التفاوت والتقدير

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠٤ - ديسمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
ماهو التفاوت فى الآية 4 من سورة الملك ؟
آحمد صبحي منصور

1 ـ قال جل وعلا : ( الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ ﴿٣﴾ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ ﴿٤﴾ الملك).

2 ـ ( التفاوت ) هو نقيض التقدير والإحكام .

3 ـ الله جل وعلا خلق كل شىء وقدّره تقديرا وبإحكام لا مثيل له ولا تفاوت فيه ، قال جل وعلا عموما : (  وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴿٢﴾ الفرقان ) ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴿٤٩﴾ القمر  ) (  قَدْ جَعَلَ اللَّـهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴿٣﴾ الطلاق ).

4 ومنه  :

4 / 1 : حركة الكواكب والأفلاك السماوية ، قال جل وعلا : ( الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّـهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٥﴾ يونس )( وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴿٣٩﴾ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴿٤٠﴾ يس )، ومنه تقدير الليل والنهار : (  وَاللَّـهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ) المزمل 20 )

4 / 2 : مدة بقاء الجنين فى الرحم : ( أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ ﴿٢٠﴾ فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ﴿٢١﴾إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ ﴿٢٢﴾ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ﴿٢٣) المرسلات )

4 / 3 : موارد الأرض ، قال جل وعلا : ( وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ ﴿١٠﴾ فصلت) ، وتوزيعها ، قال جل وعلا : ( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ ﴿٢١﴾ الحجر ).

4 / 4 : ومنه إنزال الماء من الغلاف الجوى وإسكانه فى الأرض والتحكم فيه ، قال جل وعلا : ( وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ﴿١٨﴾ المؤمنون )( وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ) ﴿١١﴾ الزخرف)، وتصريفه : ( أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا )  ﴿١٧﴾ الرعد ). وحتى فى طوفان نوح الذى أغرق الكرة الأرضية غلتقى فيه ماء السماء بماء الأرض بمستوى تم تقديره من رب العزة جل وعلا : ( فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ ﴿١١﴾ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ﴿١٢﴾ القمر)

5 ـ وعن إرتباط الخلق بالتقدير الالهى يأتى تعبير آخر هو (الميزان ) أى ما نسميه بالتوازن. قال جل وعلا : (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ﴿٥﴾ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ﴿٦﴾ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ﴿٧﴾ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ﴿٨﴾ الرحمن).

وطغى البشر على التوازن البيئى ، وهم يدفعون الثمن.

اجمالي القراءات 3037