آحمد صبحي منصور
في
الخميس ٢٥ - يناير - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
أولا :
عن إقتراب الساعة لجميع البشر
قال جل وعلا :
1 ـ ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنْ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً (6) وَنَرَاهُ قَرِيباً (7) المعارج ).
2 ـ ( اقْتَرَبَتْ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) القمر )
3 ـ ( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) الأنبياء )
نزلت هذه الآيات من 14 قرنا . أى إقتربنا جدا من قيام الساعة .
ثانيا :
لا تتعجل :
1 ـ قيام الساعة : لأن الجيل الأخير من البشر الذى سيشهد قيام الساعة سيرى عذاب مذهلا . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) الحج ).
2 ـ إنتقام الواحد القهار جل وعلا من أكابر المجرمين : قال جل وعلا : ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) إبراهيم ) . أرجو أن تتدبر :
2 / 1 : ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً ) : إسلوب التأكيد الثقيل فى ( وَلا تَحْسَبَنَّ ) وكلمة (غَافِلاً). وقع هذا هائل ، ولا مثيل له فى القرآن الكريم .
ثالثا :
لا تغتر بمواكبهم وتقلبهم فى البلاد ، فهو متاع قليل ومأواهم جهنم وبئس المهاد .
قال جل وعلا : ( لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197) آل عمران ) كن ممّن قال عنهم ربك جل وعلا فى الآية التالية :( لَكِنْ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلأَبْرَارِ (198) آل عمران ) . ولتتذكر أن العمر قصير ويتآكل بسيرنا نحو الموت الذى لا مهرب منه .
رابعا :
قد يكون قد بقى على قيام الساعة ونهاية العالم عقود من الزمان أو قرون ، ولكن كل من مات ، وكل من سيموت تعود نفسه الى البرزخ حيث لا إحساس بالزمن ، وحين البعث يشعر أنه مات من ساعة أو يوم أو بعض يوم . قال جل وعلا :
1 ـ ( يَسْأَلُونَكَ عَنْ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)
النازعات )
2 ـ ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56) الروم )
خامسا :
بالتالى نفهم قوله جل وعلا للكافرين :
1 ـ ( قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46) سبأ )
2 ـ ( إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا ) (40) النبأ ).
هذا قيل للكافرين فى مكة وقت نزول القرآن الكريم . كان قد بقى لهم سنوات يعيشونها ، ثم الموت ، وعند البعث سيشعرون أنهم لبثوا ساعة أو بعض ساعة أو عشية أو ضحاها . يعنى كان أبوجهل وقتها قد بقى له عامان مثلا . بينه وبين البعث عامان وساعة أو بعض ساعة .
أخيرا :
يعنى :
1 ـ بقى للأحياء منا على قيام الساعة والبعث : ما تبقى لنا من عُمر مضافا اليه ساعة أو بعض ساعة . يسرى هذا على المستبدين واكابر المجرمين .
2 ـ لا تكتئب ، ولكن سارع بالتقوى وعمل الخيرات .