يا حسرة على الأزهر

آحمد صبحي منصور في الإثنين ١٣ - يناير - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
جاءتنى هذه الرسالة من استاذ جامعى أزهرى جعل نفسه ممثلا لما أسماه ( الرابطة العالمية لخريجى الأزهر . يقول فيها : الإمامة العظمى) في قريش بموجب الشرع.. وتلك هي: أدلة السنة، وإجماع الأمة الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. وبعد: فقد كان السعي لإيجاد خلافةٍ، غايةَ جُلِّ الجماعات الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان، تُدَمَّر لها مقدرات الشعوب المسلمة بدعوى هدمها وبنائها من جديد على حد قولهم، وتراق في سبيلها الدماءُ المعصومة، وتُبذل لأجلها الأموالُ والمُهَجُ والأرواحُ، وتُكَوَّن لتحقيقها الميلشيات بقصد التمهيد لها: بالاستحواذ على ديار الإسلام ومنازعة الأمر فيها أهله، والخروج على ولاة أمورها ممن لم نر منهم كفراً بواحاً لنا فيه من الله برهان. ودعونا نقرُّ ونعترف بأن فتنة –بسبب السعي لتحقيق هذه الغاية– قد عصفت في الآونة الأخيرة بالمسلمين، أنهكتهم، وطالت الأخضر في بلادهم واليابس، وكادت أن تُهلِك بديار الإسلام الحرث والنسل، وأن القتل قد استحَرَّ بأناسٍ وجندٍ مسلمين –كنا نعدهم لحرب أعداء الإسلام– وعلى يد مسلمين للأسف، وأنّ هذه الحروب فيما بينهم قد طال أمدها وأنها لا زالت مستعرة [ليبيا واليمن نموذجاً]، وأن أكثر الدعاة قصدوا أو لم يقصدوا دروا أو لم يدروا، هم سببٌ في تأجيجها، وأنه قد تحقق فينا ما نهى عنه الرسول r في قوله: (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)، وقوله: (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة ثم مات، مات ميتة جاهلية، ومن قُتل تحت راية عُمِّيَّة يغضب للَعَصبة ويقاتل للعَصبة فليس من أمتي، ومن خرج من أمتي يضرب برها وفاجرها، ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي بذي عهدها، فليس مني)، وقوله: (يأتي في آخر الزمان قومٌ حدثاءُ الأسنان سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية.. يقتلون أهل الإسلام ويَدَعُون أهل الأوثان)، وأنه لا بد من وضع حدٍّ لهذه المأساة، والدعوة إلى وقف نزيف الدم المسلم، وأن تضع هذه الحروب القذرة أوزارها.. وأبدأ بمجموعة من الثوابت علّها تضيء لجميعنا طريق الهداية والرشاد. أولاً: سعياً لاستعادة الخلافة، وتحقيقاً لموعود رسول الله صلوات الله عليه الذي جاء في قوله: (تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يَرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة.. الحديث)، قرر علماء وسلف الأمة أن المرحلة الأخيرة التي تلي الحكم الجبري لم يتركها النبي r للاجتهاد، بل قال –في إشارة إلى آخر من تؤول إليه الخلافة التي ستكون على منهاج النبوة في آخر الزمان بعد الحكم الجبري–: (لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلماً وعدواناً.. ثم يخرج رجلٌ من أهل بيتي يملؤها قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وعدواناً)، وقال: (لو لم يبق من الدنيا إلا يومٌ لطوَّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً مني –أو قال: من أهل بيتي– يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاًً كما ملئت ظلماً وجوراً). وما ألمح إليه r هنا من أن: الخلافة سابقاً ولاحقاً لا تخرج عن (قريش)، جاء التصريح به في قوله: (الأئمة من قريش)، وعليه علق (الماوردي) في (الأحكام السلطانية) ص 3 وما بعدها بقوله: "وبه احتج أبو بكر يوم السقيفة على الأنصار في دفعهم عن الخلافة، لما بايعوا سعدَ بن عبادة الأنصاريَّ زعيمَ الخزرج، فأقلعوا عن التفرد بها ورجعوا عن المشاركة فيها حين قالوا: (منا أمير ومنكم أمير)، تسليماً لروايته –بأبي هو وأمي– وتصديقاً لخبره.. وفي الحديث الصحيح: (قدِّموا قريشاً ولا تَقَدَّموها)، وليس مع النص المُسَلّم به شبهةٌ لمنازع فيه، ولا قولٌ مخالفٌ له"إ.هـ. وبشأنه يقول (الإمام أحمد) في رواية الإصْطَخْري ص 210 من (جمهرة عقائد السلف): "والخلافة في قريش ما بقي اثنان، ليس لأحد أن ينازعهم فيها ولا يَخرج عليهم، ولا نُقِرُّ لغيرهم بها إلى قيام الساعة"، وهذا يُصَدِّقه ما رواه البخاري من حديث: (لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان)، وحديث: (إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد، إلا كبّه الله على وجهه – أي وعلى حد قول ابن حجر في الفتح 13/ 124: كان مقهوراً في الدنيا معذباً في الآخرة– ما أقاموا الدين)، وحديث: (الناس تبع لقريش في الخير والشر)، يعني: في الإسلام والجاهلية، كما في رواية: (الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم لمسلمهم، وكافرهم لكافرهم).. وفي تعليقه على حديث: (لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي اثنان). يقول القرطبي فيما نقله عنه ابن حجر في الفتح 13/ 126: "هذا الحديث خبر عن المشروعية، أي: لا تنعقد الإمامة ال
آحمد صبحي منصور

1 ، ننشرها مع مخالفتها لشروط النشر فى الموقع. المبرر هو الإستشهاد بمدى سقوط الأزهر .

2 ـ لذا نؤكد ما قلناه من قبل : أنه لا بد من إلغاء الأزهر الحالى وتحويله الى مجرد جمعية أهلية لا شأن لها بالتعليم أو الفكر الدينى . هذا سيوفر  البلايين ، وسييسّر الإصلاح ، ويكون بداية لضرب التحالف بين الاستبداد والكهنوت فى دول المحمديين. 

اجمالي القراءات 2795