التدخين والضرر

آحمد صبحي منصور في السبت ٠٧ - أبريل - ٢٠١٢ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
أرجو أن يتسع صدرك لسؤالي. أنا لا أسال عن التدخين من ناحية سياسية. يعني من ناحية تشريعات الدولة. و لا من ناحية تحليله أو حرمته. فأنا قد اقتنعت أنه حلال. و أنه ليس من الخبائث. و قد اقنعت بما قلتَه حضرتك بأن التحليل و التحريم في القرآن ليس على أساس الضرر أو الفائدة من المباح أو الحرام. لكن بخصوص المقاصد العامة للإسلام، ألا يكون في التدخين و أي ما يُلحق الضرر إثم ، أي لو دخنت كل يوم باكيت دخان هل لن يحاسبني الله تعالى على الضرر الذي ألحقته بجسدي . و إذا كان لا إثم ولا حساب أخروي على ذلك لمجرد أنه ليس قتلاً سريعاً للنفس كالانتحار. إذا كان الأمر كذلك فهل لا أأثم و لا أحاسب يوم القيامة إذا جرحت جسمي بدون داعٍ جروحاً طفيفة بحجة أنها ليست قتلاً سريعاً للنفس ؟ ثم إن موضوع الأدوية مختلف تماماً، فرغم أعراضها الجانبية الضارة جداً للجسم إلا أن الامتناع عنها بالنسبة لمن يتناولها من المرضى قد ينتج عنه ضرر أكبر بكثير من أعراضه الجانبية، لذا فإن منظمة الغذاء و الدواء الأمريكية إذا ثبت في أبحاثها الطبية أن دواء ما ضرره بنفس فائدته أو ضرره يفوق فائدته فإنها تمنعه من الأسواق فوراً أرجو أن توضح لي هذه النقطة و بارك الله فيك
آحمد صبحي منصور
شكرا على سؤالك .
منع الضرر ليس من مقاصد التشريع فى القرآن . الفقهاء السنيون هم الذين جعلوه هكذا ليمارسوا من خلاله تحريم الحلال وتحليل الحرام . مقاصد التشريع مذكورة نصّا فى القرآن الكريم ، وسننشر بحثا عنها بعون الله جلّ وعلا. وتقدير الضار والنافع أمر نسبى ، ومن حق أى إنسان أن يمتنع عن تناول أى شىء حتى لو كان نافعا ، ولكن دون أن يفتى بحرمته . ومن حق التشريع البشرى أن يمنع أو يحظر وأن ينظم تناول شىء ما فى إطار الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى نظام للشورى ، ولكن دون النّص على تحريمه .
اجمالي القراءات 9987