الفرعون لا يتوب

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٢٦ - يونيو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
لاحظت أنك تتوقع خلود الفرعون المستبد فى النار ؟ ألا يعتبر هذا إنتهاكا للغيب ؟
آحمد صبحي منصور

1 ـ المؤمن بالقرآن الكريم وحده حديثا والذى يتقى ربه يعلم إستحالة توبة فرعون عريق فى الاجرام ، لأن للتوبة المقبولة عند الله جل وعلا شروطا ، أولها الاقرار بالذنوب والتعهد بالاقلاع عنها ، وإرجاع الحقوق ، والاكثار من عمل الصالحات لتغطى على السيئات أى تكفّرها . الآيات كثيرة ، منها :

1 / 1  ـ ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17) وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً (18)  )

1 / 2  ـ ( وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54)  الأنعام )

1 / 3  ـ (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (119) النحل )

1 / 4 : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى (82) طه  )

2 ـ  هذا ممكن فى حالة مجرم بسيط بادر بالتوبة ولديه وقت طويل يعمل فيه صالحا ويعيد فيه الحقوق لأصحابها . وهذا مستحيل فى فرعون قتل مئات الألوف وعذّب مئات الألوف ونهب مئات البلايين . ثم إنه إذا فكّر بالتوبة وإعلانها يفقد سلطانه ويكون فريسة لأقرب أعوانه ، فما بالك بأعدائه المتربصين به ؟ لا بد له أن يستمسك بالسلطة وبالظلم ليخيف الناس وأقربهم اليه حتى يحمى نفسه . ليس له إلا أن يستمر ماضيا فى طريقه للنهاية بلا تفكير فى التوبة .

3 ـ وعموما فإنّ رب العزة قد أكّد فى آيات كثيرة فى القرآن الكريم أنه جل وعلا قد طبع على قلب المدمن على الكفر العقيدى ( بالايمان بآلهة مع الله جل وعلا ) والكفر السلوكى بالاعتداء والظلم . والفرعون لا بد له أن يصّدّ عن سبيل الله ولا بد له أن يستعين بالكهنة ورجال دينه الأرضى يركبهم ويركب بهم الشعب . ولا بد له أن يحارب جوهر الاسلام وقيمه العليا من الحرية والعدل والسلام . فهذا خطر على سلطانه .

4 ـ ليس هذا إنتهاكا للغيب بأى حال . إنه تنزيل لأحكام القرآن الكريم على أحوال معاصرة لا جدال فيها . هل رأيت فى الحاضر أو قرأت فى التاريخ عن مستبد أعلن توبته وأرجع الحقوق لأصحابها ؟ 

اجمالي القراءات 1335