عازفة عن الزواج

آحمد صبحي منصور في الأحد ٠٤ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : يا دكتور انا اعاني من محنة كبير ة ، أنا يادكتور لدي عقدة من الزواج ولا اثق بالرجال كقوامين وحماة ، بسبب الظلم الذي وقع علي وعلى والدتي وإخوتي من أبي ، فقدت الأمان مع ابي فكيف اثق بالغريب ، أبي يصرح بكرهه لنا في كلامه وتصرفاته وإهماله، وأنا رغم حنيني للزواج إلا انني واثقة من نفسي بأنني سوف اظلم هذا الزوج ،وخصوصا في حق الفراش ولولا خوفي من الله لما رفضت الخطاب وهاهو عمري يجري وأنا على مشارف الثلاثين وانا حزينة على نفسي لأنه لا سند لي من الرجال . هل قراري في الامتناع عن الزواج صائب يادكتور شرعا،قررت أن أشغل نفسي في سلك التدريس والتربية أتعبد بذلك لله . أرجوك لا تهمل رسالتي وجزاك الله خيرا كثيرا
آحمد صبحي منصور
 
إبنتى العزيزة
الزواج من المباحات ، وليس فرضا يأثم من يعرض عنه .
وبذلك فكلامى معك هنا لا شأن له بالفقه ، والفرض والحرام .
ولكن أتكلم معك كوالد يحرص على مستقبل إبنته وسعادتها وتوازنها النفسى .
من الواضح انك متعلمة مثقفة ومؤمنة ، وتعرفين أنه لا تزر وازرة وزر أخرى ، ولا يصح عقلا ولا عدلا أن تؤاخذى الرجال كلهم ،أو أن تؤاخذى زوجك بما فعله أبوك معكم. ففى الرجال كما فى النساء أشرار وأخيار وما بين بين .
قد يستغنى الرجل عن الزواج بما يعطيه المجتمع الذكورى عندنا من تسهيلات ومميزات يحرمها على المرأة ، بل حتى فى المجتمع الغربى لا يجد الرجل مشقة كبرى فى الحياة بدون زواج حيث الحرية متاحة للذكر والأنثى على السواء ، ومع ذلك تعانى المرأة الغربية فى شيخوختها لو بقيت عزباء أكثر من الرجل فى نفس الحال.
المرأة هى رحم الوجود الانسانى ، وقد هيأها الله جل وعلا جسديا ونفسيا وعقليا لتكون الزوجة والأم ، وبتأديتها لهذا الدور يتحقق توازنها النفسى وتحقق سعادتها ورضاها عن نفسها . أتذكر ونحن فى مرحلة الدراسات العليا للدكتوراة زميلة لنا كانت تكبرنا ولا تزال تعمل فى رسالة الماجيستير بينما سبقتها زميلاتها وحصلن على الدكتوراة ، وكانت تفخر عليهن بأنها تزوجت وأنجبت طفلين ، وتفرغت لهما ولبيتها ، ثم عندما وجدت وقت فراغ مناسبا عادت لعملها العلمى ولوظيفتها معيدة ، وكانت أكثر شبابا وحيوية وتتألق ابتساما وسعادة حين تتحدث عن ولديها وبيتها ، بينما زميلاتها السابقات لا زلن عوانس ، زحفت بشائر المشيب لرءوسهن ، ولا تفارق التكشيرة وجوههن .كانت تقول : مهما تأخرت عن زميلاتى فمصيرى بعد عشر سنوات أن أكون أستاذة مثلهن ولكن سأفرح بزواج أولادى وأنا أستاذة .
ابنتى
طالما عايشت الظلم فلا أتصور أن تظلمى زوج المستقبل ، وطالما عايشت الصبر على ظلم أبيك فيمكنك أن تصبرى على زوجك فى سبيل أن تتكون لك أسرة تكونين  أساسها وعمادها . وعندما تبلغين الشيخوخة ستجدين حولك احفادك وحفيداتك يضيئون ليلك ونهارك ويؤنسونك فى الوحدة التى يعانى منها غيرك فى خريف العمر.
وفقك الله ورزقك بزوج صالح وأسرة سعيدة
عمك أحمد   
 
 
اجمالي القراءات 13733