  •  هذه المرأة نموذج للكثير من الشخصيات المصرية قديما وحديثا من الذي لا يهتمون بمظهرهم ولا يحفل بهم أحد من بساطة المظهر وشظف العيش الخارجي ، ومع أنها وأمثالها في حقيقة الأمر يمتكون ثقلا اجتماعيا  واقتصاديا غير واضح في ظاهر الأمر المعيشي لهم.

  •  استطاعت بما خبرت به من معرفة طبائع النفوس أن تُجبر الخليفة المأمون من أن يترجل من على فرسه وأن يخاطبها وأن يرق قلبه لها

  •  كما استطاعت بما بذلته من  عراقة في تصنيع الطعام الشهي الذي يعجز عن صنعه طباخ الخليفة من أن يطهو له مثله في المذاق  والنوع ، والكثير من الأسر المصرية الريفية بهذه المواصفات المهارية في صنع الطعام من أن تصل إلى مرادها وكما يقولون أقرب طريق إلى قلب وعقل الرجل معدته !

 

[44167]   تعليق بواسطة  محمود دويكات     - 2009-12-14
هناك تناقض

في الرواية .. كيف يأتي المأمون ويخلع عامله على مصر ويقول له هذه الثورات من فعلك و ظلمك حملت الناس ما لا يطيقون ، فيقوم المأمون بإعادة أحوال الضرائب الى ما كانت عليه و ألغى الزيادات الضريبية ، و ثم بعد ذلك ينزل في الناس ذبحاً و تقتيلاً ، و بعدها تأتي تلك المرأة بكرم لم نسمع به في الأولين تجاه من أصبح أكثر ظلما ً من عامله؟  هناك حلاّن لهذه المسألة:
 


- إما ان فعل تلك المرأة لم يكن كرماً و إنما كان تملّقا و إتقاءاً لشر المأمون و هذا ما لا أرجّحه.
 


- و إما أن الذبح و التقتيل الذي قام به المأمون كان ضد من لم يذعن للإصلاحات التي أرساها. وبهذا كانت المرأة فرحة من عمل المأمون من حيث كان مصمما على حفظ الأمن في مصر من اولئك الشراذم الذين لم ينصاعوا للدولة.
 


و شكرا للدكتور احمد على تلك الجهود التي من خلالها يهدف الى تعرية أصنام ذلك العصر في عقول مسلمي اليوم لعلهم يسعون الى مثال آخر يحتذون به في حياتهم اليوم.
 


و الله الموفق
 

 

[44169]   تعليق بواسطة  فتحي مرزوق     - 2009-12-15
أليس هذا شئ عجيب ؟؟

الاستاذ الدكتور / أحمد صبحي  أشكر لك جهدك المستمر  في تجلية حقائق التاريخ العربي والاسلامي لمنطقتنا وخصوصاً مصرنا الحبيبة ، هذه الدولة التي امتدت جذورها قدم وجود الانسان على وجه الارض! وكان  واجبا على كل مواطن  يعيش على أرضها أن يعرف القدر من تاريخها الذي يجعله بمأمن من الخداع والتغرير به من جانب المتاجرين  بغياب الحقائق عن المواطنين واستغلال قلة معرفة جموع المواطنين بهذا التاريخ ،  فقد جاء ببالي سؤال بسيط وربما يكون عميق ،  وهو : مع كل هذا التسلط والاستبداد العباسي من جانب الخلفاء العباسيين ومن جانب ولاتهم على مصر وهذه الضرائب أو الخراج الجائر المفروض على سكان مصر بعربانهم وقبائلهم العربية وأقباطهم وإذا كانت ذاكرة المصريين بخير فلماذا يطلقون اسم الخليفة المأمون على شارع من أكبر شوارع القاهرة وهو الشارع الذي يمتد ليكون بنهايته جامعة "عين شمس"  ؟ ألا يوجد بداخل هذه الجامعة من علماء التاريخ  من يعترض على هذه التسمية لهذا الشارع ؟ ليس هذا فحسب بل يطلقون على الحي المجاور للجامعة اسم " العباسية" تيمُناً بهذه الاسرة العباسية التي استبدت بالمصرين والكثير من المسلمين  ؟

 

[44175]   تعليق بواسطة  نورا الحسيني     - 2009-12-15
ومن بين الأشياء الأخرى .

الخيول العربية الأصيلة من بين الأشياء الأخرى  التي  عرفنا السبب في مجيئها لمصر ومن أين جاءت ، وأيضاً أن  من بين القبائل العربية التي انتشرت مع الفتوحات الإسلامية في مصر قبيلة قيس  ، فقد جاءوا كما هو مذكور في المقال ( جاءوا من البادية العربية إلي بلبيس وما حولها وكان منهم مائة بيت من بني نضر ومائة بيت من بني سليم ، واستوطنوا المنطقة الزراعية القريبة من صحراء بلبيس وباشروا زراعتها وقاموا بتحصيل الصدقات والزكاة لصالح الدولة الأموية ، وكانوا يحملونها علي الإبل إلي الدلتا إلي ما يعرف بميناء السويس الآن ، وكان الرجل منهم يتكسب في نقل المحاصيل هذه أكثر من عشرة دنانير في الشهر .

ثم سمحت لهم السلطات بشراء الخيول والاتجار فيها فأثروا من تربية الخيول بسبب جودة المرعي واتساع الصحراء لنشاطها ، وكان أحدهم يشتري المهر فلا يلبث المهر عنده شهرا حتى يصلح للركوب ..

وازداد ثراؤهم ووصلت الأخبار إلي أقاربهم من قيس في الجزيرة العربية فنزح إليهم خمسمائة بيت ، وبعدها بعام واحد جاء خمسمائة بيت آخر فصار في بلبيس وحدها ألف وخمسمائة بيت من قبائل قيس ).


هذه الجزئية من المقال تفسر لنا لماذا تنتشر الخيول العربية الأصيلة في هذه المنطقة ، ولماذا يقام هناك في محافظة الشرقية كل عام مهرجان للخيول العربية الأصيلة .

 

[44194]   تعليق بواسطة  أيمن عباس     - 2009-12-16
هل أقباط مصر ظلوا على مسيحيتهم ولم يدخل أحد منهم الإسلام

 من الواضح أن القبائل العربية النازحة إلى مصر  مثل القبائل القيسية والعدنانية والقحطانية والمضرية الذين نزحوا بأعداد كبيرة إلى مصر هم الذين يشكلون غالبية المسلمين الموجودين إلى الآن في مصر  .


فإذا كان الأقباط كما هو مذكور في التاريخ قد ساعدوا المسلمين في دخلول مصر للتخلص من اضطهاد الرومان لهم ، إلا أن الكثرة الغالبة من الأقباط لم يعتنقوا الإسلام وظلوا على مسيحيتهم . ومع ذلك لم يسلموا من اضطهاد المسلمين لهم على مر العصور. وظلت الكثرة الغالبة من الأقباط على مسيحيتهم ولم يعتنقوا الإسلام أى أنهم حاولوا التخلص من الرومان المستبدين فوقعوا في براثن المستبدين العرب الذين رفعوا شعار الفتوحات الإسلامية . {الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }التوبة97 .