التدرج فى الدعوة

آحمد صبحي منصور في السبت ٠٨ - أكتوبر - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
المواطن المصرى البسيط يحب التدين و لا يقبل ان تقول له صراحة انه على خطأ فى معتقداته فينقلب عدو لك ـ و كذلك الحال بالنسبة لما يسمون أنفسهم الإسلاميين ..لقد نشرت أول حلقات برنامج فضح السلفيه عندى فى الفيس بوك و تعرضت لهجوم قاس و حاد و أتهمونى بالكفر فقررت ان ألعب معهم بنفس طريقتهم بالتدرج فى الدعوة واستمالتهم شيئا فشيئا ، وأشكك فى مصداقيتهم من خلال ما يعتقدون انه سيرة الرسول عليه السلام. ماذا تنصح على ان أفعل يا دكتور أحمد؟؟ انا عندى أكثر من 3600 شخص على الفيس بوك فى قائمة الأصدقاء و ما أنشره يراه أكثر من مائة ألف و يزيد... بنيت جسرا من الثقة و الإحترام بينى و بينهم و أحاول ان أفضح تصرفات السنيين بطريقه مخففه ومتدرجة حتى لا يتم إتهامى بالكفر و يصبح كل هؤلاء أعداء . و قد غيرت الكثير من أفكار بعض الشباب الذى بطبيعته لا يسمع و لا يقرأ.... هم يحسبوننى مسلم سنى ولا يعتقدون اننى من اهل القرأن,
آحمد صبحي منصور

أنت فى مقتبل العمر ، ولو افترضنا انك ستعيش ألف عام وتتبع طريقة التدرج فلن تفلح ، سيظل من يتبعك ـ لو حقا اتبعك ـ سائرا فى الطريق الرمادى بعيدا عن الحق وصديقا للباطل. الحل الناجح هو الطريق المستقيم المباشر ، هو منهج القرآن فى الدعوة ، أى أن تقول أو تجهر بالحق كله دفعة واحدة ثم تتحمل رد الفعل من سب وشتم وتكفير واتهام بالباطل . يتحقق بهذا المنهج التالى 

أولا : الحصول على أجر الدعوة ثم أجر الصبر على الظلم والاتهامات الباطلة .

ثانيا : أقمت عليهم حجتك فى الدنيا وستكون شهادتك عليهم يوم القيامة ،أى ستكون من الأشهاد عليهم يوم القيامة .

ثالثا : ليس من مسئوليتنا أو من مسئولية النبى نفسه هداية الناس ، ولكن فقط تبليغ الدعوة . الهداية مسئولية شخصية ومن اهتدى فلنفسه ومن ضل فعليها. وبالتالى فأنت تأخذ أجرك بمجرد القول ، وليس مهما إن أعرض الجميع أم آمن الجميع .

رابعا : طبقا للقرآن الكريم فإن الكافر مهما بلغ عناده فإنه لو سمع الحق تركز الحق فى داخله ، ولا يمكن أن ينساه فقد تم حفره فى قلبه. يقول جل وعلا ( كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ  ) ( الحجر 12 : 13  ) (كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ ) ( الشعراء 200 : 201  )،ولكن عناده يدفعه الى أن يجحد الحق وأن يعلو صوته بالتكذيب ليقنع نفسه أنه على الحق .(قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)( الانعام 33 ) (  وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ) ( النمل  14 ) .

أخيرا 

أنصحك أن تنشر بكل ما استطعت برنامج فضح السلفية وبقية المقالات الهامة ، ولو تحت رابط جديد وتحت اسم جديد . وفى النهاية ستجد كثيرين من الباحثين على الهداية ، وأولئك يستحقون أن نتعب للوصول اليهم . لقد منّ الله جل وعلا عليك بنعمة التكنولوجيا الانترنتية كما منّ علىّ بنعمة البحث القرآنى ، فلنتعاون سويا فى سبيل الله جل وعلا... 

اجمالي القراءات 10653