الشريك الفاسد

آحمد صبحي منصور في السبت ٢٣ - فبراير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
أنا استاذ سابق فى جامعات أمريكية . بعد إغتراب اكثر من ثلاثين عاما عشرين عاما رجعت لمصر بعد أن ماتت زوجتى وتركنى اولادى الى ولايات امريكية اخرى مشغولين بعملهم . رجعت لمصر أقضى فيها ما تبقى من عمر. حولت ثروتى الى مصر. وإلتقيت بالأصدقاء القدامى وزملاء الدراسة . أذهلنى التغيير الاخلاقى فى أخلاق الناس . لم يكونوا هكذا من عشرين سنة. وبدأت أقطع صلتى بهذا وذاك . وبقى واحد منهم يشاركنى ميولى الأدبية والثقافية . هو محامى ومستشار إقتصادى لبعض الشركات . أقنعنى بأن أستثمر رصيدى فى البنك فى تأسيس شركة ، إعتذرت بأنه لا خبرة لى مجال الأعمال وأننى لا أريد وجع القلب وتحمل مسئوليات ، أريد شيخوخة هادئة . قال يمكن يكون شريكا لى يتحمل عنى أعباء المسئولية ويستثمر أموالى فى عمل تجارى يفتح بيوت الناس ويستفيد منه بعض الشباب العاطل. أعجبنى أن يكون هذا خيرا لبلدى ، وشكرا لله سبحانه وتعالى أن وفقنى ووفق أولادى فى مناصبهم. وافقت ,بسرعة تم تسجيل الشركة وتكون الأرباح بالمناصفة بينى وبين شريكى بدون مسئولية لى سوى نصيبى فى الأرباح. وهناك تفصيلات قانيونية كثيرة لا علم لى بها ولم أناقشها مع شريكى لثقتى فيه. فى السنة الأولى حققت الشركة أرباحا لم يرض عنها شريكى. وأخذ موافقتى على التوسع فى نشاط الشركة لأن التوسع يعنى إضافة عمال وموظفين وتوسيع عملاء الشركة . أرباح الشركة كانت هائلة . ولكن نصيبى منها لم يكن هائلا . سألت شريكى فقال إن جانب من الأرباح يذهب الى شركاء سريين. عرفت أنه إجتذب بعض اصحاب النفوذ وجعلهم اولادهم شركاء فى الباطن . وعرفت أنه تلاعب فى الحسابات لدفع أقل ممكن من الضرائب . إعترضت عليه فقال إنه يعرف أننى لا أرضى بالحرام لذا فإن نصيبى فى الارباح هو من الربح الحلال فقط ، وأن ما أعتبره حرام هو من نصيبه وهو الذى يتحمل مسئوليته . ورفضت لأنى لا أعرف ما هى حدود الحرام والحلال ، وطلبت إنهاء الشركة ، فهددنى بنفوذ الشركاء. وأنه لا يستبعد أن يلفقوا لى تهمة . وأظهر لى فى العقد بنود تجعلنى مسئولا مشاركا فى أعمال الشركة. وإنه كان يعرف أننى قد أعارضه واستعد لهذا بتوريطى فى مخالفات فى الشركة وانه ممكن أن تضعنى فى السجن حتى بدون الحاجة الى تلفيق تهم. وان الأمر سينتهى بى أن اعيش ما تبقى لى من عمر فى السجن. أنا الآن بين نارين : إما أن أوافقه على الفساد وإما أن أرفض وأواجه نفوذ شركائه الفاسدين . ماذا أفعل ؟
آحمد صبحي منصور

المفروض انك تحمل جنسية امريكية ، قد لا تحميك بما فيه الكفاية ، ولكن يمكن أن تهدد بها شريكك وانت تفاوضه للخروج من هذه الشركة . تفاوض معه فى الخروج من هذه الشركة بأصل أموالك ، أو بما يقترب من ذلك . وعش بما تبقى لك من اموال مستريحا هادىء البال فى مصر أو فى أمريكا .

اجمالي القراءات 3338