23- اتقي شر الحافي اذا تقبقب

في الثلاثاء ١٦ - يناير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

 

أخبرنا أبو منصور القزاز بإسناد له عن الأصمعي قال‏:‏ كان أعرابيان متواخيين بالبادية غير أن أحدهما استوطن الريف والآخر اختلف إلى باب الحجاج بن يوسف فاستعمل على أصفهان ، ( أى تردد على بيت الحجاج بن يوسف والى العراق فى العصر الأموى ، فولاه الحجاج على اقليم اصفهان ، وكانت ولاية العراق فى العصر الأموى تشمل وقتها كل الشرق من العراق الى نهاية خراسان )  فسمع أخوه الذي بالبادية فضرب إليه ( أى فرحل اليه وضرب خيمته أما بابه ) فأقام ببابه حينًا لا يصل إليه،  ثم أذن له بالدخول ،  وأخذه  الحاجب فمشى به وهو يقول‏:‏ سلام على الأمير،  فلم يلتفت إلى قوله ، فأنشأ يقول‏:‏

فلست مسلمًا ما دمت حيا ** على زيد بتسليم الأمير

فقال زيد‏:‏ لا أبالي ،

فقال الأعرابي‏:‏

أتذكر إذ لحافك جلد شاة      وإذ نعلاك من جلد البعير

فقال‏:‏ نعم‏.‏

فقال الأعرابي‏:‏

فسبحان الذي أعطاك ملكًا    وعلمك الجلوس على السرير

التعليق

أصفهان من أعظم أقاليم فارس قديما أو ايران حاليا. وفارس ـ لو تعلمون ـ  كانت امبراطورية رهيبة فى القرن السابع الميلادى قبل أن يدمرها العرب المسلمون. وقد تحولت مدنها الى ولايات تابعة لحاكم العراق فى العصر الأموى، وعامل الحجاج أهل العراق وأهل فارس بمنتهى الاحتقار، وكان ممنوعا أن يتزوج المولى الفارسى أو غير العربى من عربية. وحدث فى عهد الحجاج أن تزوج مولى امرأة عربية فأرغموه على تطليقها وضربوه وطافوا به فى هيئة قبيحة لكى يكون عبرة . وكان من العادة أن يختار الحجاج أسوأ الناس لحكم الولايات الفارسية التابعة للعراق. و قد اختار هذا الاعرابى الندل ليحكم اقليم اصفهان سنمة 87 هجرية. ومن خلال تلك القصة نتعرف على ذلك الاعرابى الذى عينه الحجاج واليا على اصفهان. فقد تنكر لصديق عمره حين جاءته النعمة. ومن كان هذا شأنه مع صديقه فكيف كان يعامل أهل اصفهان ؟