الزمن وتسجيل الأعمال

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٠ - مارس - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
الى المفكر الاسلامي الدكتور احمد صبحي بعد السلام عليكم . في فتوى منشورة في موقعكم بعنوان " الايجاز بالحذف " بتاريخ الثلاثاء 11 يونيو 2019 كان ردكم على سؤال السائل حول قوله تعالى "إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ. ان الفعل تسعى بالمضارع وليس الماضي من بلاغة القرأن الكريم في الايجاز بالحذف وان اصل الجملة ان يكون " بما كانت تسعى ". حقا لا اتفق معكم في ما ذهبت له لانه كيف يكون الايجاز هنا بحذف " بما كانت " الايه ببساطه كان من الممكن ان تقرأ بدل تسعى الفعل سعت او كسبت بالماضي مالحاجة للقول بما كانت تسعى بما اننا نستطيع القول بما سعت .. لهذا ليس ايجاز بالحذف هنا ولكن سياق الاية يتكلم عن الساعه ووقتها القريب وبما انها تتكلم عن المستقبل ولحين قدوم وقتها سيستمر الانسان بالسعى والتقديم لنفسة ليجزى عن هذا العمل جاء التعبير بالسعي للاستمرارية لان الحديث عن الحاضر والمستقبل وليس الماضي .. فنلاحظ في سورة ابراهيم عندما تحدثت الايات ووصفت حال المجرمين يوم القيامه تكلمت عن اعمالهم بصيغة الماضي "لِيَجْزِي اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ" نلاحظ ما كسبت وليس بما كانت تكسب او بما تكسب .. شكرا لكم
آحمد صبحي منصور

1 ـ شكرا أخى العزيز ، وأكرمك الله جل وعلا ، وأهلا بك معنا في الموقع معلقا ثم كاتبا ملتزما مثلنا بشروط النشر ، وهى عدم نسبة حديث للنبى عليه السلام ، وعدم انكار حقائق الاسلام مثل الصلوات الخمس . أرجو أن ترسل لنا سيرة حياتك ، فكرة عن دراستك وعملك وخلفيتك العلمية فنسجلك معلّقا . ثم تقوم بالتعليق على أى خبر أو مقال فى الموقع ليتسنى لنا تسجيلك كاتبا فى الموقع ونفتح لك صفحة تكتب فيها.

2 ـ أخى العزيز الموضوع الذى تتكلم فيه يدخل في ( الزمن ) وقد كتبنا فيه كثيرا ، وهو معقد .

3 ـ بإيجاز فيما يخص العمل والسعى الدنيوى : هناك زمن متحرك في هذه الدنيا ( اليوم الأول / العاجلة ) ، وهو نوعان : زمن في حياتنا المادية ، وهو الذى يقع فيه عملنا ، النوع الآخر تسجيل وكتابة هذا العمل في هذه الدنيا ــ ليس في عالمنا المادى ولكن في عوالم البرزخ ، ولها زمنها (أو أزمانها الخاصة المختلفة عن زمننا ، ومتداخلة معه أيضا .ثم سيأتى ( اليوم ) الآخر بقيام ( الساعة ) وهو زمن خالد وليس زمنا متحركا مثل زمن الدنيا . في التعبير عن هذه الأزمنة ( وتداخلها في كتابة الأعمال وكتاب العمل الجماعى لكل مجتمع وكتاب الأعمال الفردى لكل شخص) تأتى إستعمالات مختلفة للأفعال من ماض الى مضارع ، وتختلف عن إستعمالاتنا للأزمنة في هذه الأفعال ، خصوصا ما يخصُّ فعل الله جل وعلا وقدرته وصفاته . وقد تحدثنا في مقال ( لا اذكر موضعه ) عن الاستعمالات المختلفة لكلمة ( كان ) في القرآن الكريم . وارجو أن استطيع إكمال كتاب ( القرآن والنحو العربى ).

4 ـ والله جل وعلا هو المستعان .

اجمالي القراءات 2359