ßÊÇÈ مذبحة مسجدى نيوزلنده : فى رؤية إسلامية
الفصل الرابع : جذور معسكرات الشر لدى المحمديين

في الأربعاء ٢٤ - أبريل - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

الفصل الرابع : جذور معسكرات الشر لدى المحمديين

جذور أردوغان :   معسكر الشّر العثمانى 

 جذور الوهابية السعودية : ( منطقة  نجد )  معسكر الشّر فى العصور الوسطى  

 

جذور أردوغان :   معسكر الشّر العثمانى 

مقدمة :

1 ـ التحديد هنا لقوة مستكبرة ترفع شعارا دينيا وهى تقوم بمذابح ضد المدنيين المستضعفين فى الارض . وهى صفحات سوداء فى التاريخ البشرى ، نعطى عنها لمحات سريعة . ونشير فيها الى الأتراك العثمانيين ثم الوهابية ثم المتعصبين البيض حاليا فى الغرب ، والذين ينتمى اليهم هذا السفاح الاسترالى مرتكب مذبحة المسجدين فى نيوزلنده . مهم جدا الرجوع للجذور فمنها جاءت الثمار السامة التى ندعو الله جل وعلا أن تتوقف . ونبدأ بمعسكر الشّر العثمانى

أولا : مذابح إرتكبها العثمانيون فى أوج قوتهم 

ربما لم تعرف أوربا وهى تواجه العثمانيين ( المسلمين ) أن أولئك العثمانيين ( المسلمين ) كانت ضحاياهم من المسلمين أكثر من ضحاياهم الأوربيين المسيحيين . ونعطى منها بعض نماذج :

فى الفتح العثمانى لمصر فى القرن السادس عشر الميلادى :

1 ـ فى كتابنا عن أثر التصوف السياسى فى الدولة المملوكية ( 1250 : 1517 ) عرضنا فى الفصل الأخير لسقوط الدولة المملوكية المصرية وتوابعها فى الحجاز والشام وبرقة، وكيف تحالف السلطان المملوكى الغورى السنى الصوفى مع الشاه إسماعيل الصفوى الشيعى ضد السلطان سليم العثمانى السنى الصوفى مما أدى الى إنتصار السلطان سليم العثمانى وهزيمة الغورى وقتله فى موقعة مرج دابق ، وواصل أن السلطان سليم الزحف الى أن وصل الى مصر وهزم آخر سلطان مملوكى وهو ( طومان باى ) وشنقه على باب زويلة . رصدنا هذا من خلال المؤرخ السورى ابن طولون وكتابه: ( مكافهة الخلان فى أحداث الزمان ) ، وكان شاهدا على توغل السلطان سليم فى الشام ، ثم المؤرخ المصرى إبن إياس وقد شاهدا على (الفتح العثمانى ) لمصر ، وسجل تفاصيله فى تاريخه ( بدائع الزهور) , إنصب تحليلنا على أثر التصوف فى هذا السقوط للدولة المملوكية. ولم نلتفت الى المذابح التى أقامها العثمانيون للمستضعفين المصريين بعد هزيمة حكامهم المماليك.

2  : نعرض لسطور سريعة مما ذكره ابن إياس :

 2 / 1  ـ سجل ابن إياس تاريخه على طريقة الحوليات، بدءا من القرن الأول الهجرى حتى عصره فى القرن العاشر الهجرى. وفى تأريخه لعصره كان يسجل من واقع المشاهدة الأحداث باليوم والشهر .  فعل هذا فى ظل الدولة المملوكية ، وسجل مظالم المماليك ، ثم ظل يؤرخ للعثمانيين فى مصر فى ختام تاريخه.وحسب معرفته التاريخية بمعاناة المصريين المستضعفين يقول عن نكبتهم بالغزو العثمانى : ( أنه لم يقاس أهل مصر شدة مثل هذه ) ، وقال:( وقع فى القاهرة المصيبة العظمى التى لم يسمع بمثلها فيما تقدم..من حين فتح عمرو بن العاص مصر لم يقع لأهلها شدة أعظم من هذه الشدة قط . ).وقال عن السلطان العثمانى سليم الأول : ( أن ابن عثمان انتهك حرمة مصر وما خرج منها حتى غنم أموالهم وقتل أبطالها ويتم أطفالها وأسر رجالها وبدد أحوالها. ) ويصف السلطان العثمانى بأنه  كان رجلا سيئ الخلق سفاكا للدماء شديد الغضب. ) ، وأنه قال: ( إذا دخلت مصر أحرق بيوتها قاطبة وألعب فى أهلها بالسيف ) ووصف ابن إياس الجنود العثمانيين بأن عندهم : ( قلة دين يجاهرون بشرب الخمور فى الأسواق بين الناس، ولما جاء عليهم شهر رمضان فكان غالبهم لا يصوم ولا يصلى فى الجوامع ولا صلاة الجمعة إلا قليل منهم، ولم يكن عندهم أدب ولا حشمة . )

2 / 2 ـ ونفذ السلطان العثمانى وعده بأن يلعب بسيفه فى عوام المصريين فقتل جنوده منهم ــ بلا داع ـ عشرة ألاف فى يوم واحد . وقال : ( فالعثمانية طفشت فى العوام والغلمان والزعر ولعبوا فيهم بالسيف وراح الصالح بالطالح، وربما عوقب من لا جناية له ، فصارت جثثهم مرمية على الطرقات من باب زويلة.. ولولا لطف الله لكان لعب السيف فى أهل مصر قاطبة . ).

2 / 3  ـ من بقى حيا من المصريين المستضعفين لقى الهوان من العثمانيين الذين كانوا : (  يخطفون عنهم العمايم ويعرُّون الناس فى الشوارع ) ، هذا والسلطان العثمانى فى القاهرة ينادى بالأمان للناس ، يقول ابن إياس : ( كان ينادى كل يوم بالأمان والاطمئنان فى القاهرة والنهب والقتال عمال من جماعته . )

2 / 4  ـ ونهب العثمانيون الكنوز المصرية والثروات المصرية ، وإستخدموا المصريين فى حملها يسوقونهم بالحبال كالمواشى حتى من القضاة والأعيان . يقول عنهم ابن إياس : (
 ويمسكون الناس من رئيس ووضيع ويضعونهم فى الحبال حتى من يلوح لهم من القضاة والشهود، وما يعلم ما يصنع بهم، فلما طلعوا بهم إلى القلعة أسفرت تلك الوقعة على أنهم جمعوا الناس حتى يسحبوا المكاحل النحاس الكبار التى كانت بالقلعة، وينزلوا بها إلى شاطئ البحر.. وقاسى الناس فى سحبها غاية المشقة وحصل لهم بهدلة من الضرب والسك وخطف العمائم.. وصاروا يربطون الرجال بالحبال فى رقابهم ويسوقونهم بالضرب الشديد على ظهورهم ..) . وبهذه الطريقة نهبوا الغلال وأطعموها لخيولهم : ( شحت الغلال من القاهرة وسبب هذا أن العثمانية لما دخلوا القاهرة نهبوا المغل الذى كان فى الشون وأطعموه لخيولهم)، بل : ( أنهم سرقوا دجاج الفلاحين وأغنامهم وأوزهم، ثم دخلوا إلى الطواحين وأخذوا ما فيها من البغال والأكاديش وأخذوا عدة جمال من جمال السقايين، وصارت العثمانية تنهب ما يلوح لهم من القماش وغير ذلك، واستمر النهب عمالا فى ذلك اليوم إلى بعد المغرب، وتوجهوا الى شون القمح التى فى مصر وبولاق ونهبوها ) ( .. وصار أهل مصر تحت أسرهم.. فانفتحت للعثمانية كنوز الأرض بمصر من نهب وقماش وسلاح وخيول وبغال وجوارى وعبيد وغير ذلك من كل شىء فاخر .. ) ( وأنه أشيع أن ابن عثمان خرج من مصر وبصبحته ألف جمل محملة ما بين ذهب وفضة، هذا خارج عن ما غنمه من التحف والسلاح والصينى والنحاس والخيول والبغال والحمير وغير ذلك حتى نقل منها الرخام الفاخر وأخذ منها من كل شىء أحسن، ما لا فرح به آباؤه ولا أجداده من قبل أبدا، وكذلك ما غنمه وزراؤه من الأموال وكذلك عسكره، فإنه غنم من النهب مالا يحصر ) .

2 / 5 : السلطان سليم الأول العثمانى إرتكب هذا بصفته الدينية ، ولذا حرص على أن يكون خليفة المسلمين. وكان فى القاهرة الخليفة العباسىالمتوكل ، فأخذه سليم معه وأجبره على التنازل عن الخلافة. وصار هو وذريته الخلفاء ( للمسلمين ) . قال ابن إياس : ( حصل للناس على فقد أمير المؤمنين غاية الأسف ، فقد انقطعت الخلافة فى مصر وصارت إلى اسطنبول. )

3 ـ لإرهاب رعاياهم إستخدم العثمانيون طريقة للإعدام باستخدام الخازوق  في مصر والشام، وقد تفنن الأتراك في صنع الخازوق، وأجروا العديد من الدراسات حول استخدامه، وكانت الدولة العثمانية تدفع المكافآت للجلاد الماهر الذي يستطيع أن يطيل عمر الضحية على الخازوق لأطول فترة ممكنة تصل إلى يوم كامل، حيث يتم إدخال الخازوق من فتحة الشرج ليخرج من أعلى الكتف الأيمن دون أن يمس الأجزاء الحيوية من جسم الإنسان كالقلب والرئتين بأذى قد يودى بحياة “المخوزق” سريعاً، أما إذا مات المخوزق أثناء عملية الخوزقة، فيحاكم الجلاد بتهمة الإهمال الجسيم وقد يتعرض لتنفيذ نفس العقوبة عقابا له على إهماله.!

فى الفتح العثمانى للشام فى القرن السادس عشر الميلادى :

بهزيمة السلطان المملوكى الغورى سقط الشام فى قبضة العثمانيين ، فأقام العثمانيون مذابح للسكان المستضعفين فى الأرض . ومنها :

1 ـ مذبحة حلب ومعرة النعمان التى إستمرت اسبوعا عام 1515 ، كان الضحايا من القتلى 40 ألفا فى حلب و 15 ألفا فى معرة النعمان.

2 ـ  مذبحة دمشق فى العام التالى وإستمرت ثلاثة ايام قتلوا فيها 10 ألاف شخص.

3 ـ وإنساحوا فى الريف قتلا ونهبا فى أدلب وحماة وحمص والحسكة ، وهرب الناس ومات كثيرون منهم جوعا.

ثانيا :

مذابح إرتكبها العثمانيون وقت ضعفهم

فى مصر فيما بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر

1 ـ إحتل الفرنسيون مصر عام 1798 : 1801 وحاولوا الزحف منها شرقا ، وكان هذا إرهاصا بضعف العثمانيين . جرب المصريون نوعا مختلفا من الحكم فى هذا العهد القصير ، وكان الجبرتى أكثر إندهاشا وهو يكتب تاريخه ( عجائب الآثار ) . ذكر الجبرتى فى أحداث شهر صفر 1216 هجرية أن الفرنسيين أعدموا واحدا منهم لأنه سرق . قال : ( وفيه شنق الفرنساوية شخصاً منهم على شجرة ببركة الأزبكية قيل إنه سرق . ) . هذا فى الوقت الذى كان فيه الحكام من العثمانيين ينهبون ما شاءوا . وتعجب الجبرتى من إقامة الفرنسيين محكمة لمحاكمة سليمان الحلبى بعد أن إغتال قائدهم كليبر ، بينما كان من حق العثمانيين قتل من يشاءون من المصريين. ورحلت الحملة الفرنسية وأحس بعض المصريين ببعض الحرية فكانت القسوة العثمانية تنتظرهم . روى الجبرتى أن بائعا مصريا فى القاهرة لم يرض بالظلم فشتم جنديا تركيا فقتله الجندى بكل بساطة .

2 ـ وذكر الجبرتى أن العثمانيين كانوا يستولون على بيوت الناس قهرا ويهجمون على الأسواق يسلبون ما فيها ( ويطوفون على بيوت الأعيان وكبار القوم ليطلبوا منهم البقشيش، ثم يمرون على بيوت الناس وفي أيديهم العصي والأسلحة، فيعطيهم صاحب البيت ما يرجون، .. وقد ثقلت تلك الأمور على الناس حتى أن بعضهم كان يترك منزله بسببها.. ) ، ويجبرون أصحاب المحلات على أن يكونوا شركاء لهم ).

3 ـ أكثر من هذا إغتصاب النساء والصبيان ، فكانوا يقفون في الطرقات يخطفون من يمر من النساء والغلمان، ومنها  أن : ( أربعة من الجند اغتصبوا غلاما، وذهبوا به إلى بيت لهم، وتكاثر عليهم الناس يريدون إخراج الغلام، فأطلق الجند الرصاص على الناس فمات منهم 15 رجلا  .) وبعضهم فى نهار رمضان كانوا: ( يجلسون على الحوانيت والمصاطب ويأكلون ويدخنون.. ) ( حدث أن أدخل رجل من الجند امرأة في مسجد الأشرفية وفعل بها الفاحشة فيه، بعد صلاة الظهر في رمضان. ) كما كان يجتمع في معسكراتهم الكثير من النساء المحترفات البغاء، فينصبون لهم الخيام ويجئ لهم بائعو الحشيش ويجتمع حولهم الغوازي والراقصون، فينصرفون جميعا إلى شرب المسكر وأكل الحشيش والاجتماع بالنساء والغلمان ولعب القمار جهارا في رمضان . )

ثالثا : مذابح إرتكبها العثمانيون وقت ضعفهم فى القرن التاسع عشر فى العراق والشام 

فى ضعفها تعرضت الدولة العثمانية لحركات تمرد فى الداخل كما تعرضت لهجوم من القوى المسيحية من الخارج ، أبرزها من روسيا التى كانت تطمع فى إلتهام الدولة العثمانية لتصل الى البسفور والبحر المتوسط ، وتصل الى بنى جنسها من أهل البلقان ووسط أوربا ، ومعظمهم كان خاضعا للعثمانيين . قاوم العثمانيون هذا بمذابح للمسيحيين وبمذابح للمسلمين أيضا حسب مقتضى الحال، مع ان المستضعفين لا شأن لهم بما يجرى للدولة العثمانية فى الداخل أو فى الخارج. دفع المستضعفون ثمن الصراع على النفوذ ، سواء كان محليا أو دوليا ، ومنها :

1 ـ مذبحة بغداد عام 1831 عقابا على تمرد داوود باشا المملوكى .

2 ـ مذبحة الشيعة 1842 : 1843 . ردا على تمرد سكان كربلاء. وتتباين أعداد الضحايا ما بين 4 آلاف رجل وامرأة وطفل إلى 9-10 آلاف، فيما تذهب بعض المصادر إلى أن العدد فاق 24 ألفاً.

3ـ. ومنها مذبحة بدر خان 1847 ، ومذابح لبنان التى نشبت عام 1841 واستمرت الى 1860 ، وتسببت في هجرة جماعية للمسيحيين من سوريا ولبنان ، وإتجه معظمهم الى أمريكا الجنوبية ، وظهر فيهما ما يسمى ب ( ادب المهجر ) . كما هاجر آخرون الى مصلر وأحدثوا بها نعضة فنية وصحفية .

رابعا :

مذابح فى القرن العشرين :

 سيطرت جماعة الاتحاد والترقى على الدولة العثمانية من عام 1908وتطرفت فى قوميتها الطورانية التركية ، مما أدى الى نفور العرب ، ومن ثم قام العثمانيون بمذابح فى الشام جعلت الوالى العثمانى جمال باشا يحمل لقب ( السفاح ) . المذابح التى قام بها جمال باشا عجلت بالثورة العربية على الخلافة العثمانية والانضمام الى الانجليز فى الحرب العالمية الأولى . ولم يكن جمال باشا هو السفاح الوحيد . ونعطى أمثلة :

  1 : إعدامات للضباط العرب فى الجيش العثمانى

  2 : إعدام آلاف غير محددة أعدادهم من المثقفين العرب.

  3 : إبادة عشيرة المواجدة الاردنية عام 1910 

  4 : مذبحة المدينة ( المنورة ) عام 1917 . أراد القائد العثمانى فخرى باشا أثناء الصراع بينه وبين الوهابيين تتريك المدينة بطرد العرب منها وتسكين الأتراك مكانهم ، ونجح فى ذلك بحيث لم يبق فيها من العرب سوى 140 رجلا وعدة نساء . كان هذا بعد حملة من القتل والسلب والنهب ، ومما نهبه غرفة تحوى كنوزا وجواهر منذورة (للنبى ) ، حملها مع تحف ومخطوطات نادرة لا تقدر بمال ، هى الآن فى متحف استانبول.   

5 ـ تجويع لبنان وسوريا عام 1917 خوفا من إنزال الحلفاء قوات فيه . ضحايا المجاعة بلغ ما بين 200 ألف الى ربع مليون. وارتبط هذا بترحيل قسرى ، وهى سياسة عثمانية كانت معرفة وقتئذ .

6 : مذابح الآشور والسريان والكلدان في بلاد الشام والعراق وجنوب شرق تركيا، وهم من سكان المنطقة الأصليين. المجازر استمرت من عام 1915 حتى عام 1923. ومنها، مجازر: دير الزور وديار بكر وطور عابدين، وفي عموم منطقة الجزيرة السورية. مترافقة بتدمير المدن وحرق الأراضي ومصادرة الممتلكات. الضحايا ما بين ربع مليون الى ثلاثة أرباع المليون . بإضافة الضحايا من اليونانيين والأرمن يرتفع العدد 2 مليون . إرتبطت المذابح بالتهجير القسرى. بسبب التهجير القسرى للمسيحيين إنخفض عدد المسيحيين فى الدولة العثمانية من 33% عام 1915، إلى 0.1% حالياً .

7 ـ مذبحة الأرمن :

لم يهتم الغرب كثيرا بتلك المذابح التى أقامها العثمانيون للعرب. إنصب إهتمامهم على مذبحة الأرمن . كان الأرمن المسيحيون مواطنين يعيشون داخل الدولة العثمانية ، وشبابهم يخدم جنودا فى جيشها. ورأت الدولة العثمانية التخلص منها فكانت مذبحة الأرمن فى الحرب العالمية الأولى عام 1915 . ويتراوح عدد ضحايا الأرمن بين 1 مليون و 1.5 مليون شخص ، منهم الأطفال والنساء والشيوخ .. وكانت إبادتهم منظمة ، بدأت بقتل قادة الأرمن ومثقفيهم ، ثم تنفيذ المذابح على مرحلتين : القتل الجماعي للذكور ذوي القدرة الجسديَّة من خلال المجزرة وتعريض المجندين الأرمن بالجيش العثمانى  إلى السُخرة، ويليها ترحيل النساء والأطفال والمسنين والعجزة في مسيرات الموت المؤدية عبر الصحراء تحت إشراف العسكر العثمانى الذى قام بحرمانهم من الماء والطعام ،وتعرضوا للسرقة الدورية والإغتصاب. من لم يمت منهم جوعا وعطشا قتلوه حرقا وتغريقا وبالغازات السامة والفيروسات وجرعات زائدة من المورفين .

جدير بالذكر أنه بمعونة الروس قام الأرمن فى بلادهم أرمنية بمذابح ضد الأقلية التركية المسلمة إنتقاما لما حدث وكان ذلك فيما بين 1914 : 1920 .

أخيرا

الرئيس التركى اردوغان ( السلطان العثمانى تحت التجهيز ) يمارس بعض هذا فى سوريا ، وهو يفخر ــ علنا ــ بتاريخ أسلافه . وقد دافع عما فعله السفاح العثمانى فخرى باشا بالمدينة. 

 

التعليقات

Ben Levante

همجية العثمانيين .؟

السلام عليكم :
جاء في المقدمة : "التحديد هنا لقوة مستكبرة ترفع شعارا دينيا وهى تقوم بمذابح ضد المدنيين المستضعفين فى الارض" وهذا يوحي بأن هذه القوة المستكبرة (هنا في المقال العثمانيون) كانت تتصرف في حروبها وأثناء حكمها تحت راية شعار ديني. وما جاء في النص "السلطان سليم الأول العثمانى إرتكب هذا بصفته الدينية" يدعم هذا المعنى.

ثم نقرأ في النص " ذكر الجبرتى فى أحداث شهر صفر 1216 هجرية أن الفرنسيين أعدموا واحدا منهم لأنه سرق . قال : ( وفيه شنق الفرنساوية شخصاً منهم على شجرة ببركة الأزبكية قيل إنه سرق . ) . هذا فى الوقت الذى كان فيه الحكام من العثمانيين ينهبون ما شاءوا .". هنا ايحاء بالفرق الشاسع بين الهمجي العثماني الذي يقتل باسم الدين وبين المتحضر الفرنسي الغربي.
الاتراك هم كالمغول قبائل أثرت الحياة الصعبة التي كانت تعيشها على طبيعة أفرادها وكانت سببا لهذه القساوة والوحشية تجاه العدو، خاصة عندما يقرر هذا المقاومة وعدم الاستسلام. هولاكو وتيمور كان كلاهم متوحشا في حروبه، الاول غير مسلم والأخير مسلم. لا أرى الدين سببا لهذه الوحشية. كان من المتعارف عليه استباحة المدن المستولى عليها، كمكافأة للمقاتلين على ذلك. المؤرخ نفسه يكتب "كما كان يجتمع في معسكراتهم الكثير من النساء المحترفات البغاء..، فينصرفون جميعا إلى شرب المسكر وأكل الحشيش والاجتماع بالنساء والغلمان ولعب القمار جهارا في رمضان ". هل كان لهؤلاء خلفية دينية تملي عليهم تلك الوحشية؟.

ثم ننتقل إلى الفرنسيين ونابليون والحملة المصرية (1798 - 1801)، هذا المتحضر الذي كان يعدم السارق بينما يسرق العثمانيون – على فكرة، المؤرخ لم يذكر من المسروق. في حصاره لمدينة يافا أمر نابليون علاوة على 3000 من حامية المدينة اعدام 1400 شخص كان قد أسرهم في العريش.
لا أحد ينكر وحشية الانسان، كان من كان، السبب يكمن في النفس البشرية وردود فعلها تجاه الاحداث، وتظهر هذه الوحشية جليا عندما يمتلك الانسان حرية التصرف دون رادع. ثم هناك وحشية ممنهجة ناتجة عن فكر معين، وهذا الفكر يمكن أن يكون دينيا (الحروب الدينية سواء اسلامية أم مسيحية أم يهودية)، أو عرقيا (شعور الرجل الابيض بأنه أعلى قيمة عن غيره)، أو مصلحيا (المصلحة الشخصية فوق كل اعتبار). كل هذه الانواع من الفكر باقية إلى يوم الدين.

 د عثمان محمد على

الدفاع عن الدين

أنا افهم من كتابات وحوارات وفيديوهات استاذنا الدكتور - منصور - أنه يُدافع عن المُستضعفين بشكل عام  ، وأنه يمقت الظلم بغض النظر عن (دين ومذهب ) الظالم ، وأنه كمفكر إسلامى يبغى إصلاح المُسلمين بالإسلام  ، ويعرض تاريخهم على القرءأن العظيم  فإنه يستنكر ويُهاجم الظُلم الذى وقع (بإسم الإسلام ) والإسلام منه برىء . فالإسلام دين السلام والعدل والحرية ، ونشر الإسلام وتطبيق تعاليمه وتشريعاته لا يكون إلا بالكلمة ،والكلمة الحسنة وليس بالغلظة والسيف والقتل وسفك الدماء والسلب والنهب والتعالى على البشر وتقسيم العالم إلى مُعسكرين ( دار السلام ودار الحرب ) أو ( الأحرار والموالى ) . ولذلك فكل الحروب العدائية التى خاضها المُسلمون منذ ابو بكر الصديق حتى ابو بكر البغدادى وما تخللها من عمليات إرهابية بإسم الإسلام فى العقود الأخيرة مخالفة للإسلام والقرءان والإسلام منها برىء...

اما عن مقال اليوم .فلا أدرى هل أترحم على المُستضعفين العرب الذين قتلهم الظالم الكافر العُثمانى أم أقول يستحقوا القتل لأنهم رضوا وإستكانوا وخضعوا وخنعوا للذُل والمهانة حتى لعب السبف فيهم كما يلعب فى أوراق الشجر ؟؟؟؟   

هذا المقال تحديدا جعلنى بالأمس  أُضاعف جرعة علاج ضغط الدم الذى اتناولها يوميا . لأنى تخيلت مشاهد القتل والدمار الذى حلّ بمصر والوطن العربى على يد الكافر الظالم العُثمانى بإسم الدين ،وفكر اردوغان اللئيم الذى يُريد أن يستعيده ويُرجعه  فى العراق والشام ،ومن ثم يغزو منهما فلسطين ومصر .. وتذكرت مشاهد إستقباله ل ( ابو مازن ) وكان حرسه يرتدون الزى العثمانى  بسيوفهم ورماحهم  وكأنه يقول السلطان العثمانى قادم ايها العرب مهما طال الزمن!!!!!

سعيد على

 متى يتحرر العقل العربى من قيد الجهل ؟

جاءت رسالة الله الخالدة – القرءان الكريم – كآخر رسالة منه جل و علا للبشرية و فيها مبادئ الإسلام و إعادة و تذكير لهذه المبادئ السمحة من سلام و حرية و تسامح و حب و إخاء و تعاون و بر و عدل و قسط و هي المبادئ الثابتة في كل رسالاته السابقة على رسله السابقين قبل خاتم النبيين.
في سورة الأنعام الآية 151 يقول جل و علا : (قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقكم واياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ) يهمنا هنا الوصية الخامسة : ( و لا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ) و يقول جل و علا في سورة النساء الآية رقم 93 : ( و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزأه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و اعد له عذابا عظيما ) و عاش الإنسان بعد نزول القرءان و بعد وفاة خاتم النبيين عليه السلام حياة مليئة بالقتل و الظلم و النهب هاجرا لهذا القرءان الكريم ناسيا و متناسيا وصية الله جل و علا و من أعظم الكبائر أن ينسُب الإنسان – المسلم – و يبرر تلك الأفعال و يرتكبها باسم الإسلام !! هذا مع أن القرءان الكريم كان بين أيديهم يتلونه في صلاتهم و يمرون على قول الحق جل و علا : ( لا إكراه في الدين ) و قوله سبحانه : ( و لو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) قبل القرءان الكريم كانت الحروب و القتل سمة سائدة بين القبائل و الدول العظمى وقتها الفرس و الروم هذا مع أن الإنجيل الكريم يفترض أن يرسخ في قلوب النصارى سمة العدل و القسط و الأمن و السلام! .
شبه الجزيرة العربية كانت تسكنها قبائل متناحرة تعتمد على الإغارة و السلب و النهب لا دين يحرك قلوبهم و يخاطب الرحمة الموجودة في الفطرة السليمة كانوا يمارسون أشنع العادات من وأد البنات و زواج من كانت زوجات لآبائهن !! يعبدون الأصنام و يقدمون القرابين لها في أطهر بقعة بيت الله الحرام يشربون الدم المسفوح و يطوفون و يصلون مكاء و تصديه حول الكعبة هذا المجتمع و هذه البيئة لم تكن تجعل ( للعقل ) فرصة أن يتدبر و يرفض كل هذا العبث و هذا الجهل و كان صوت العقل ضعيفا خافتا لا يقوى على صوت الجهل و ترانيم العادات و التقاليد البائسة!
جاء القرءان في بيئة مليئة بكل هذه الفوضى الإنسانية التي ملئت الأرض فوضى القتل و حكم الغابة !! و لأنه محفوظ و يخاطب العقل لا بد من تأثيره على الإنسان مهما كان هذا الإنسان و مهما أعتقد و مهما أعتنق و في لحظة تاريخية ملهمة في تاريخ البشرية و بالتحديد يوم 10 ديسمبر 1948 و بعد أن أفسد الإنسان في الأرض فسادا عظيما هائلا لا يتصوره عقل راح ضحيته ما بين 62 إلى 78 مليون إنسان !! جاء الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و أول مادة فيه : يولد جميع الناس أحرارا و متساويين في الكرامة و الحقوق و هم قد وهبوا العقل و الوجدان و عليهم أن يعاملوا بعضهم بعضا بروح الإخاء.
هذه المادة تنتصر للقرءان الكريم و تدين كل السابقين الذي ارتكبوا تلك الفظائع في حق الإنسان و من أسف أنهم ( لا يزالون يرتكبون هذه الفظائع) !!
عودة للمقال : أردوغان لو قرأ القرءان و تدبره – هو يقرأه و يتغنى به – لأعتزل السياسة فورا و أعتذر للعرب و الأكراد و الفرس من مجازر العثمانيين و أنسحب من سوريا و أسكن الجيش التركي و حوله ليد تبني و تعّمر و تشيَد و أطلق الحرية للجميع و أفرج عن المسجونين السياسيين و أعلن تركيا تتبنى مبادئ حقوق الإنسان و أن الحرية للجميع و ابتعد عن الخطاب الديني.الأكثر وجعا للقلب هو هجر العرب لقرآنهم الكريم و ما ينتج من هذا الهجر.

أحمد صبحى منصور

أكرمكم الله جل وعلا أحبتى ، واقول :

1 ـ كما أشرت من قبل : التحديد هو لقوة مستكبرة ترفع لواء الدين وتقتل به المستضعفين الذين لا يحملون سلاحا. لا نتعرض لقوة مستكبرة علمانية مثل المغول والاستعمار الغربى ولا السفاح الأوزبكى تيمورلنك ولا هتلر ولا ستالين ولا ليوبولد ملك بلجيكا وما فعله بأهل الكونجو ..كل أولئك قتلوا عشرات الملايين بلا تمسح بالدين.  ليست هناك حاجة لقتل المستضعفين الغلابة الذين لا حول لهم ولا قوة تحت أى شعار فكيف بالاسلام العظيم ؟؟!. 
2
ـ الأتراك العثمانيون بالذات تميزوا على غيرهم بالتركيز على التهجير القسرى . ربما لأنهم فى الأصل وافدون للمنطقة ( آسيا الصغرى ) وغرباء عنها وإستوطنوا بلاد غيرهم . لم يقدروا على تهجير الأكراد ، فإنصب جهدهم على تهجير الأقليات المسيحية . وإشتد هذا فى عصر السلطان عبد الحميد الثانى الذى رفع راية ( الجامعة الاسلامية ) فى مواجهة الغرب ، وللضغط على الغرب المسيحى إتبع سياسة الاضطهاد الممنهج ضد النصارى فى دولته التى كانت تحمل شعار ( الخلافة)
3
ـ حين نؤكد على الاصلاح التعليمى فلأجل أن يتعلم الشباب المسكوت عنه من التاريخ ، خصوصا تاريخ العرب والترك والمستعمرين

 

معسكر الشّر فى العصور الوسطى:( منطقة  نجد ) 

جذور الوهابية السعودية : ( منطقة  نجد )  معسكر الشّر فى العصور الوسطى

مقدمة :

1 ـ  الويل للبشر إذا قامت بغزوهم قوة بدوية صحراية تحترف القتل والسلب والنهب بشعار دينى تجعل قتالها فريضة دينية  يدخلون بها الجنة . هكذا فعلت منطقة ( نجد ) بما حولها ومن حولها. كانت قبائلها تغير على الحجاج غارات ( علمانية ) بدون شعارات دينية ، ثم تكونت منهم دولة دينية ( مؤقتة ) بإسم القرامطة ، إتسعت ونشرت الإبادة الجماعية فى الخليج ومدن وقرى الشام والعراق ( نفس المناطق التى خربتها داعش الوهابية فى عصرنا ) . ثم ظهرت الدولة السعودية فى قرية نجدية وحملت الدعوة الوهابية وتوسعت بها فى نجد ثم ما حولها الى الحجاز وغيره ، ونشرت القتل والتخريب فى الشام والعراق  ( نفس المناطق التى خربتها داعش فى عصرنا )، إلا إن عصرنا أتاح لداعش أن تصل الى أبعد ما وصلت اليه الدولة السعودية الأولى  وبإنتشار الوهابية ( التى تحمل إسم الاسلام وتتناقض معه ) فستظل الحركات الارهابية تقض مضاجع العالم ، وتقتل الأبرياء والمستضعفين فى الأرض .

2 ـ عرضنا لجذور الوهابية تاريخيا فى كتابنا المنشور هنا ( الحنبلية ـ ام الوهابية ـ وتدمير العراق فى العصر العباسى الثانى ) وعرضنا لوحشية الوهابيين فى الدولة السعودية فى كتابنا (الدين الوهابى المعاصر: تأسيسه فى نجد وإنتقاله الى مصر) فى الفصل الثانى : قراءة فى كتاب :( عنوان المجد فى تاريخ نجد ) للمؤرخ الوهابى عثمان بن بشر) وعرضنا (لمحة عن وحشية الوهابية فى تأسيس الدولة السعودية الراهنة ) فى كتاب : ( نشأة وتطور أديان المسلمين الأرضية ) . وعرضنا لقتلهم النساء والأطفال تحت عنوان ( تثقيف البدو ليكونوا اخوانا يقتلون النساء والصبيان ) ( تحول الجهاد الوهابى لمذابح حقيقية للأطفال والنساء ) وهذا فى كتابنا : ( المعارضة الوهابية فى الدولة السعودية فى القرن العشرين ).

3 ـ الدين الوهابى يستحل قتل الجميع من غير الوهابيين ، حتى لو كان وهابيا وخالفهم سياسيا. وفى إستحلالهم قتلوا حوالى المليون من الأبرياء فى الجزيرة العربية والشام والعراق فى مذابح مسكوت عنها فيما بين 1745 الى 1930 . كانوا مسلحين بالسيف والرمح ثم ببنادق بدائية . ماذا لو كانوا مسلحين بالأسلحة الحديثة ؟ أو اسلحة الدمار الشامل . هذا يجب أن يقض مضاجع العالم لو وصلت اسلحة الدمار الشامل الى يد داعش واخواتها. .!

4 ـ لن نعيد ما كتبناه ولكن نضيف تحليلا يخص موضوعنا عن منطقة ( نجد ) بؤرة الارهاب العلمانى والدينى فى العصور الوسطى :

 

أولا : بين أعراب نجد وخلفاء قريش

1 ـ قلنا فى كتابنا ( المسكوت عنه من تاريخ الخلفاء الراشدين) إنهم بدلوا الاسلام كفرا بفتوحاتهم ( الشيطانية ) التى تناقض تشريع الاسلام ، وأنهم أكثر من هذا رفعوا إسم الاسم فى جريمة ينكرها الاسلام . وقد إستخدموا الأعراب جنودا فى الفتوح ، ثم خرج عليهم الخوارج فيما يعرف بالخوارج. وهناك إختلاف بين الخوارج والخلفاء القرشيين . خلفاء قريش قصروا القتل على المقاتلين وسبى ذراريهم ونسائهم ، ولكن لم يتعرضوا للفلاحين والحرفيين والقائمين على جباية المال . وسخروهم فى العمل لديهم. إختلف الحال مع الأعراب البدو ( الخوارج ) إذ كانوا يستبحون دم الجميع . ومعظم أولئك الخوارج كانوا من قبائل ربيعة سكان نجد. وأرهقت ثورات الخوارج الدولة الأموية والدولة العباسية فى عصرها الأول.

2 ـ تركزت الأضواء على الأقاليم الحضارية العراق والشام ومصر وآسيا وشمال أفريقيا فعادت  ( نجد ) الى بداوتها . ولكن كان منهم من يخدم جنودا فى الدولة العباسية ، ثم جاء الخليفة المتوكل العباسى ومنع تجنيد العرب . وترتب على هذا أن إحترف العرب قطع الطريق ، وهم الذين خربوا العمران المصرى فى سيناء وفى الساحل الشمالى لمصر . ولكن تأثيرهم كان أكبر  فى بلادهم التى تحتل المنطقة جنوب الشام والعراق ، وتسير فيها قوافل الحج بما تحمل من أموال . فبدأ قطعهم لطريق الحجاج ، وعادت الحرب من جديد بينهم وبين الخلفاء القرشيين ( العباسيين ). وكانت غاراتهم على الحجاج نوعين : غارات بدون شعار دينى ( نسميها علمانية) ، وغارات بشعار دينى ، قام به القرامطة . ونعطى تفصيلا:

ثانيا :  الغارات من الأعراب بدون شعار دينى :

لا نعفى خلفاء بنى العباس من المسئولين إذ بلغوا فى الفساد والانحلال وقتها الى مدى بعيد . ونتتبع ما ذكره المؤرخ ابن الجوزى الذى سجل أحداث العصر العباسى الثانى بالتفصيل . ونقتطف من تاريخه ( المنتظم ) أمثلة لأنواع الغارات الإعرابية بدون شعار دينى :

غارات يقع فيها قتل للحجاج :

1 ـ فى أحداث عام 361  يقول : ( وردت كتب الحاج بان بني هلال اعترضوهم فقتلوا خلقًاكثيرًا فتعطلالحج. ) أعراب بنى هلال هاجموا قوافل الحجاج وقتلوا منهم خلقا كثيرا .

2 ـ فى أحداث عام  478  : ( ..‏ أن قومًا وقعوا على حاج مصر فقتلوا خلقًا كثيرًا منهم وأخذوا أموالهم وعاد من سلم غير حج‏. )

3 ـ فى أحداث عام  563 : ( فمن الحوادث فيها أن الحـاج وصلـوا إلـى العـراق سالميـن فخرجـتعليهـم بنـو خفاجـة فـي طريـق الحلة فقطعوا قطعة من الحـاج فأخـذوا أموالهـم وقتلواجماعة  ‏.‏)

4 ـ وبعضهم إرتكب إثما فظيعا لإجبارهم على دفع الفدية . فى حوادث عام 403 قام الإعرابى أبو فليتة بنزح الماء من الآبار وطرح فيها الحنظل فى منطقة واقصة فى طريق الحجاج ، وإنتظر يرصدهم ثم حاصرهم  . يقول ابن الجوزى : (اعتقلهم هناك ومنعهم الاجتياز وطالبهم بخمسين ألف دينار فامتنعوا من تقرير أمره على شيء وضعفوا عن الصبر وبلغ منهم العطش فهجم عليهم فلم يكن عندهم دفع ولا منع ، فاحتوى على الجمال والأحمال والأموال ، فهلك من الناس الكثير وقيل‏:‏ هلك خمسة عشر ألف إنسان ولم يفلت إلا العدد اليسير .)

غارات يقع فيها سلب للحجاج بلا قتل :

1 ـ فى أحداث عام 405 : ( ورود الكتاب من البصرة بما جرى على حاج البصرة من اخذ العرب لهم علىثلاثة ايام من البصرة وانهم نهبوا وسلبوا وجاعوا  ).

2 ـ وتكرر هذا فى أحداث عام 423 . 

أخذ الفدية من الحجاج أو القائمين على أمور الحجاج :

1 ـ بعض قادة الأعراب كان يقوم بحراسة الحجاج بفدية عوضا عن قطع الطريق عليهم. ومنهم الأصيفر الإعرابى من أعراب المنتفق . فى أحداث عام 382 : أنه حاصر الحجاج وتم الاتفاق على دفع فدية له مقابل حراستهم فى الذهاب والعودة. وقد تبرع بنحو مليون دينار لإثنين من قُرّاء القرآن أعجبه قراءتهما للقرآن .  وخدع العباسيون الأصيفر وأعطوه دنانير مغشوشة وفى عام 384 حاصر الحجاج وطلب أن يعطوه الفدية لعامين قادمين .  وإستمر دفع الفدية له حتى عام 403 . 

2 ـ عام 379 :  ( ورد الخبر في المحرم بأن الجراح الطائي خرج على الحاج بين سميراء وفيد ونازلهم ، ثم صالحهم على ثلثمائة ألف درهم شيء من الثياب المصرية والأمتعة اليمنية فأخذه وانصرف )

3 ـ وفى عام 395 : طلب ابن الجراح الطائى فدية زائدة .

 الغدر بعد الفدية

بعض الأعراب الذين يتولون الحراسة كانوا يغدرون بالحجاج . حدث هذا على سبيل المثال:

1 ـ  فى عام ‏424 . مع حجاج البصرة : (وخـرج أهـل البصرة فخفروا فغدروا بهم ونهبوهم وارتهنوهم‏. ).

2 ـ  وفى عام ‏457 ، يقول ابن الجوزى : ( وفيهـا‏:‏ خـرج جماعـة من الحاج بحفر فعدوا بهم فرجعوا إلى الكوفة ) .

3 ـ  ابن الجوزى مات عام 597 ، آخر ما كتب فى المنتظم أحداث عام  574 ، قال عن بعض الأعراب (  ونـزل أكثرهـم في السفن فخرج عليهم عـرب فأخذوا أكثر الأموال وقتل منهم قوم .  ). ويقول عن نفسه وتجربته فى الحج عام 553 (‏ وحججـت فـي هـذه السنـة فتكلمـت فـي الحـرم نوبتين .. قيل لنا‏:‏ إن العرب قد قعدوا على الطريق يرصدون الحاج فحملنا الدليل على طريق خيبر .. )

أفظع إنتهاك للحجاج

ذكره ابن الجوزى شاهدا على عصره ، وهذا فى أحداث عام 545 : يقول عن الحجاج : ( فلما وصلوا إلى مكة طمـع أميـر مكـة فـي الحـاج واستـزرى بقيمـاز فطمعـت العـرب ووقفـت فـي الطريـق وبعثـوا يطلبـون رسومهم فقال قيماز للحاج‏:‏ المصلحة ان تعطوهم ونستكفي شرهم فامتنـع الحـاج مـن ذلـك  ) أى طمع فى الحجاج الشريف حاكم مكة ، كما طمع فيهم أيضا قبائل العرب . رفضوا لأن الحجاج كانت معهم قوة حراسة . وفى عودتهم قطع عليهم الأعراب الطريق . يقول ابن الجوزى : (  .. وكانـوا قـد وصلـوا إلـى الغرابـي فخرجـت عليهـم العرب بعد العصر يوم السبت رابـع عشـر المحـرم فقاتلوهـم فكثـرت العـرب ، فاخـذوا مـن الثيـاب والامـوال والاجمال والأحمال ما لا يحصى ، واخذوا من الدنانير ألوفًا كثيرة . فتحدث جماعة من التجار أنه أخذ من هذا عشرة آلاف ومن هذا عشرون ألفًا ومن هذا ثلاثون ألفًا وأخـذ مـن خاتـون اخت مسعود ما قيمته مائة ألف دينار ، وتقطع الناس وهربوا على اقدامهم يمشون في البرية فماتوا من الجوع والعطش والعري . وقيل‏:‏ ان النساء طين أجسامهن بالطين لستـر العـورة ومـا وصل قيماز إلى المدينة إلا في نفر قليل ).!

تعليق :

1 ـ المفترض أن هؤلاء يعرفون أن شريعة الاسلام تحرم التعرض للحجاج الذين يقصدون البيت الحرام ، وتحرم التعرض لحيوانات الهدى التى معهم ( المائدة 2 )   وأن من أكبر الكبائر قتل الانسان المسالم المؤمن ( النساء 93 ) وحتى فى ميدان القتال فإن الجندى المقاتل فى جيش معتدى إذا نطق بالسلام شعار الاسلام السلوكى فإنه يحرم قتله ( النساء 94) وأن هذا الجندى المقاتل فى جيش معتدى إذا إستجار بالمسلمين فعليهم إجارته وإيصاله الى مأمنه بعد أن يسمعوه القرآن الكريم ( التوبة 6 ).

2 ـ ولكن يظل الفارق بينهم وبين القرامطة الذين رفعوا شعارا دينيا هو التشيع . القرامطة توسعوا بهجومهم  لم يقتصروا على قطع الطريق على الحجاج بل كانوا يقتلون منهم ما إستطاعوا ، بل ووصلوا بغاراتهم الى العراق والشام يستبيحون قتل الجميع .

نبذة عن القرامطة : 

1 ـ شهد المؤرخ الطبرى فى أواخر حياته جانباً من فظائع القرامطة وسجلها فى الجزء العاشر والأخير من تاريخه فيما بين (286-302) هـ واستمرت فظائعهم بعد الطبرى بقرنين تقريباً حتى تغلب عليهم أعراب المنتفق.

2 ـ وكان القرامطة النجديون الأكثر وحشية فى استباحة الدماء والأعراض، ومن موقع المعاصرة والمشاهدة روى الطبرى بعض أخبار زعيمهم ، منها أنه خصص غلاماً عنده لقتل الأسرى المسلمين، وأنه استأصل أهل حماة ومعرة النعمان وقتل فيهما النساء والأطفال، ثم سار بعلبك فقتل عامة أهلها، وسار إلى سلمية وأعطاهم الأمان ففتحوا له الأبواب فقتل من بها من بنى هاشم ثم اختتم بقتل أهل البلد أجمعين بما فيهم صبيان الكتاتيب، ثم خرج عن المدينة وليس فيها عين تطرف، ونشر الخراب والدماء فى القرى المحيطة.  وهذه الوحشية فى قتل الأبرياء كانت تقوم على منهج فكرى أشار إليه النويرى فى حديثه عن التربية الفكرية لشباب القرامطة، كما أشار إليها الطبرى فى قصة واقعية لشاب اقتنع بالدين القرامطى وهجر أمه وأسرته مقتنعاً بالدين الجديد معتقداً استحلال الدماء.  (أخبار القرامطة فى تاريخ الطبرى: 10، 71، 77، 86، 94، 99، 107، 115، 116، 121، 128، 130، 135، 148، وفى نهاية الأرب للنويرى 25، 195: 227 وما بعدها ).

القرامطة فى تاريخ ( المنتظم ) لابن الجوزى

بعد الطبرى قام المؤرخ ابن الجوزى بتسجيل ما أخبار القرامطة فى تاريخه (المنتظم) . ونعطى أمثلة من تاريخ ابن الجوزى نرتبها حسب الموضوعات :

التوسع فى هجومهم على الشام والعراق :

1 ـ الهجوم على الرقة ( التى أصبحت فى عصرنا عاصمة لداعش فترة من الزمن ) . ذكر ابن الجوزى فى أحداث عام 290 أن القرمطى يحيى بن زكرويه هاجم الرقة وهزم الجيش العباسى . وهزم جيشا جاء من دمشق فى نفس العام . ويقول فى أحداث عام 360 : ( في شوال سنة ستين وثلثمائة فدخلوا دمشق في ذي القعدة من هذه السنة فقتلوا خلقًا ثم خرجوا إلى مكة فقتلوا واستباحوا. ). أى قتلوا دمشق ومكة مع الفارق المكانى بينهما. 

2 ـ ولم يذكر ابن الجوزى تفصيلات عن ضحايا دمشق والرقة لأن تركيزه كان على العراق. ونرى هذا فى سرده لإقتحام القرامطة للبصرة عام 311 ، تحت قيادة الشاب أبى طاهر الجنابى ، يقول : ( وورد الخبر في ربيع الآخر بدخول أبي طاهر سليمان بن الحسن الجنابي إلى البصرة سحر يوم الإثنين لخمس بقين من ربيع الآخر في ألف وسبعمائة رجل ، وأنه نصب سلاليم بالليل على سورها وصعد على أعلى السور، ثم نزل إلى البلد ، وقتل البوابين الذين على الأبواب ، وفتح الأبواب وطرح بين كل مصراعين حصباء ورملًا كان معه على الجمال لئلا يمكن غلق الأبواب عليه ، ووضع السيف في أهل البصرة ، وأحرق ( سوق ) المربد ونقض الجامع ومسجد قبر طلحة . وهرب الناس فطرحوا أنفسهم في الماء فغرق أكثرهم.  وأقام أبو طاهر بالبصرة سبعة عشر يومًا ، يحمل على جماله كل ما يقدر عليه من الأمتعة والنساء والصبيان.  وخرج منها بما معه يوم الخميس ). أى قتل وسبى وسلب .

3 ـ وفى عام 316 : ( فمن الحوادث فيها‏:‏ أن أبا طاهر الهجري دخل إلى الرحبة فوضع السيف في أهلها . وأن أهل قرقيسيا طلبوا من الأمان فآمنهم ونادى فيهم أن لا يظهر أحد بالنهار . وأنفذ أبو طاهر سرية إلى الاعراب فقتل منهم مقتلة عظيمة ،  فصاروا إذا سمعوا به هربوا ، وقصد الرقة وقتل بها جماعة ثم انصرف إلى بلده‏. ولما رجع أبو طاهر القرمطي إلى بلده بنى دارًا وسماها دار الهجرة ، ودعا إلى المهدي ،  وتفاقم أمره ، وكثر اتباعه ، وحدثته نفسه بكبس الكوفة.  وهرب عمال السلطان في السواد ( الريف ) ، وكان أصحابه يكبسون القرى فيقتلون وينهبون ).

القرامطة وقطع الطريق على قوافل الحجاج

1 ـ فى عام 294 : يقول ابن الجوزى إن (القرامطة اعترضوا قافلة الحاج في طريق مكة بالعقبة فقتلوهم وسبوا من النساء ما أرادوا ، واحتووا على ما في القافلة فأخذوا ما قيمته ألفي دينار.. ثم صار القرمطي إلى الشقوق فأقام بها بموضع يعرف بالطليح ينتظر القافلة الأخرى ، فلما وافته لقيهم بالهبير فحاربوه يومهم إلى الليل ثم انصرف عنهم ، فلما أصبح عاودهم القتال ، فلما كان في اليوم الثالث عطش أهل القافلة وهم على غير ماء ، فاقتتلوا ثم استسلموا ، فوضع فيهم السيف فلم يفلت إلا اليسير منهم. وأخذوا جميع ما في القافلة. )

2 ـ فى عام  311 فى شهر المحرم (  عارض ابو طاهر الجنابي ركب ( حجاج ) العراق‏.‏ومعه الف فارس‏.‏والف راجل‏.‏فوضعوا السيف واستباحواالحجيج ‏.‏وساقوا الجمال بالاموال والحريم ، وهلك الناس جوعًا وعطشًا‏.‏ونجا من نجا باسوا حال‏.‏ووقع النوح والبكاء ببغداد وغيرها‏.‏وامتنع الناس من الصلوات في المساجد‏.‏ )

3 ـ فى عام 312 : (  ورد الخبر في محرم هذه السنة بأن أبا طاهر بن أبي سعيد الجنابي ورد إلى الهبير ليلتقي حاج سنة إحدى عشرة وثلثمائة في رجوعهم ، وأوقع ببعض الحاج ومضى بعضهم على غير الطريق ، فعارضهم أبو طاهر وقاتلهم يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة اثنتي عشرة ، فقتل منهم قتلًا مسرفًا . .. وأخذ جمال الحاج وسبى من اختار من النساء والرجال والصبيان ، وسار بهم إلى هجر ، وترك باقي الحاج في مواضعهم بلا جمال ولا زاد ... فمات أكثر الحاج بالعطش والحفاء ، وحصل له ما حزر من الأموال ألف ألف دينار ومن الامتعة والطيب وغير ذلك بنحو ألف ألف ، وكان جميع عسكره نحوًا من ثماني مائة فارس ومثلهم رجالة )

4 ـ فى عام  323 هزم أبو سعيد الجنابى القرمطى جيشا عباسيا يحرس قافلة الحجاج كان يقوده القائد لؤلؤ فإنهزم لؤلؤ : (  وأكثر أبو طاهر القتل في الحاج ونهب ورجع من سلم إلى بغداد . وبطل الحج في هذه السنة . وكانت الوقعة بينه وبين لؤلؤ في سحر يوم الاربعاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي القعدة‏.).

القرامطة وقتل الحجاج فى الحرم المكى عام 317

1 ـ  كانت قافلة الحج يقودها منصور الديلمى ، ووصلت سالمة الى مكة . يقول ابن الجوزى : ( فلما وصلوا إلى مكة وافاهم أبو طاهر الهجري إلى مكة يوم التروية فقتل الحاج في المسجد الحرام ، وفي الفجاج من مكة ، وقتلهم في البيت قتلًا ذريعًا.  وكان الناس في الطواف وهم يقتلون .. واقتلع .. الحجر الأسود وقلع قبة بئر زمزم ،  وعرى الكعبة ، وقلع باب البيت ، وأصعد رجلًا من أصحابه ليقلع الميزاب فتردى الرجل على رأسه ومات . وقتل أمير مكة ، وأخذ أموال الناس. وطرح القتلى في بئر زمزم ، ودفن باقيهم في مصاعهم وفي المسجد الحرام ، من غير أن يصلى عليهم . وانصرف إلى بلده ،  وحمل معه الحجر الأسود فبقي عندهم أكثر من عشرين سنة إلى أن ردوه‏. ).

2 ـ  ويروى ابن الجوزى عن أحد من نجا من هذه المذبحة ، قال : ( .... فكنت أطوف بالبيت فإذا بقرمطي سكران ، وقد دخل المسجد بفرسه ، فصفر له ( أى للفرس ) حتى بال ( تبول ) في الطواف . وجرد سيفه ليضرب به من لحق . وكنت قريبًا منه فعدوت ، فلحق رجلًا كان إلى جنبي فضربه فقتله. ثم وقف وصاح‏:‏ " يا حمير أليس قلتم في هذا البيت من دخله كان آمنًا ؟ فكيف يكون آمنًا وقد قتلته الساعة بحضرتكم‏.؟ " .. فخشيت من الرد عليه أن يقتلني ، ثم طلبت الشهادة ، فجئت حتى لصقت به وقبضت على لجامه وجعلت ظهري مع ركبتيه لئلا يتمكن من ضربي بالسيف ثم قلت‏:‏ " اسمع" . قال‏:‏ قل‏:‏ قلت‏:‏ " إن الله عز وجل لم يرد أن من دخله كان آمنًا إنما أراد من دخله فأمّنوه" ،  وتوقعت أن يقتلني ، فلوى رأس فرسه ، وخرج من المسجد " وما كلمني" )

تعليق

قال جل وعلا عن البيت الحرام : (  وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗوَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) ﴿٩٧﴾ آل عمران ). (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا ) ﴿١٢٥﴾ البقرة ) بل يحرم فى الحرم قتل الصيد ، قال جل وعلا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۚ) 95 ) المائدة  ) .

من نفس المنطقة ( نجد ) محور الشّر نبعت الوهابية فى عصرنا.  

التعليقات

د مصطفى اسماعيل حماد

كلنا فى نظر الغرب دواعش

( ماذا لو كانوا مسلحين بالأسلحة الحديثة ؟ أو اسلحة الدمار الشامل . هذا يجب أن يقض مضاجع( العالم )لو وصلت اسلحة الدمار الشامل الى يد داعش واخواتها )
أليس هذا بالضبط ما يردده الغربيون ؟ألايطبقون هذا القول على إيران وسوريا وحتى مصر؟من أجل هذا اغتالوا مصطفى مشرفة ويحيى المشد وسعيد بديروغيرهم كما يحاولون جاهدين إفشال المشروع النووى الإيرانى ولكن ليس للسبب الذى ذكره د صبحى ولكن لأنهم يعلمون كم الظلم الذى أوقعوه بالمسلمين ويخشون يوما محتوماتُرَدُّ فيه المظالم وتُسَوَى الحسابات .  الدكتور صبحى يستعدى العالم كله على المسلمين ولا داعى للتحجج بداعش فكلنا فى عيون الغرب داعش ،حتى الدكتور صبحى!!!!

د عثمان محمد على

داعش والحكام العرب وأسلحة الدمار الشامل

هذه حقيقة لا نستطيع أن نُنكرها ، لو إمتلك الحكام العرب أولنقل (بعض الحكام العرب ) من أمثال (بشار - القذافى - صدام ) ومعهم حماس ،وداعش والقاعدة - أسلحة دمار شامل لضربوا شعوبهم بها دون تردد . وقد فعلها صدام ،وبشار حينما ضربا قرى كاملة بالكيماوى .. فالعرب لم ينضجوا بعد ليمتلكوا أسلحة دمار شامل وخاصة السلاح النووى .... ولنتذكر أن إسرائيل تمتلك رءوسا نووية ولكنها لم تستعملها لا فى 67 ولا فى 73 . وهذا ليس إستعداء على العرب ولكن هو توصيف بالحق والإنصاف  لحال الحكام والشعوب العربية من أجل الإصلاح و لمواجهة ( الوهابية والإخوان وما تمخض عنهما من حركات إرهابية ) فكريا وعسكريا ، وفى إختيار حُكاما راشدين لحُكم الدول العربية ليتخذوا خطوات جدية وحقيقية فى الإصلاح بشكل عام فى أوطانهم .  .

Ben Levante

الاعراب والقرامطة

السلام عليكم :

أولا نجد والاعراب: هذا مثال آخر عن تأثير قساوة البيئة المحيطة على تصرف قاطنيها في تعاملهم مع غيرهم من البشر.

ثانيا مداخلة عن القرامطة:  كنت في يوم من الايام في جلسة (مع عرب) وتطرقنا بالحديث إلى القرامطة وفاجأني أحد الحاضرين (اليساريين) بأن حركة القرامطة كانت من أوائل الحركات الاشتراكية في التاريخ، وكنت وقتها قد قرأت ما جاء عنهم في تاريخ الطبري المعاصر لهم، وتساءلت: من أين لهذا الشخص هذه المعلومات. قرأت في الويكيبيديا (عربي) عن القرامطة، ووجدت أيضا مقال لـ "سائس ابراهيم" على صفحة "الحوار المتمدن" تحت عنوان "القرامطة، شعاع نور في تاريخ الإسلام الأسود". كلا المقالين يتضمنان نوعا من المديح للقرامطة ولكن هذا المديح لا يخلو من التناقض.
عن الويكيبيديا: "الدولة كانت تقدم العون المادي لمن يستطيع أن يبني عملا أو حرفة أو زراعة، وأنهم قامو بشق الأقنية وزراعة النخيل...، أما تمويل الدولة فكان من خلال الضرائب التي تأخذها نتيجة مشاركتها في معظم الأعمال، وكان يدخل كذلك خزينة الدولة الضرائب التي فرضها القرامطة على الدولة العباسية... ويدل ذلك على مدى تمسك الناس بدولة قامت بتأمين العدالة الاجتماعية للناس وقضت على الفقر...تألفت موارد بيت مال الإمارة القرمطية من رسوم موانئ أوال وعقاراتها، ومن الإتاوات المفروضة على الأقطار المجاورة مثل الكوفة والبصرة وعمان والشام... ويضاف إلى ذلك موارد أخرى تجبى من قوافل الحج السنوية ومن السفن المارة في ساحل الإحساء ومن غنائم الغزوات...". أما سائس ابراهيم فيكتب: "ان الحروب التي خاضها أبو طاهر والقرامطة بشكل عام لم تكن فتوحات ولا نشراً لدعوة، إنما هي غزواً لزيادة موارد الدولة المالية... وعلى الرغم من خصوبة الأرض النسبية التي استخدم القرامطة لزراعتها ثلاثين ألف عبد زنجي وحبشي...، فان مدخول الدولة من الزراعة كان أقل بكثير من مداخيل مكوس حماية طريق الحجيج، ومكوس سواد الكوفة والبصرة، و و... الى الغنائم التي كانت تأتي بها السرايا من الغزوات التي تشنها في كل اتجاه أي أن واردات دولة القرامطة من الزراعة لم تكن أكثر من 5 % من مجموع وارداتها ولعل ذلك هو الذي يفسر هذا السعي للحرب."

معنى هذا أن ميزانية الدولة كانت تعتمد على الغزو والنهب والسلب، فبأي حق (اشتراكي) كانت الدولة تغزو الجوار، وإذا قلنا أن هذا كان مضمون ثقافة العصر، إذاً هم لم يكونوا أحسن من غيرهم، فلماذا المديح؟ يبدوا لي أن سبب المديح هو موقف اليساريين السلبي للحقبة الاسلامية على قاعدة "عدو عدوي صديقي".