السلفيون والقرآنيون

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٢٩ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
وأصدرت لجنة الحريات الأمركية تقريرها اليوم ، بأن حكومة الثورة أغفلت دور القليات وتعرضوا فى ظلها للعنف وفشلوا فى حمايتها خاصة القرآنيين والشيعة والصوفيين والبهائين ، ما تقييمك لهذا التقرير وهل ترى ان حكومة الثورة فشلن فى حمايتكم ولم تقدم لكم شئ واذا كان ذلك ما تصرفكم فى الفترات المقبلة وكيف ستخاطبوا حكومة الثورة بعد ذلك --
آحمد صبحي منصور
أولا : ليس لنا أن تعلّق على تقارير لجنة الكونجرس للحريات الدينية سوى بالشكر والامتنان ، شأن المظلوم  الذى يعانى من ظلم أهله والأقربين ، ويتلقى التمنيات الطيبة من غرباء يطالبون برفع الظلم عنه .

ثانيا : تقارير الحرية الدينية محايدة  ، وتحاول الوصول الى الحقيقة من خلال مصادرها ـ وتعطى صورة متوازنة موضوعية فيها السلبيات والايجابيات من قراءة تتابع الواقع المعاش . وهنا لا تختلف تقارير لجنة الحرية الدينية فى  الكونجرس أو المفوضية الأمريكية للحرية الدينية فى العالم ، وهى مؤسسة حكومية رسمية مختصة ، ولقد شرفت بالعمل فيها باحثا  لمدة عام  كتبت لهم بحثا بعنوان ( حرية الفكر بين الاسلام والمتطرفين )

ثالثا : إذا كان ثمة خطأ  فهو الذى يحدث من تجاوزات ، وأشارت اليها تلك التقارير . والأولى المباردة بعلاج الخطأ  وليس الاستمرار فيه وانتقاد من يتطوع بكشفه وتقديم النصح . ولنتذكر أن ما تقوم به تلك المنظمات الحقوقية هو تطبيق لمبدأ إسلامى رفيع أهملناه أو أسأنا تطبيقه وهو (الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ). ومن أسف أن يقوم بها الغرب و يرفضها المسلمون.

رابعا : معاناة من يطلق عليهم اعلاميا بالقرآنيين مستمرة فى ظل الفلتان الأمنى و سيطرة البلطجية  السلفية .

خامسا : لسنا فقط  وحدنا ضحايا البلطجة السلفية ، هناك الشيعة والصوفية  والأقباط والبهائيون و العلمانيون و الأدباء الذين تطاردهم الاتهامات بالكفر ، بل و بعض رموز السلطة مثل د يحيى الجمل والمفتى . فالسلفيون منحوا أنفسهم دور الله جل وعلا وجعلوا أنفسهم وكلاء عنه جل وعلا ، وكل من يخالف عقيدتهم يطاردونه بالتكفير و دعاوى الحسبة و الشكوى امام النائب العام ، وهو نوع معروف من الارهاب آن له أن يختفى من مصر فى عهدها الجديد.

سادسا : من هنا نطالب بتشريع حاسم جازم يمنع التدخل بأى حال من الآحوال فى حرية الرأى و الفكر و العقائد إلا بالرد على الحجة بالحجة . وألا تكون المحاكم ساحة لتصفية الخلافات الفكرية و العقائدية ، لأن  تدخلها لا يعنى سوى الانحياز ، فالقاضى لا بد ان يحكم فى قضية الرأى طبقا لرأيه الشخصى مع هذا أو ضد هذا ، فيكون قاضيا وحكما فى نفس الوقت . ولو كان السلفيون يؤمنون فعلا بالقرآن الكريم لأرجعوا الفصل فى الاختلافات الفكرية والعقائدية لله جل وعلا وحده يوم الدين كما تؤكد ذلك آيات قرآنية عديدة.

كما نطالب بتشريع حاسم جاسم يحرّم ويجرّم استخدام المساجد فى الدعاية الدينية والسياسية لأن فى هذا امتهانا للمسجد و وامتهانا لدين الاسلام العظيم واتخاذه مطية لآغراض دنيوية ومصالح شخصية . ومن يفعل هذا فقد أجرم فى حق الله جل وعلا ودينه العظيم .

سابعا : إن تقليم أظافر السلفية وتحجيم خطرهم أمر ميسور جدا لو أتيحت لأهل القرآن الرد عليهم من خلال وسائل الاعلام خصوصا المرئى منها . عندها سيعلم الجميع أن السلفية مجرد أنياب وأظافر وحناجر بلا علم ولا هدى ولا كتاب منير.

أخيرا : نقدّر ونثمّن دور المجلس العسكرى فى قيادة الوطن فى نلك الفترة الحساسة ونتمنى أن يسارع بازالة كل المتاريس التى تعوق حرية الرأى والفكر والابداع و تنال من الحرية الدينية فى الدعوة وفى اقامة الشعائر دون أن يفرض احد رأيه او معتقده او دينه على الآخرين .    )

اجمالي القراءات 13095