فى مرية من لقائه

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٠٩ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
ارجو معرفة معني اية 23 من سورة السجدة ( فلا تكن في مرية من لقاءه) جزاك الله خيرا
آحمد صبحي منصور
أهلا ، وكل عام وانتم بخير.
يقول جل وعلا :( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلا تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ)
الضمير فى كلمة ( لقائه ) لا يرجع الى موسى و لكن للكتاب ، أى فلا تكن فى شك من لقاء الكتاب الذى إنزل على موسى ، وهذا الكتاب جعله الله جل وعلا هدى لبنى اسرائيل .
السؤال الهام هو معنى أن محمدا عليه السلام سيلقى الكتاب الذى أنزل على موسى .
ومعنى ألا يكون محمد فى مرية وفى ريب من لقائه بهذا الكتاب الذى انزل على موسى .

بايجاز نقول الاتى :
1 ـ كلمة ( لا ريب ) وما يدل على معناها تأتى فى شيئين فقط هما الايمان بالكتاب السماوى والايمان باليوم الآخر . وهذا ما تكرر فى القرآن الكريم، ومنه:(ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) ( البقرة 2 ) ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) ( الشورى 7 )
2 ـ يوم القيامة عند الحساب و الميزان يوضع كتاب اعمال الشخص فى كفة ، ومقابله الكتاب السماوى ألأصيل (أم الكتاب ) فى كفة أخرى : ( وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ)( الأعراف 8 : 9 )أى فالخاسر هو الذى ظلم نفسه بكفره بآيات الله جل وعلا فى كتبه السماوية .أى (خفّ ) عمله فى الميزان ولم يثقل فى مقابل كفة الكتاب السماوى . وهذا الكتاب السماوى الأصيل هو كل ما نزل للأنبياء و المرسلين ، وسيكون باللغة العالمية المعنوية للبشر جميعا يوم القيامة حيث سيتخاطبون بالنفس وليس باللسان ، وحيث يتم تقييم الأعمال وخطرات الايمان بلغة المشاعر الموحدة بين الناس جميعا مهما إختلفت ألسنتهم التى كانت فى الدنيا.
3 ـ المحصلة النهائية أن محمدا سيلقى كتاب موسى الذى نزل هدى لبنى اسرائيل يوم الحساب ، وممنوع الشك أو الريب فى هذا اليوم .

والله جل وعلا هو الأعلم بالصواب

اجمالي القراءات 21928