حماية موسى من فرعون

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٠٦ - أكتوبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
مرحبا يا سيد الدكتور صبحي منصور، سؤال يطرحه بعض منتقدي الأديان ومنها الديانات الإبراهيمية، رغم هيمنة فرعون، كيف سمحت القوات الموالية لفرعون لبني إسرائيل بالفرار، ثم اضطر فرعون وقواته لمطاردتهم؟ أي أنهم يقولون إن هروب جميع سكان بني إسرائيل بوسائل ووسائل الحياة مهمة تستغرق وقتا طويلا ، وقبل أن يبدأ بني إسرائيل في التحرك ، كان لدى القوات الموالية لفرعون الوقت لمنع بني إسرائيل من التحرك. سمعت أن أحد الناس، الذي يبدو أنه مسلم صوفي وربما مهتم بالمسلمين الصوفيين، قال إن هناك سببين لذلك: الأول هو أنه كان هناك أشخاص في جيش فرعون وقوات موالية لفرعون كانوا يؤيدون أعمال موسى وبنو إسرائيل كانوا يغادرون مصر وكانوا يساعدون موسى وبني إسرائيل سرا وخطة الخروج. يبدو الأمر كما لو أنه يستشهد بكلماته أنه ورد في القرآن أنه كان هناك شخص مؤمن بعائلة فرعون يدعى مؤمن الفرعون. ويبدو أن السبب الثاني يقول أنه ربما سمحت فرعون نفسها أولا لبني إسرائيل بمغادرة مصر ، لكنه ندم على ذلك وذهب وراءهم . لكن بشكل عام ، لدى بعض العلماء وبعض العقلانيين مشكلة مع قصة القرآن والتوراة هذه حول الخروج من مصر ، كيف أن القوى الموالية لفرعون قبل البدء ، لم تمنعهم حركة بني إسرائيل من بدء حركتهم لمغادرة مصر؟ بالنظر إلى أن مصر كانت تحت حكم فرعون ، فهل كان من الغريب أن تفاجأ بحركة بني إسرائيل؟ وسؤال آخر يطرحونه هو لماذا لم يقبض فرعون على موسى؟ أو، على سبيل المثال، لماذا لم يعتقل هارون؟ ويقولون إن هذه القصة غير منطقية ، لذلك وفقا لهم ، فإن التوراة والقرآن قد رويا قصة غير منطقية ما هو ردك على اعتراضات النقاد الدينيين على قصة فرعون والإسرائيليين في القرآن؟
آحمد صبحي منصور

 أولا : كانت هناك حماية إلاهية لموسى وهارون . جاء هذا فى حوار مع رب العزة جل وعلا :

إقرأ :

1 ـ ( قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) طه )

2 ـ (  قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (33) وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (34) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنْ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ (35) القصص ).

ثانيا : رأى فرعون وقومه عذابات جُزئية حلت بهم ، لم يستطيعوا لها منها ، وعرفوا أنها من رب موسى وهارون . قال جل وعلا : ( وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130) فَإِذَا جَاءَتْهُمْ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (131) وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ (133) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمْ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمْ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ (135) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) الاعراف )

ثالثا : كانت التوجيهات الالهية تأتى لموسى ، ومنها عند تسلله بقومه . قال جل وعلا : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56) فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60) فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ (66) الشعراء ).

رابعا : أراد فرعون قتل موسى فتصدى لفرعون أمير فرعونى أخذ يعظهم . تآمروا عليه فأنجاه الله جل وعلا منهم ، وأغرق فرعون وآله . قال جل وعلا :

1 ـ ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ (26) وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ (27) وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّي اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) غافر)

2 ـ ( فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) غافر).

أخيرا

نعيد التدبر فى :

1 ـ قوله جل وعلا لموسى وهارون : ( إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) طه )

2 ـ قوله جل وعلا : (  فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ (66) الشعراء )

اجمالي القراءات 984