تشويش شيطانى.!

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٢٤ - يوليو - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
.. أستاذ أرجوك٫ أحتاج إلى المساعدة في مشكل أتعذب منه شديدا منذ عدة سنوات. الندم يا أستاذ٫ إنه الندم. إنه تأنيب الضمير. إنه العيش على أساس أنني سأحاسب على كل شيء أعمله في هذه الدنيا ("و كان الله على كل شيء حسيبا" النساء 86) و الله يا أستاذ لا أستطيع أن أعرف أين هم حدودي إتجاه القلق من المعاصي "الخفيفة" في هذه الدنيا. الحمد لله أنا أبدا لا أرتكب المعاصي الكبيرة مع الناس (الزنا؛ السرقة؛ الشتم؛ الظرب؛ القتل...)٫ و لكنني أستحي من الله حتى في الأفعال الصغيرة جدا (و الله ليست أعمال تأثر على الإنسان في حياته أو يومياته) و لا أستطيع أن أرضاها على نفسي؛ لأنني أعلم أن الله سيحاسبني عليها؛ فأنا لا أستطيع أن أقول لنفسي "لاااااا٫ هذا ليس شيء خطير أو مهم"٫ لا أستطيع أن أقوم بنوع من التجارة مع الله٫ قاءلا له "أنظر يا ربي٫ أنا فعلت هذا العدد من الأعمال الشريرة من هنا٫ ولكنني فعلت هذا العدد من الأعمال الخيرية من هناك٫ فأنا مرتاح نفسيا لانك ستغفر لي لأنك مجبر حسابيا على ذلك". نعم٫ الله يقول "الحسنات يذهبن السيئات" (ألا تعني الآية سياقيا أن فعل الخير يبعد فعل الشر كتزكية و تربية للنفس ؟؟؟؟). نعم٫ الله يقول أيضا "قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ. وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ لَهُۥ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ" و أن هنالك "وَءَاخَرُونَ ٱعۡتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمۡ خَلَطُواْ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَءَاخَرَ سَيِّئًا عَسَى ٱللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ" لكن غفران الذنوب لا يكون إلا بإصلاح فعل الشر. "إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَتُوبُ عَلَيۡهِمۡ وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ"؛ "ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسُّوٓءَ بِجَهَٰلَةٖ ثُمَّ تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ وَأَصۡلَحُوٓاْ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعۡدِهَا لَغَفُورٞ رَّحِيمٌ"؛ "وَٱلَّذِينَ يَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَٰتِ ثُمَّ لَمۡ يَأۡتُواْ بِأَرۡبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجۡلِدُوهُمۡ ثَمَٰنِينَ جَلۡدَةٗ وَلَا تَقۡبَلُواْ لَهُمۡ شَهَٰدَةً أَبَدٗاۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ. إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ وَأَصۡلَحُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ." نعم٫ "خلق الانسان ضعيفا". نعم٫ "ربنا لا تكلفنا ما لا طاقة لنا به". نعم٫ "وَٱكۡتُبۡ لَنَا فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗ وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِنَّا هُدۡنَآ إِلَيۡكَۚ قَالَ عَذَابِيٓ أُصِيبُ بِهِۦ مَنۡ أَشَآءُۖ وَرَحۡمَتِي وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡءٖۚ فَسَأَكۡتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَٰتِنَا يُؤۡمِنُونَ" نعم٫ "أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ. ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ. لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ لَا تَبۡدِيلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ". و أيضا "إِن تَجۡتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنۡهَوۡنَ عَنۡهُ نُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَيِّـَٔاتِكُمۡ وَنُدۡخِلۡكُم مُّدۡخَلٗا كَرِيمٗا" لكن لا نستطيع أن نعيش على أساس أننا 100% الذين يتكلم الله عليهم في هذه الآيات. سنعرف هذا إلا في يوم القيامة إن شاء الله . والله يا أستاذ أحس أن عدم فعل كل ما هو في قدري لكي أصلح خطأ ما فعلته تهاون مع الله٫ عدم الخوف منه كما ينبغي الحال٫ أي نوع من الشرك بالله (أستغفر الله). كيف أستاذ٫ هل ممكن أعيش مرتاح نفسيا رغم أنني أعلم أنني إرتكبت خطأ ما مع إنسان٫ وأستمر يموياتي براحة نفسية تامة٫ قائلا لنفسي "لااااااااااااااا٫ كل شيء على ما يرام٫ لا تقلق٫ ستذهب للجنة على كل حال٫ لأنهم لم تقم بشيء خطير جدا"٫ وأنا أعلم أن "من يعمل مثقال ذرة شر يراه" ؟؟؟؟ الحالة الوحيدة التي أظن أننا كمسلمين لدينا الحق أن نكون مرتاحين نفسيا فيها هي إستعمال كل طاقاتنا لتزكية أنفسنا٫ لكي نقول لأنفسنا "We did our best"؛ خاصة عندما نستطيع أن ندرك نفسيا أن فعلا كل دقة قلب قد تكون الأخيرة٫ فلا نستطيع أن نضيع وقتنا في الندم فلا نقوم بأعمال خيرية قد تكون السبب في جعل ميزان الحسنات أثقل من ميزان السيئات .فلنفترض أنني ظلمت إنسان٫ و رغم أنني ندمت على ذلك٫ وسألت الله أن يغفر لي٫ فأنا لا أعتذر له٫ و أستمر في حياتي٫ أعمل الخير هنا و هناك٫ هل هذا عادي روحانيا ؟ أنني أكون في موقف نفسي أين أتفاوض مع الله ؟؟؟ على أساس أنني أجمع الحسنات الكافية لمحو ذلك الشر (الذي لا ينتمي للكبائر بطبيعة الحال) ؟؟؟؟؟. "ألا بذكر الله تطمأن القلوب؟". هل عادي أن أطمأن بذكر الله إن يوجد فعل ينبأني ضميري به ؟؟؟؟؟؟والله أستاذ تعبت٫ و أتمنى أنك تسطتيع أن تساعدني في مشكلتي٫ لأنها مهمة جدا ليست لي فقط٫ فمن الأسباب الخاطئة و لكن المنتشرة التي تدفع الناس إلى الكفر توجها إلى الإلحاد إذن الإيمان بالعدم بعد الموت (أستغفر الله) هو الإيمان بيوم الحساب إذن بالنفس اللوامة أين قد يتوغل الشيطان في هذا الإيمان لكي يويسوس للإنسان أن هذا اللوم لا يستطيع الإنسان تحمله. "لا أقسم بيوم القيامة٫ ولا أقسم بالنفس اللوامة.
آحمد صبحي منصور

1 ـ  الشيطان لا ييأس فى إضلال المؤمن مهما بلغ إيمانه . يأتيه أحيانا من ناحية العبادة فيزين له التطرف فيها والتكسب بها ، يأتيه أحيانا من ناحية التقوى فيهوّل له ذنوبه وسيئاته الصغيرة ويجعله مشوشا مؤهلا للوقوع فى اليأس من رحمة الله .واليأس من رحمة الله يعادل الاستهانة بوعيد الله جل وعلا .

2 ـ  أنت يابنى وحسبما تقول عن نفسك ـ فى موقع ايمانى رفيع . ولكن هذه الشدة فى محاسبة النفس تعطى فرصة للشيطان أن يوقعك فى وسواس قهرى .

3 ـ إستعذ بالله جل وعلا من كيد الشيطان الرجيم ، وإشغل نفسك بعمل الخير وتقديم المعروف والصدقات بالاضافة الى العبادات ، وليكن معروفا لك إنك تقترب من ربك جل وعلا بقدر ما تحسن عملا ، والله جل وعلا لايضيع أجر من أحسن عملا. إحسان العمل يشمل عملك الذى ترتزق منه وأعمالك الخيرية والعبادات .

4 ـ لا تنس أن الأنبياء أنفسهم وقعوا فيما إستلزم التأنيب والعتاب ، ولا تنس أن الله جل وعلا يغفر (اللمم ) وما (يلم ) به الانسان من سيئات طالما يجتنب الكبائر ، وأنه جل وعلا لا يؤاخذ إلا على التعمد فى إرتكاب المعصية ويعفو عن النسيان والاضطرار .

5 ـ ربما لو قرأت كثيرا فى موقعنا ستنشغل عن هذه الوساوس ..

6 ـ أكرمك الله جل وعلا ، وهدانا الى رحمته وجنته .

اجمالي القراءات 3072