ثلاثة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الجمعة ١٣ - أكتوبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : فى آية الكرسى ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ والأرض ) ونحن نعيش فى الأرض ، فهل هذا معناه اننا نعيش فى كرسى الله جل وعلا ؟ السؤال الثانى : خالى الله يرحمه مات ولكن بعد مرض إتبهدل فيه جامد ، أمى بتقول إن ( عياه فرفط ذنوبه ) يعنى المرض الطويل والبهدلة اللى شافها فرفطت يعنى شالت ذنوبه ، يعنى ربنا غفر له . هل ده صح ؟ السؤال الثالث : واحد فى بلدنا كان فقير وغلبان وطيب مع ان حياته بؤس فانفتحت له طاقة ليلة القدر زى ما بيقولوا ، إشتغل خدام عند واحد ميلونير من الخليج ، خده معاه أمريكا يخدمه . والراجل مات هناك ، وصاحبنا رجع بلدنا مليان دولارات . اشترى أراضى وبقى أغنى واحد فى البلد ، وما بقاش طيب زى زمان . بقى طماع وبخيل ومؤذى يستخدم نفوذه فى أذية الخلق ، وبقى عمدة البلد ، والكل مرعوب منه لأن ظابط الأمن الوطنى فى المركز بيشتغل عنده تقريبا . الناس بتقول عليه فى السّر المثل اللى بيقول ( شبعة من بعد جوعة ) . انا فكرت فى المثل ده وسألت نفسى هل كل واحد فقير لما يشبع يبقى كده شبعة بعد جوعة ؟
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

كلمة ( كرسى ) تأتى بالمعنى المجازى لتدل على الحكم ، كأن تقول ( جلس على كرسى المملكة ) . وبنفس المعنى جاءت كلمة الكرسى مرتين فى  القرآن الكريم :

1 ـ عن حكم سليمان . قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ (34) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35) ص ).

2 ـ عن حكم الله جل وعلا وملكيته السماوات والأرض: (  اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَوَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)البقرة )

إجابة السؤال الثانى :

1 ـ ليس صحيحا أن طول المعاناة من المرض قبل الموت تكون سببا فى غفران الذنوب يوم القيامة . لا بد من توبة صادقة نصوح يقبلها الله جل وعلا من الانسان فى الدنيا ليكون بها الغفران يوم الحساب . التوبة المقبولة تكون :

1 / 1 ـ  بتصحيح الايمان ( الايمان بالله جل وعلا وحده لا شريك له فى الالوهية ، والايمان بالقرآن الكريم وحده حديثا ، والايمان باليوم الآخر كما جاء فى القرآن ) .

1 / 2 : الاعتراف بالذنوب والعزم على عدم العودة لها .

1 / 3 : إرجاع المظالم لأصحابها والاعتذار اليهم .

1 / 4 : تكثيف العمل الصالح ليُغطّى على العمل السىء ، فيتبدل الى حسنات .

2 ـ أى لا بد من وقت كاف لاصلاح ما فات ، وبناء عمل صالح يتم به تكفير السيئات . ومستحيل أن يحدث هذا فى وقت قصير قبل الموت .

إجابة السؤال الثالث :

1 ـ الله جل وعلا يبتلينا بالشّر وبالخير فتنة وإختبارا لنا ، وهو جل وعلا يبسط الرزق لمن يشاء ويقدره أى يقلله لمن يشاء . والمال بالذات أكبر إختبار للبشر . كل إنسان يتمنى ويسعى لأن يكون أثرى شخص فى العالم ، ولكن هذا لا يتحقق للجميع ، من الناس من يعيش فقيرا طيلة حياته ، ومنهم من يكون بليونيرا ثم يفقد ثروته ويصبح مديونيرا ، ومنهم من يتقلب بين فقر معتدل وثراء معتدل . فى إختبار وإبتلاء المال بالذات تختلف المواقف ، هناك من يصبر ويشكر سواء إغتنى أو إفتقر ، وهناك من يغتر ويبخل إذا إبتلاه الله جل وعلا بالثروة ، أى يكفر بالنعمة ، فإذا فقدها إنقلب ساخطا كافرا بربه جل وعلا . الحقيقة الكبرى إن متاع الدنيا مؤقت وقليل ، وننحن فى حياة تسير بنا نحو الموت . وبالموت نترك كل شىء ، ولا يبقى لنا سوى كتاب أعمالنا . وإن كان خيرا فالخلود فى الجنة ، وإن كان شرا فالخلود فى النار . وهذا ما يجب أن نتنبه اليه ونعمل له .

2 ـ بدلا من المثل الشعبى الهابط الحاقد ( شبعة من بعد جوعة ) تدبر قوله جل وعلا :

2 / 1 : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) الأنبياء  )

2 / 2 : ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) الحديد   )

2 / 3 : ( قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39) سبأ   )

2 / 4 : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (37) فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (38)  الروم   )

2 / 5 : ( اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ (26) الرعد   )

2 / 6 : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) الحج   )

2 / 7 : ( فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) الفجر  ).

 3 ـ اللهم إجعلنا من الفائزين فى إبتلاء الدنيا : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)  آل عمران )

ودائما : صدق الله العظيم .!!

اجمالي القراءات 1881