حبيبى مسيحى !!

آحمد صبحي منصور في الأحد ٠٤ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
تقابلنا بمحض الصدفة ، وتعرفنا وتقاربنا ، وانبهرت بأدبه وأخلاقه ، وأحببته جدا ، وعندما جاء حديث الزواج رأيته يتردد ، وأخيرا صارحنى بأنه مسيحى ، فطلبت منه أن يغيّر دينه ويسلم لكى يتم زواجنا فرفض خوفا من أبيه وأهله ، وتشككت فيه لكونه أخفى عنى انه قبطى فقال انه عرفنى باسمه بالكامل ، فقلت له ان اسمه لا يدل على انه قبطى او مسلم ، فقال لى انه قرأ لكم وانت عالم من الازهر انه يجوز للمسلمة ان تتزوج من مسيحى او حتى يهودى ..فهل هذا صحيح ؟ أرجو الاسراع بالاجابة لاننى على وشك الجنون
آحمد صبحي منصور

 

نعم ، يجوز للمسلمة أن تتزوج رجلا من أهل الكتاب طبقا لنصّ الآية الثالثة من سورة المائدة ، وهى التى أحلت أكل الطعام للفريقين والتزاوج من الفريقين على مبدأ المساواة .

أما الآيات التى تحرم الزواج من المشركين والكافرين رجالا ونساءا فهى مقصورة عن حالة الحرب واعتداء المشركين على المؤمنين ومطاردتهم، وسبق توضيح ذلك فى بحث عن التبرى والتولى من خلال سورة ( الممتحنة ).

والمسلم هو المسالم حسب سلوكه ولا شأن بعقيدته سنيا شيعيا صوفيا مسيحيا بوذيا ملحدا علمانيا . المهم ان يكون مسالما أو أن تكون مسالمة . فطالما كان مسالما وهى مسالمة مثله يحل زواجهما.

وبالتالى هناك الجناح العسكرى للتعصب والتطرف ـ كالارهابيين ـ من ابناء لادن ، وهم بالقطع حرام التزوج منهم او تزويجهم .وهناك متعصبون متطرفون يجعلون التعصب والتطرف اساس حياتهم ويدعون الناس اليه ، هؤلاء  يحرم الزواج منهم او تزويجهم .

من الممكن فى ظل الاحتقان الطائفى فى مصر أن يكون تقربه منك مؤامرة تمهد لاقناعك بالتنصر . طبعا من حقك اختيار دينك وتغييره وأنت مسئولة عن ذلك أمام الله جل وعلا يوم القيامة ، ولكن طبقا لثقافة التعصب الدينى فى مصر فقد قسم المتعصبون من الطرفين الشعب المصرى الى معسكرين متعاديين : مسلم ومسيحى ، وهما فى تواجههما مع بعضهما يحرص كل فريق على كسب أفراد من الجانب الخصم ، المسيحيون يقومون بالتنصير ويهللون للمسلم الذى يتنصر ، المتطرفون المسلمون يبذلون طاقتهم فى جعل المسيحيين يعتنقون الاسلام . والفتيات هن الجانب الأضعف هنا وهناك ، ومن السهل خداعهن بالحب و الزواج خصوصا مع انتشار العنوسة وتعقيدات البابا فى موضوعات الزواج الثانى  والطلاق . من هنا يصبح تنصير المسلمات و أسلمة المسيحيات من أهم علامات الحرب المعلنة بين المتطرفين المسلمين والمتعصبين الأقباط، وفى خضم هذه الحرب أصبحت السلطة للمجتمع القبطى والكنيسة وليس للفرد القبطى وحريته الدينية وحريته أو حريتها فى أن تتزوج من تشاء . ونفس الحال هيمنت أمن الدولة والأزهر على الجانب المسلم ، ويا ويلها التى تفكر فى الزواج من مسيحى أو من يرتد أو ترتد عن الاسلام .

أخشى من تسلله اليك حاملا تلك الثقافة .

وقد يكون مخلصا فى حبه ورغبته فى الزواج بك ، مع تصميمه عى الاحتفاظ بدينه .

عليك وزن الأمور بدقة ، وهل انت على استعداد لمواجهة المشاكل المترتبة على هذا الزواج الذى يتحدى مشاعر الملايين ـ خصوصا لو وصل العلم به للاعلام والرأى العام ؟

وقبل هذا  .. هل تثقين فيه زوجا شهما لا يتخلى عنك فى الشدائد ويستحق التضحية والخروج عن اهلك بسببه ؟

أرجو التروى والتأكد منه ومن كل الظروف .

من السهل اعطاء الحكم الشرعى بجواز زواجك منه طالما كان مسالما ..ولكن ظروفنا المعقدة وسيطرة حمى التطرف والتعصب جعلت من الحلال المباح خطيئة تستوجب عند المتطرفين والمتعصبين سفك دماء الابرياء ، حتى من بناتهم وأولادهم .

ولا حول ولا قوة إلا بالله جل وعلا.

اجمالي القراءات 30676