كلمة ( آمين)

آحمد صبحي منصور في السبت ١١ - نوفمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
ـ هناك كلمة تقال في آخر الفاتحة و هي ( آمين) و هي كما أعلم ليست من القرآن، فمامدلولها و ما معناها الحقيقي؟ أليست اسما من أسماء الفراعنة؟ فما هو رأيكم فيها؟
آحمد صبحي منصور
كلمة ( آمين ) ليست عربية ولا وجود لها فى القرآن الكريم لفظا. هى كلمة مصرية قديمة مشتقة من اسم الاله المصرى الفرعومى الشهير ( آمون ) وكان المصريون القدماء ـ فيما يبدو ـ يتغنون بها بطريقة تجعل الوار فى ( آمون ) تبدو مكسورة فتصبح أقرب الى ( آمين ). والى عهد قريب كان الريفيون المصريون ـ خصوصا فى الصعيد ـ يغنون بها فى الأفراح قائلين ( آمونا آمونا ). وهى فى الأصل دعاء الى الاله ( آمون ) وهتاف باسمه. انتقل هذا الهتاف الدينى الى التدين الاسرائيلى ، حمله بنو اسرائيل معهم ضمن تأثرهم بالديانة المصرية القديمة ، ثم جاء المسيحيون على آثارهم يهرعون ، فأصبح فى التدين المسيحى أن يقال ( آمين ) تأمينا على أى دعاء. وهو يقال بنفس اللفظ فى الانجليزية ، وأن كنت لا أعرف أذا كان موجودا فى الفرنسية وغيرها أم لا.
وفى كتابى ( شخصية مصر بعد الفتح الاسلامى ) الصادر سنة 1984 وكتاب (حقائق الموت فى القرآن الكريم) ناقشت بعض الأساطير المصرية القديمة التى تسربت الى عقائد المسلمين وأهل الكتاب ، وقد سبق القرآن الكريم فى الاشارة الى هذا فى سورة التوبة والأعراف ، وأترك لكم مهمة البحث عن الايات فى هذا الموضوع.
بالنسبة لكلمة ( آمين ) فقد ورد معناها ـ وليس لفظها فى القرآن الكريم فى سورة يونس. فى الآيات 87 ، 88 ، 89 . فقد جاء الوحى التوجيهى لموسى وهارون بالاعتزال بقومهما والصلاة فى البيوت ردا على تكثيف الاضطهاد الفرعونى لهم. وفى الصلاة دعا موسى ربه أن يعاقب فرعون وآله. ( وقال موسى ربنا أنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا فى الحياة الدنيا، ربنا ليضلوا عن سبيلك ؟ ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ) وجاء الرد الالهى من رب العزة ( قال قد أجيبت دعوتكما .. )
يلاحظ أن الذى دعا ربه كان موسى فقط ( وقال موسى )، ولكن الاستجابة جاءت باسم اثنين ( قد أجيبت دعوتكما ) أى انهما اشتركا فى الدعاء. موسى دعا ربه وخلفه هارون يقول ( اللهم استجب ) أو بمفهوم الناس فى وقتنا ، قال ( آمين).
هل يصح أن يقال ( آمين ) فى الصلاة أو فى الدعاء عموما ؟
لا أعتقد. يكفى للمؤمن أن يدعو الله تعالى بالاستجابة مخلصا ، لأن ذكر الرحمن فى الدعاء طلبا لاستجابة الدعاء أفضل من أى كلمة أخرى ، فما بالك إذا كانت تلك الكلمة مشبوهة
اجمالي القراءات 166591