24-الجميلة والوحش

في الأربعاء ٢٤ - يناير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

 

عمران بن حطان السدوسي البصرى المتوفى سنة  89

قال عنه ابن الجوزى:

( روى عن أبي موسى وابن عمر وعائشة‏.‏ وروى عنه محمد بن سيرين ويحيى بن أبي كثير‏.‏

وكان شاعرًا‏.‏

أخبرنا المبارك بن علي الصيرفي قال‏:‏ أخبرنا علي بن محمد العلاف قال‏:‏ أخبرنا ابن بشران قال‏:‏ حدثنا أحمد بن إبراهيم الكندي قال‏:‏ أخبرنا محمد بن جعفر الخرائطي قال‏:‏ حدثنا أحمد بن علي الأنباري قال‏:‏ أخبرنا الحسن بن عيسى عن أبي الحسن المدائني قال‏:

‏دخل عمران بن حطان على امرأته - وكان عمران قبيحًا دميمًا قصيرًا - وقد تزينت وكانت امرأة حسناء فلما نظر إليها ازدادت في عينه حسنًا فلم يتمالك أن يديم النظر إليها فقالت‏:‏ما شأنك فقال‏:‏ لقد أصبحت والله جميلة فقالت‏:‏ أبشر فإني وإياك في الجنة قال‏:‏ ومن أين علمت ذلك ؟ قالت‏:‏ لأنك أعطيت مثلي فشكرت وابتليت بمثلك فصبرت والصابر والشاكر في الجنة‏.‏ )

التعليق

الواضح من الرواية أنها لم تكن فقط زوجة جميلة بل كانت تعانى اهمال زوجها أيضا بدليل انه لم يلتفت الى جمالها الا بعد أن تزينت لتتحسر على جمالها ، فحدث ما لم يكن فى الحسبان ونظر اليها متعجبا من جمالها كأنه يراها لأول مرة فارتاعت وسألته : ما شأنك ؟ ققال : لقد أصبحت والله جميلة.. أى كأنها لم تكن جميلة ثم أصبحت جميلة..

هذا الرجل كان شاعرا ولكن ليس فيه مشاعر الشعراء ورقتهم واحساسهم بالجمال..وإلا ما كان قد أهمل زوجته الحسناء الى هذا الحد..

هذا الرجل كان فقيها من أصحاب الحديث ورواته ، ولذلك أضاع شاعريته بجفاف الفقهاء وتزمت ولؤم المحدثين. لو كان زوجا صالحا ما أهمل زوجته الصابرة التى تصحو كل يوم على رؤيته فتتحلى بالصبر الجميل. ليس من اخلاق الزوج المسلم الاعراض عن زوجته واهمالها ، وقد جعل القرآن الكريم ذلك نشوزا من الزوج يستدعى عقد الصلح بينهما ( النساء 128 )