آحمد صبحي منصور
في
الأربعاء ٠٣ - أبريل - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
إجابة السؤال الأول :
مصطلح (شخص ) جاء مرتين فى القرآن الكريم فعلا وليس إسما ، وبمعنى مختلف ونُطق مختلف عن ( شخص ) فى إستعمالاتنا العادية . نتعرف عليهما من قوله جل وعلا :
1 ـ (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) ابراهيم )
2 ـ ( وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ (97) الانبياء).
العين حين تشخص يعنى ان تنظر فى ثبات نحو شىء معين بسبب الرعب والخوف . هذا للكافرين فقط يوم القيامة .
إجابة السؤال الثانى :
1 ـ لا هروب من الموت ، وليس فى الموت ألم . لحظة الاحتضار هى سكرة أو إغماءة يدخل فيها من يموت الى عتبة البرزخ ، ويرى ملائكة الموت إما تبشره بالجنة إن عاش مؤمنا تقيا ( أى من اولياء الله ) أو تبشره بالجحيم إن عاشر عاصيا كافرا ( أى من أولياء الشيطان ). فالناس نوعان عند لحظة الاحتضار .
2 ـ أيضا فالناس نوعان وهم أحياء :
2 / 1 : نوع يرجو لقاء الله ، ويتحسب لليوم الآخر ، بأن يؤمن بالله جل وعلا وحده لا شريك له ، ودون تقديس لبشر ، ويؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا ، ويعمل الصالحات ويعبد الله جل وعلا مخلصا له الدين . يتعرض لابتلاءات فيصبر مستعينا بالصلاة راجيا رحمة ربه ، وهو مطمئن أن الله جل وعلا لا يضيع أجر من أحسن عملا ، وان جزاء الاحسان ليس سوى الاحسان . مثله كمثل الطالب الذى إجتهد مستعدا للإمتحان ، لذا هو فى شوق ليوم الامتحان ، مثله أيضا مثل الذى إدّخر طول عمله رصيدا فى البنك لينفعه عند التقاعد ، فهو ينتظر وقت التقاعد لينعم بما إدّخر . وهناك من يتعرض للأذى والظلم وهو مؤمن يتقى ربه ، وينتظر الإنصاف من ربه جل وعلا ( يوم التغابن ) أى رفع الظلم وإنصاف المظلومين . هذا الصنف لا يخاف الموت أبدا . بل ينتظره شوقا .
2 / 2 : الصنف الآخر الغافل عن يوم الدين ، الذى إستغرقته الدنيا بصراعاتها وتنافساتها ، يلهث جريا وراء متاعها القصير ، يرتكب أى جريمة ليحوز على المال ، يحسب أن ماله أخلده . طالما هو فى عنفوانه لا يتذكر الموت . هذا يرهب الموت إذا إقترب منه ، ويدرك فى النهاية أن لا مفرّ ولا مهرب من حتمية الموت ، وإنه سيموت كما مات من قبله وكما سيموت من بعده . عند الاحتضار سيصرخ حيث لا يسمعه الأحياء حوله ، يطلب الرجوع الى الدنيا ليعمل صالحا ، ولكن لا فائدة . قال جل وعلا :
2 / 2 / 1 : ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) المؤمنون )
2 / 2 / 2 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11) المنافقون ) ..
عن تلك الأسئلة وصاحبها أقول :
هذا نموذج من الذين لا يقرأون لنا ، ويستسهلون إرسال أسئلة سبقت الاجابة عليها . يرهقوننا ونحن وقتنا ضئيل وجهدنا كليل. مللتُ منهم . لن أرد عليهم .