الانتحار

آحمد صبحي منصور في الأحد ٢٤ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
هل يتساوى قتل النفس مع قتل الآخَر ؟ و لماذا؟ هل هناك أي ذكر لفكرة الانتحار في القرآن ؟ هل الاعتقاد بأن المنتحر يُخلد في نار جهنم اعتقاد صحيح ؟ و أخيراً ، ما هو تصوركم لحساب المنتحر بسبب يأسه من الحياة في موقفه يوم الحساب؟ كيف يتم سؤاله ؟ و كيف يجيب ؟ و كيف تتم إدانته ؟
آحمد صبحي منصور
المنتحر الذى يقتل نفسه ظلما وعدوانا مثل من يقتل نفسا أخرى مسالمة، جزاؤه الخلود فى النار.يقول تعالى ينهى عن الانتحار (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا ) ( النساء 29 ـ 30). المنتحر عدوانا وظلما هو الذى يختار الانتحار لسبب دنيوى يستطيع قهره اذا تمسك بالحياة ، هنا يكون قد تعدى على حق نفسه فى الحياة و ظلم نفسه. هناك من ينتحر لتاكده من أن مصيره القتل بيد أعدائه ، كمن يقع فى يد مجرمين يعرف أنهم لن يتركوه حيا ويريدون استخلاص معلومات منه بالتعذيب ثم يقتلونه بعدها ، وطالما تاكد انهم سيقتلونه لامحاله فالتخلص من حياته أيسر عليه وهو افلات من كيد أعدائه. إن الذى يعرف سريرته هو الله تعالى وهو جل وعلا الذى يحكم على حقيقة مشاعره واختياره. وهناك من يقتل نفسه قاصدا قتل المعتدين ويفعل ذلك دفاعا عن المستضعفين المعتدى عليهم ، هنا يكون مجاهدا اذا قصد بذلك وجه الله تعالى ، وعلى العكس هناك من يفجر نفسه ليقتل المدنيين الأبرياء فهو هنا مجرم قاتل لنفسه وللآخرين. والناس جميعا سواء فى الحساب أمام الواحد القهار الذى يعلم خائنة العين وما تخفى الصدور. نحن نحكم بما نعلم وهو علم ظاهرى سطحى ، أما الواحد القهار فهو الذى يعلم السر وأخفى. وهو الذى يعرف نية المنتحر، وهل وقع تحت ضغط مرض نفسى أفقده الاختيار والتمييز الصحيح أم أنه اختار الانتحار قرفا ويأسا وعجزا عن مواجهة مصاعب الحياة التى يواجهها غيره بصدر رحب ..وفى النهاية فكل البشر سيكونون يوم القيامة إما أولياء الله تعالى أصحاب الجنة وإما أولياء الطاغوت أصحاب النار، بغض النظر عن كيفية موتهم.
اجمالي القراءات 94529