وانك لعلى خلق عظيم

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠٥ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
لم أقتنع بمقالك ( النبى لا يجسد الاسلام ) لن استشهد بحديث السيدة عائشة (كان خلقه القرآن ) ولكن سأستشهد بالاية الكريمة (وإنك لعلى خلق عظيم) فكيف يكون على خلق عظيم ولا يجسد الاسلام ؟
آحمد صبحي منصور
من حقك أن تقتنع أو لا تقتنع .
المهم أن تجهز حجتك التى ستقولها أمام الله تعالى يوم الحساب ، ولقد جهزت حجتى فى كل ما أكتبه وأعتبر نفسى مسئولا عنه أمام رب العزة ، يوم لا يغنى مولى عن مولى و لا هم ينصرون.
المهم أيضا ان تكون حجتك مستمدة من كتاب الله تعالى وفق مصطلحاته ومفاهيمه وليس مفاهيم التراث ومصطلحاته.
بدون ذلك تقع فى فهم متعارض لآيات القرآن الكريم الذى أحكمت آياته.
لقد استشهدت فى مقالى بآيات قرآنية ، واستشهادك بقوله تعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم ) بالمفهوم التراثى لمصطلح الخلق يستوجب تعارضا بين الايات القرآنية التى تؤكد ان محمدا عليه السلام لا يجسد الاسلام وبين تلك الآية القرآنية ،مع انه ليس فى القرآن الكريم تعارضاو اختلاف.
إذن لا بد أن نفهم المنعنى الحقيقى لمصطلح (الخلق)( بضم الخاء واللام ).
ولو رجعنا للقرآن العظيم لوجدنا هذه الكلمة قد جاءت فيه مرتين فقط ، هما قوله تعالى يخاطب النبى عليه السلام (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ( القلم 4 ) وقول قوم عاد للنبى هود عن عبادتهم لآلهتهم (قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ فَكَذَّبُوهُ )(الشعراء: ـ 137 ـ)أى قالوا له عن عبادتهم الأصنام انهم توارثوه أى إن هذا ما وجدوا عليه آباءهم أى ( إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ ). أى أن معنى (الخلق ) هو الدين ، سواء كان دينا أرضيا ساقطا وضيعا أو كان دينا سماويا عظيما. ولهذا قال تعالى لخاتم الأنبياء يصف دين الاسلام الذى كان عليه النبى محمد (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)أى هو وصف لدين الاسلام و ليس لشخص النبى محمد عليه السلام ، فالخلق يعنى الدين و ليس الأخلاق الحميدة كما توارثنا فى التراث.



اجمالي القراءات 27535