هل كانت العباسة اخت الرشيد سبب نكبة البرامكة ؟

في الإثنين ١٨ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

هل كانت العباسة أخت الرشيد هي السبب الحقيقي في نكبة البرامكة..! أو كانت هي مع بعض الأسباب السابقة الفصل الأخير في تاريخ تلك الأسرة التي حكمت الخلافة العباسية ردحاً من الزمن في خلافة الرشيد..؟

الجدير بالذكر أن الطبري المؤرخ المشهور هو الذي ذكر قصة العباسة وعلاقتها بجعفر البرمكي على أساس أنها السبب في نكبة البرامكة.. والطبري هو أقدم المصادر التاريخية وأوثقها وأكثرها احتراماً. وجاءت روايات أخرى تؤكد الموضوع وتزيده تفصيلاً .. ومن مجملها تتعرف على القصة te; من بدايتها إلى نهايتها.

جعفر البرمكي:

كان جعفر بن يحيي خالد البرمكي هو الوزير المشار إليه في خلافة الرشيد ، وكان معه في المسئولية أخوه الفضل ، وكان أبوهما يحيي بن خالد بمثابة الوالد للرشيد ، وهو الذي وقف مع الخيزران ـ أم الرشيد ـ حتى صارت الخلافة للرشيد .. وأنقذ الرشيد من عسف أخيه الخليفة الهادي.

وبتولي الخلافة كان يحيي بن خالد قد أدركته الشيخوخة فترك نفوذه في الدولة لولديه "جعفر و" الفضل" ، وكان جعفر صاحب النفوذ الأكبر بسبب طلاقة وجهه وسماحة أخلاقه وفصاحته ووسامته ، فأحبه الرشيد ونادمه وكان يشرب الخمر معه وترك له الأمر والنهي في الدولة.. وبلغ من حب الرشيد له أنه كان لا يطيق الابتعاد عنه ، وأنه اتخذ ثوباً كان يجلس فيه للمنادمة مع جعفر هو نفسه الثوب الذي يرتديه جعفر ، وكان الرشيد يحتفظ بنفس الحب والإعتزاز لأخته العباسة.. وكان أيضا لا يطيق الابتعاد عنها .. وكانت العباسة بارعة الجمال فائقة الحسن فصيحة شاعرة أي تشبه جعفراً في صفاته ، ورسوم الخلافة وطقوسها تمنع أن يرى الوزير الأميرة الجميلة أخت الرشيد ووجد الرشيد الحل في أن يعقد قران أخته سراً على الوزير جعفر بشرط أن يكتفي جعفر منا بالنظر إليها فقط.

قال الرشيد لجعفر "يا جعفر إنه لا يتم لي سرور إلا بك وبالعباسة ، وانى سأزوجك منها ليحل لكل منكما أن تجتمعا ، ولكن إياكما أن تجتمعا وأنا دونكما.. فتزوجها جعفر على هذا الشرط ، وما كان يقدر على مخالفة سيده الخليفة..

ولكن من عادة الريح تأتي بما لا تشتهي السفن.. كان جعفر يحاذر أن يسترق النظر إلى العباسة خوفاً من الرشيد وهو أعلم بمدى تقلب الرشيد واندفاعه وتطرفه في الحب وفي الانتقام .. وهو يعلم أن الرشيد وإن أحل له مجرد النظر إلى العباسة فهو يريده نظرة احترام وإجلال للأميرة ، وليس نظرة رجل إلى امرأة يحبها ويريدها..

أمّا العباسة فكانت في موقف مختلف ، فكانت تسترق النظر إلى جعفر وتنظر إليه بعين الزوجة المحرومة العاشقة لزوجها ، وترى في شرط أخيها تعسفاً في استعمال السلطة السياسية لا ينبغي أن يجترئ على تحريم ما أحل الله من المعاشرة بين الزوجين.. 

أرادت العباسة أن تمارس حقها الشرعي مع زوجها ، ولكن المشكلة أن زوجها لا يجرؤ على مجرد التفكير في ذلك خوفاً من بطش سيده الرشيد .. ثم إن جعفر ليس مضطراً لهذه المغامرة المحفوفة بالمخاطر إذا كان لديه عشرات الجواري وكانت أمه تعد له جارية بكراً ليدخل بها كل ليلة جمعة، وكانت العباسة تعرف ذلك أيضاً وتضيفه إلى حساب الصعوبات التي تمنع الوصال مع الحبيب البعيد القريب ، ولكنها بحنكة حواء وجدت لها مخرجاً بعد أن أعيتها الحيل في لفت نظر جعفر إليها..

ذهبت العباسة إلى "عتابة" أم جعفر وفاوضتها في أن تحتال من أجلها وترسلها ـ أي العباسة ـ  إلى جعفر ليلة الجمعة المعتادة على أنها إحدى الجواري ، ورفضت أم جعفر وصممت لأنها تعلم خطورة الموضوع على ابنها وأسرتها بأكملها ، وحين يئست العباسة من إقناعها والتوسل إليها لجأت معها للتهديد .. والعادة أن أصحاب السلطان والقوة يفوزون دائماً في المفاوضات .. وغلبت العباسة .

وطبقاً للخطة المرسومة بينهما ظلت أم جعفر منذ يوم السبت تعد ابنها بالجارية الموعودة التي ستقدمها له ليلة الجمعة القادمة ، وتسرف في وصف جمالها وحسنها وظرفها إلى أن جعلت ابنها يتشوق للقائها ، ولا ريب أن العباسة في مجلسها معه ومع أخيها الرشيد كانت ترى تغييراً في جعفر وتأثراً بالمفاجأة الجديدة التي تعدها له أمه ليلة الجمعة.

وفي الليلة الموعودة كانت العباسة في مخدع جعفر تنتظره وقد أعدت نفسها كأي عروس انتظرت عريسها على أحر من الجمر.. ودخل عليها جعفر فظنها الجارية الموعودة ولم يدر بخلده إطلاقاً أنها الأميرة التي كان يسهر معها ومع أخيها منذ ساعة .. لأنه ما كان يجرؤ على استراق النظر إليها في مجلس الرشيد أو في بيته..

وبعد اللقاء السعيد قالت له العباسة : كيف رأيت خديعة بنات الملوك ؟ فقال لها ساخراً : وأي بنت ملك أنت ؟ قالت أنا سيدتك العباسة .. وعندها طارت ذكريات اللذة وهب جعفر واقفاً وهرع إلى أمه صارخاً يقول : يا أماه بعتني رخيصاً..

وكانت العباسة تتوقع رد الفعل .. فما زالت به هي وأم جعفر حتى رضي بالأمر الواقع: واعتاد أن ينال من زوجته العباسة كلما لاحت له الفرصة في قصر الرشيد .. واستراح إلى لذة المخاطرة وسرقة المتعة..

وسرقهما الوقت إلى أن اكتشفت العباسة أنها حامل وكانت المعضلة الكبرى ، وكان الحل المؤقت أن تعتزل العباسة إلى أن تضع مولودها ، ـ ثم أرسلت المولود وكان ذكراً ـ إلى مكة ووكلت به غلاماً اسمه "رياش" وحاضنة يقال لها "بـُرَّة" وظن العشيقان الزوجان أن المشكلة قد حلت ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ..

كان يحيي البرمكي ـ والد جعفر هو المسئول عن قصر الحريم الخاص بالرشيد ، وهو الذي يغلق أبوابه ويحتفظ بالمفاتيح ، وكانت تلك مهمته بعد أن ترك السياسة والنفوذ لولديه جعفر والفضل ..

واشتد يحيي البرمكي في التضييق على حريم الرشيد من الحرائر والجواري ، فاكتسب منهن أعداء ، ولم يكن يعلم بما حدث بين جعفر والعباسة كما لم يكن يعلم أن الجواري والحرائر في قصر الحريم يعلمن بالموضوع ، ولذلك اشتكت زبيدة زوج الرشيد وابنة عمه من تشدد يحيي البرمكي فقال له الرشيد: يا أبت ما لزبيدة تشكوك ؟ وكان يخاطبه دائما بقوله : يا أبت .. فقال : يا أمير المؤمنين : هل أنا متهم في حرمك ؟ فقال :لا قال : إذن لا تقبل قولها فيَّ..

وزاد يحيي في غلظته على زبيدة وتشدده عليها فكلمت زوجها الرشيد مرة أخرى تشكو منه ، فقال لها الرشيد : يحيي البرمكي عندي غير متهم في حرمي .. فقالت له : فلم لا يحفظ ابنه مما ارتكبه؟

قال: وما هو ؟ فأخبرتها بموضوع العباسة .. فقال : وهل ذلك دليل ؟

قالت : وهل بعد مولودها دليل؟ وأخبرته بموضوع الولد بمكة فقال : وهل علم بذلك أحد سواك؟ قالت لم يبق بالقصر جارية إلا وعرفت به .. سكت الرشيد ، وتظاهر بالرخوج إلى الحج فخرج ومعه جعفر ، وارتابت العباسة فأرسلت إلى الخادم والمرضعة بالرحيل عن مكة إلى اليمن .. وفي مكة علم الرشيد بصحة الموضوع إذ حقق بنفسه ، وأرسل فاعتقل الحاضنة والخادم ورأى الحلي مع المولود من الحلي الذي تتزين به العباسة : وأراد الرشيد قتل الصبي الصغير .. ثم استفظع ذلك.

وقتل جعفر وحبس أباه يحيي وأخاه الفضل وسائر البرامكة واستصفى أموالهم وصادرها سنة 187هــ.

وماتت العباسة في نفس العام على ما يقال..

هذه المقالة تمت قرائتها 477 مرة

 


التعليقات (6)
[52119]   تعليق بواسطة  رضا عبد الرحمن على     - 2010-10-17
حادث غريب وسلوكيات أغرب..!!

نبذة عن تاريخه ::: هو هارون الرشيد هو الخليفة العباسي الخامس، ومن أشهر و اعظم الخلفاء العباسيين و العرب. عاش في العراق و حكم بين 786 و809 م. وهو هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. ولد (حوالي 763م - 24 مارس 809م). والدته الخيزران بنت عطاء‎. وهو أكثر الخلفاء العباسيين جدلاً خلال فترة حكمة، حيث قيل أنه من أكثر خلفاء الدولة العباسية جهادا وغزوا واهتماما بالعلم والعلماء، وعرف عنه أنه الخليفة الذي يحج عاما ويغزو عاما و كان يلقب بأمير المؤمنين.


تُوفي في 3 جمادى الآخر 193هـ، الموافق 4 إبريل 809 م، بعد أن قضى في الخلافة أكثر من ثلاث وعشرين سنة، وتعتبر هذه الفترة العصر الذهبي للدولة العباسية و العالم العربي. وقد دفن في مكان ما وقبره مجهول حتي اليوم.
 



 


 رغم كل ما قيل عنه  لكن على ما أعتقد أن ما فعلته العباسة هو حلال وليس فيه شيء من الحرام ، ولكن لماذا هذا السلوك وهذه العقلية الغريبة من الرشيد ، هو إنسان مستبد في كل الأحوال يريد الاستمتاع بكل شيء ، يريد ان يحظى بكل شيء أخته التى يحبها ولا يقدر على فراقها عنه ، وصديقه ونديمه الذي لا يستطيع العيش بدونه ، ولكي يخرج من هذا المأزق قرر وأمر بعقد قرانهما فقط دون زواج حتى يشبع رغباته ونزواته الخاصة متجاهل حق كلاهما فى التمتع بالأخر كزوج حلال ، حقيقة هي عقلية مستبدة ظالمة ..
 


 



 

 

[52120]   تعليق بواسطة  رضا عبد الرحمن على     - 2010-10-17
الرشيد كما يراه علماء الإسلام والمؤرخون

قال السيوطي في كتابه تاريخ الخلفاء وكان من أمير الخلفاء وأجل ملوك الدنيا وكان كثير الغزو والحج كما قال فيه أبو المعالي الكلابي:



فمن يطلب لقاءك أو يـرده فبالحرمين أو أقصى الثغور

ففي أرض العدو على طمر وفي أرض الترفه فوق كور


وقال أيضا: وكان أبيض طويلاً جميلا مليحاً فصيحاً له نظر في العلم والأدب. وكان يحب العلم وأهله ويعظم حرمات الإسلام ويبغض المراء في الدين والكلام في معارضة النص.


وقال الذهبي في ترجمته للرشيد ضمن كتابه سير أعلام النبلاء: وكان من أنبل الخلفاء وأحشم الملوك ذا حج وجهاد وغزو وشجاعة ورأي وأمه أم ولد اسمها خيزران. وكان أبيض طويلاً جميلاً وسيما إلى السمن ذا فصاحة وعلم وبصر بأعباء الخلافة وله نظر جيد في الأدب والفقه قد وخطه الشيب أغزاه أبوه بلاد الروم وهو حدث في خلافته. كان يصلي في خلافته في كل يوم مائة ركعة إلى أن مات ويتصدق بألف وكان يحب العلماء ويعظم حرمات الدين ويبغض الجدال والكلام ويبكي على نفسه ولهوه وذنوبه لا سيما إذا وعظ وكان يحب المديح ويجيز الشعراء ويقول الشعر.


قال أبو معاوية الضرير: ما ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم بين يدي الرشيد إلا قال: صلى الله على سيدي ورويت له حديثه وددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيى ثم أقتل فبكى حتى انتحب.


حج غير مرة وله فتوحات ومواقف مشهودة ومنها فتح مدينة هرقلة ومات غازياً بخراسان
 

 

[52128]   تعليق بواسطة  عائشة حسين     - 2010-10-17
أخطأ الرشيد مرتين

لقد اخطأ الرشيد مرتين ، الأولى الأنانية التي تعامل بها في أن يجمع بين أخته وجعفر ، حتى تتم له الراحة والسعادة ، ثم  تصميمه على زواج أخته من جعفر ،والشرط الجائر الذي وضعه لهذه العلاقة ، وإذا كان هذا هو الذنب الوحيد الذي اقترفه جعفر فإن الرشيد قد قتله  وهو لا يستحق  هذا المصير ،  وأزمة البرامكة أفردت لها صفحات كثيرة في التاريخ بقدر ما كان يتمتع به البرامكة من مكانه عند الرشيد وأمه الخيزران

 

[52129]   تعليق بواسطة  عائشة حسين     - 2010-10-17
مقتطفات عن الخيزران أم الرشيد

 قرأت عن  الخيزران بنت عطاء

 


الخيزران بنت عطاء وهي زوجة الخليفة العباسي المهدي، ووالدة هارون الرشيد والهادي, والخيزران هي جارية عربية أستقدمت من اليمن. أشتراها المهدي وأعتقها وتزوجها، وأصطحبها معه إلى بلاد العجم، وكان طبيبها الحكيم عبد الله الطيفوري، ولم تلد لإمرأة خليفتين غيرها، سوى ولادة أم الوليد وسليمان إبني عبد الملك بن مروان.


وفي شهر رمضان سنة 161هـ، ذهبت الخيزران إلى مكة وأشترت الدار المعروفة باسمها وأضافتها إلى المسجد الحرام، وأقامت في مكة إلى موسم الحج وحجت، وقد أستوحش الخليفة المهدي لفراقها فكتب إليها مع الحجاج يتشوق:



نحن في غاية السرور ولكن ليس إلا بكم يتم السرور

عيب ما نحن فيه يا أهل ودي إنكم غيب ونحن حضور

فأجدوا في السير بل إن قدرتم أن تطيروا مع الرياح فطيروا


فأجابته الخيزران بأبيات وقالت:



قد أتانا الذي وصفتم من الشوق ولكن ما قدرنا نطير

ليت إن الرياح ينقلن شوقي إليكم وما يكن الضمير


كانت الخيزران ذات شخصية قوية ولها رأي وتدبير في أمور الرعية، وكانت ترعى العلماء وتشجعهم وتصلهم بالعطايا والهبات.


وتوفيت ليلة الجمعة لثلاث بقين من جمادي الآخرة عام 173هـ/ 789م، وخرج الخليفة هارون الرشيد خلف جنازتها وعليه جبة وطيلسان، قد شد به في وسطه، وهو آخذ بقائمة السرير، حافياً يمشي في الطين، وصلى عليها ونزل في قبرها، ودفنت في الأعظمية ببغداد في المقبرة التي سميت بأسمها مقبرة الخيزران.


وتوفي يوم وفاتها إمام اللغة الخليل بن أحمد الفراهيدي بالبصرة.

 

[52141]   تعليق بواسطة  ميرفت عبدالله     - 2010-10-18
زبيدة زوجة العباس وهل كان موقفها سبب فيما حدث؟

كانت زبيدة سبب مباشر فيما حدث للعباسة أخت الرشيد  من مصائب على الرغم من أن تاريخ زبيدة فيه بعض البطولات والمواقف المشرفة والأعمال الخيرة  ،  ولكنه مكر النساء الذي يغويهم الشيطان بالانتقام  وطبيعة المرأة عندما تتمكن   .


فبرغم أنها زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد، وحفيدة مؤسس الدولة العباسية الخليفة أبوجعفر المنصور من خلال إبنه جعفر.  وهى تعتبر من أهم نساء الدولة العباسية وأكثرهم شهره مما كان لها من دور في دور الخلافة فهي أم الخليفة الأمين الذي قتل على يد أخيه المأمون بعد نزاع على السلطة.


وكانت زبيدة شريكة حقيقية لهارون الرشيد، لكنها كانت تراعي على الدوام إبراز الرأي الصواب على أنه رأي الخليفة، فكسبت بذلك احترام وثقة الحاشية. ومن الأحداث ذات المغزى الذي يدل على حسن التصرف أن الرشيد وأم جعفر اختلفا وهما يتداعبان في الفالوذج واللوزينج، أيهما أطيب؟ فحضر أبو يوسف القاضي، فسأله الرشيد عن ذلك فقال: يا أمير المؤمنين، لا يُقضى على غائب، فأمر بإحضار الصنفين، فأكل القاضي حتى اكتفى، فقال له الرشيد: احكم، قال: قد اصطلح الخصمان يا أمير المؤمنين، فضحك الرشيد، وأمر له بألف دينار، فبلغ ذلك زبيدة، فأمرت له بألف دينار إلا ديناراً، وذلك كي تبقي مكرمة زوجها، وهو الخليفة، فوق مكرمتها. كما أنها كانت رفيقة الخليفة في معظم رحلاته، سواء أن كانت لغزو الروم أو للدفاع عن حدود الدولة ضد الغزاة أم للحج. ويذكر المؤرخون أن هارون كان يحج في معظم السنوات، قاطعاً المسافة بين بغداد ومكة المكرمة سيراً على الأقدام.






 

 

[52142]   تعليق بواسطة  ميرفت عبدالله     - 2010-10-18
زبيدة ومكانتها كما ذكرها المؤرخون .

ويذكر المؤرخون أنها في إحدى رحلات الحج شاهدت مدى معاناة حجاج بيت الله في الحصول على مياه للشرب، حيث كانت الوعاء الواحديتباع بدينار. ويقول المؤرخ أبو الفرج بن الجوزي إن زبيدة أمرت المهندسين بدراسة عاجلة لجر المياه إلى مكة المكرمة.


فأشاروا عليها بأن الأمر صعب للغاية، حيث يحتاج لحفر أقنية بين السفوح وتحت الصخور لمسافة لا تقل عن عشرة أميال. وقال لها وكيلها: يلزمك نفقة كثيرة. فأمرته بتنفيذ المشروع على الفور ولو كلفت ضربة الفأس ديناراً. فاحضر خازن المال أكفأ المهندسين ووصلوا إلى منابع الماء في الجبال. ثم أوصلوه بعين حنين بمكة. وهكذا أسالت الماء عشرة أميال من الجبال ومن تحت الصخور، ومهدت الطريق للماء في كل خفض وسهل وجبل، وعرفت العين فيما بعد، وحتى الآن باسم عين زبيدة. وما زالت القناة التي بنتها تعرف باسم نهر زبيدة.


وأقامت الكثير من البرك والمصانع والآبار والمنازل على طريق بغداد إلى مكة أيضاً، كما بنت المساجد والأبنية في بغداد كذلك. وروي أنها في تلك الحجة بلغت نفقتها في ستين يوماً أربعة وخمسين ألف ألف (مليون) درهم. وكانت تنفق في اليوم الواحد آلاف الدنانير قائلة: ثواب الله بغير حساب