( فوائد ) الأحاديث !

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٠١ - نوفمبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
هل لا توجد فوائد للاحاديث على الاطلاق ؟ يعنى معقول نرميها كلها فى الزبالة . جهود آلاف العلماء فى جمعها وتصحيحها يبقى هباء منثورا ؟
آحمد صبحي منصور

1 ـ من الكفر أن تؤمن أن النبى محمدا عليه السلام قالها ، ومن الكفر أن تؤمن أنها وحى الاهى ، ومن الكفر أن تؤمن أنها جزء من الاسلام ولم يبلغه الرسول وتركه ليكتبوه بعده بقرون ويختلفوا فيه ولا يزالون . باختصار من الكفر أن تؤمن بالاسناد والعنعنة ( حدثنى  فلان عن فلان ). ليس هذا كفرا فقط بل هو تخلف عقلى أيضا .

2 ـ ولكن ما يقال فى متن الحديث يعبّر عن ثقافة عصره ، ويعكس أحوالهم الدينية والعقلية والاقتصادية ، ويأتى بخبراتهم الطبية والاجتماعية ، وينبىء عن آمالهم وعن إحباطاتهم . بهذا تكون الأحاديث مصدرا للتأريخ لعصرها الذى قيلت فيه . وتكون صادقة فى التعبير عنه ، وفى نفس الوقت هى مقطوعة الصلة بالنبى محمد عليه السلام وبالاسلام الذى لا مصدر له سوى القرآن الكلايم ولا حديث فيه إلا القرآن الكريم . نعيد التذكير بقول الله جل وعلا :

2 / 1 :( أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185)  الأعراف )

2 / 2 : (  وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50) المرسلات ).

2 / 3 : (تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9) مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئاً وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10) هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11)  الجاثية ). نرجو تدبر هذه الآيات الكريمة.

 3 ـ من أضاع عمره فى جمع وتنقية الأحاديث ليس مسلما . هو أنفق عمره فى خدمة الشيطان ، ينطبق عليه وعلى اتباعه قوله جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمْ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) الأنعام ). نرجو تدبر هذه الآيات الكريمة.

4 ـ من أضاع عمره فى جمع وتنقية الأحاديث ليس عالما مسلما لأن العالم المسلم هو من يتخصص فى القرآن ، وليس فى الأوهام .

5 ـ من أضاع عمره فى جمع وتنقية الأحاديث  قد أضاع عمره فى لاشىء ، فى تحصيل صفر كبير . من قرون وهم عاكفون على تقديس أوليائهم من أئمة الأحاديث وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعا . ينطبق عليهم قوله جل وعلا : (  أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً (102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً (106) الكهف ). نرجو تدبر هذه الآيات الكريمة.

6 ـ أولئك المعتوهون أضاعوا بلايين الناس فى كوكب المحمديين ، وجعلوهم متخلفين . بينما تقدم الغرب فى اكتشاف العالم وفى الاختراعات ظل هؤلاء ومعه البلايين فى كوكب المحمديين فى مدة قرون وهم فى تخلف واختلاف حول صحة هذا الحديث أو بطلانه .  

7 ـ تدبروا قوله جل وعلا عنهم :

7 / 1 : (  إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنظَرُونَ (162) البقرة )

7 / 2 : (   إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176)  البقرة )

8 ـ إن لم يتوبوا فعليهم لعنة الله جل وعلا والملائكة والناس أجمعين .  

اجمالي القراءات 2412