أربعة أسئلة

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٠٤ - أكتوبر - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
السؤال الأول : عندي سؤال ان سمحت لي ، في فكركم النير هناك الهدم و البناء ، هدم الفقه القائم على الوحي الشيطاني البشري و التدبر لاستنباط فقه قائم على الوحي الالهي في القرآن الكريم وحده ، فهل نسميه فقه قرآني مثلا على نمط الفقه السني او الشيعي ، ام إجتهاد قرآني ، ام تفضل ان نسميه تدبر قرآني كمصطلح قرآني أصيل ؟ السؤال الثانى هل هناك فرق بين ( يخرون للأذقان ) و ( يخرون على الأذقان ) ؟ السؤال الثالث : لم نكن نعانى من الاضطهاد ، ولكن من الفقر وضيق الحال فاضطررنا للهجرة ، والآن نشتغل بكل استطاعتنا لنعيش . هل هجرتنا فى سبيل الله ؟ السؤال الرابع : أنا مغرمة بمشاهدة برامج الطبخ والطب على السوشيال ميديا . ولاحظت أن برامج الطبخ فى الخارج تقوم بها نسوان عواجيز من غير كلام ، وأحيانا بنات جميلات شبه عاريات وبدون كلام . اما فى البرامج العربية والمصرية فالتى تقدم الطبخة تظل ترغى وتصلى على النبى وتصدعنا مع ان ما تقدمه ليس عبقرية ومعظمه معروف ، والغريب ان المثقفين بتوع الطب والسياسة ايضا لازم يصلوا على النبى . طيب أنا مالى بالصلاة على النبى وانا مسيحية أو علمانية . عايزة تعليق حضرتك .
آحمد صبحي منصور

إجابة السؤال الأول :

نحن نلتزم بالمصطلحات القرآنية . ونقول : تدبر قرآنى . والتدبر القرآنى واجب على كل من يمتلك أدوات الرسوخ فى العلم القرآنى . 

إجابة السؤال الثانى

لم يأت فى القرآن الكريم ( يخرون على الأذقان ). الذى جاء فى القرآن الكريم : ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً (109) الاسراء ). المعنى هنا ( يخر للأذقان ) يعنى أن يكون السجود مع النظر الى الأعلى . أما ( يخرُّ على الأذقان ) فيعنى أن تكون العينان الى أسفل . هذا مفهوم من قوله جل وعلا : ( وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً (73) الفرقان ).

إجابة السؤال الثالث :

الأوامر نوعان :

1 ـ نوع إختيارى : تركه ليس حراما مثل قوله جل وعلا : ( فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ  ) (3) النساء ). ومنه قوله جل وعلا فيما يخُصُّ موضوعنا : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) الملك ) . لك أن تهاجر فى سبيل الرزق بحثا عن وضع أفضل ، ولك أن ترضى بوضعك فى بلدك وتصبر .

2 ـ نوع إلزامى ، منه ما يخصُّ موضوعنا الهجرة فى سبيل الله جل وعلا المفروضة على القادرين على الهجرة ويقاسون من الاضطهاد فى الدين . إن لم يهاجروا فمصيرهم للجحيم . قال جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً (99) النساء ). والذى يهاجر فى سبيل الله جل وعلا يجد صعوبات ويجد بعدها سعة وفرجا ، قال جل وعلا فى الآية التالية : (  وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (100)  النساء ). فهذا وعد الله جل وعلا لهم : حسنة فى الدنيا وجنة فى الآخرة ، هذا إذا صبروا وعلى ربهم جل وعلا توكلوا . قال جل وعلا :  (وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (42) النحل )

إجابة السؤال الرابع

لا ننكر أن السوشيال ميديا أصبحت مؤثرا هائلا فى حياتنا ، وعلى مستوى العالم ، وأصبحت متنفسا للأغلبية الصامتة  يتكلمون فيها يعبرون فيها عن آرائهم ، وبعضهم يكتسب منها الكثير ، وأظهرت مواهب إعلامية فضحت تخلف الاعلام الرسمى والحكومى . هناك فى الخارج ذكاء أكثر ، لا يتكلمون ، بل يشرحون ما يفعلون بالصورة والحركة ، وبعضهن يتبارين فى إظهار جمالهن . وهم الأكثر إنتشارا . أما التخلف فى كوكب المحمديين فيظهر فى هذا الرغى والرياء الدينى . وهذه الفيديوهات ـ على أى حال ـ تعبر عن نبض الناس وواقعهم العملى حتى فيما يخصّ التدين الواقعى . ومن ميزات السوشيال ميديا حرية القول لمن يقدم شيئا ، وحرية المشاهد فى أن يرى أو لا يرى ، أو أن يعبر عن إعجابه أو عدم إعجابه ، دون أن يخشى سلطة الحاكم المستبد . 

اجمالي القراءات 2081