طوبى / طوباك

آحمد صبحي منصور في السبت ١٠ - فبراير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
ما معنى ( طوبى ) فى سورة الرعد : ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) 29 ) الرعد ) وهل يصح أن يقال ( طوبى لفلان ) ؟
آحمد صبحي منصور

أولا :

( طوبى ) إسم من أسماء الجنة . فهى من ( طيّب ) . ووصف الطيب يأتى من أوصاف الجنة واصحابها . قال جل وعلا :

1 ـ عن الذين تتوفاهم الملائكة ( طيبين ) ، وهم المتقون الذين سيدخلون الجنة وتبشرهم ملائكة الموت بالجنة : ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) 32 ) النحل )

2 ـ وعن قول ملائكة الجنة وهى تستقبلهم على أبوابها تقول لهم ( طبتمم ): ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ) 73 ) الزمر )

3 ـ وعن المساكن الطيبة لأهل الجنة :

3 / 1 : ( وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) 72 ) التوبة )

3 / 2 : ( يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ  ) 12 ) الصّف )

4 ـ عن حياتهم الطيبة فى الجنة : (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) 97 ) النحل )

ثانيا :

1 ـ يجوز أن تدعو لنفسك ولغيرك بالجنة ، وأن تقول ( طوباك ).

2 ـ ولكن هذا الدعاء أُسىء إستخدامه . ونروى ما قاله الفقيه الملطى ( أبو الحسن محمد بن أحمد الملطى المتوفى سنة377هجرية، وهو صاحب كتاب "التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع ) ، وقد كان معاصرا للقرامطة الشيعة فى العصر العباسى . يقول الملطى عن القرامطة في كتابه إن المؤمن عندهم هو من يعتقد بفكرهم وتصوراتهم عن الله والأنبياء والأئمة واليوم الآخر. ومن لا يؤمن مثلهم يعتبرونه كافرا حلال المال والدم والعرض.

3 ـ ويقول الملطى عنهم: ( زعموا أن نساء بعضهم حلال لبعض وكذلك أولادهم, وأبدانهم متاحة من بعضهم لبعض لا تحظير بينهم ولا منع ،  فهذا عندهم محض الأيمان ، حتى لو طلب رجل منهم امرأة نفسها أومن رجل أو من غلام فامتنع عليه فهو كافر عندهم خارج عن شريعتهم ، وإذا أمكن من نفسه فهو مؤمن فاضل ، والمفعول به أفضل من الفاعل عندهم،  حتى يقوم الواحد منهم من فوق المرأة التي لها زوج فيقول لها: " طوباك يا مؤمنة ."!! ).

3 ـ أرجو عدم الابتسام . فما كان يفعله القرامطة فى العصر العباسى فعلته فى عصرنا ( داعش ) ، وفى نفس الأماكن تقريبا . الفارق إن داعش إستحلوا الاغتصاب بنساء غيرهم ، وجعلوه عبادة يتقربون بها لإلههم الشيطان . الشيطان لم يقدم إستقالته .!

اجمالي القراءات 1019