الاسراء 28

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٢ - مارس - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
الآية 28 من سورة الاسراء ( وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا ﴿٢٨﴾ الاسراء ) هل الاعراض عن الوالدين أم الوالدين والأقارب ؟
آحمد صبحي منصور

قوله جل وعلا ( وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا ) مقصود به الأقارب فقط . أى إذا أعرضت عنهم بسبب سوء أعمالهم أى أعرضت عنهم ابتغاء رحمة ربك ففارقهم بقول ميسور حسن.

ليس هذا بالنسبة للوالدين . فالسياق فى الآيات يبدأ بالاحسان للوالدين بصيغة المثى أو المفرد ، قال جل وعلا : (  وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴿٢٣﴾ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴿٢٤﴾الاسراء ) هنا الاحسان الى الوالدين فى شيخوختهما أو الى أحدهما إذا بلغ الشيخوخة / وبالتالى يكونان أو يكون أحدهما فى رعاية الأبناء أو الابن.

وحتى إذا كان الوالدان فى عنفوانهما وكانا من الكافرين وأمرا الابن بالكفر فالله جل وعلا يأمر الابن بمصاحبتهما فى الدنيا معروفا وأن يتبع الحق وألّا يطيعهما ، قال جل وعلا : (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴿١٤﴾ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖوَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿١٥﴾ لقمان ), المصاحبة تنافى الاعراض عنهما . والصيغة جاءت بالمثنى عن الوالدين.

يختلف هذا عن الأقارب فى قوله جل وعلا :  ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا ﴿٢٦﴾ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا﴿٢٧﴾ الاسراء

 

اجمالي القراءات 2890