لسان القرآن

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢٧ - سبتمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
حيث وان القرآن (الوحي) نزل من عند الله رب وخالق كل شيء والقادر على فعل كل شيء .. فلماذا لم ينزل القرآن بلغة او بطريقة يمكن ان يدركها جميع افراد البشر بما فيهم افراد الجن ؟
آحمد صبحي منصور

1 ـ الذى انزل الرسالة الالهية الخاتمة هو الذى خلق البشر وجعلهم مختلفين فى الألوان وفى الألسنة. قال جل وعلا  (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ ﴿٢٢﴾ الروم ) ولهذا أرسل الرسل كل يتكلم بلسان قومه ، قال جل وعلا : (  وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ اللَّـهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٤﴾ ابراهيم )

2 ـ الذى انزل الرسالة الالهية الخاتمة هو عالم الغيب الذى يعلم غيب المستقبل ، ومنه ان اللسان العربى أو ما نقول عنه ( اللغة العربية ) ستظل صامدة عبر القرون بينما تندثر ألسنة غيرها وتتحول الى ( لُغات مستقلة ) كما حدث مع اللاتينية وتحولها الى (لُغات ) مستقلة منها الإيطالية والاسبانية والبرتغالية والفرنسية .

3 ـ الذى أنزل القرآن الكريم جعل معناه مفهوما للجن ، فلما سمعوه فهموه ، وتحدثوا عنه أنه يهدى الى الحق وصراط مستقيم. قال جل وعلا :(وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ ﴿٢٩﴾ قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٣٠﴾ يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّـهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣١﴾ وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّـهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءُ ۚ أُولَـٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٣٢﴾ الاحقاف ) (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ﴿١﴾ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا﴿٢﴾ وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ﴿٣﴾ وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّـهِ شَطَطًا ﴿٤﴾ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن تَقُولَ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿٥﴾ وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ﴿٦﴾ وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّـهُ أَحَدًا ﴿٧﴾ وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ﴿٨﴾ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖفَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ﴿٩﴾ وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ﴿١٠﴾ وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ﴿١١﴾ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعْجِزَ اللَّـهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا ﴿١٢﴾ وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَىٰ آمَنَّا بِهِ ۖ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا ﴿١٣﴾   الجن ).

4 ـ الذى أنزل القرآن الكريم جعله ميسّرا للهداية ، وجذور الهداية لها جذور فى الفطرة التى فطرنا الله جل وعلا عليها والتى مهما غطتها الضلالات فإن الانسان يتذكرها عند الشدة يستنجد بربه جل وعلا . القرآن الكريم قد يسّره رب العزة جل وعلا للهداية لمن أرادها. وهى ببساطة أنه ( لا إله إلا الله ) الفطرة السليمة . . وبعدها ففى القرآن الكريم مجالات للتعمق فى تدبره لمن أراد أن يتدبره . وأولئك الموصوفون بالراسخين فى العلم .

5 ـ أصبحت معانى القرآن الكريم مُتاحة من قرون لأغلبية البشر مع إختلاف ألسنتهم . إذ يتم ترجمة ( معانى )  القرآن العربى الى ألسنة مختلفة.   ومن خبرتى المتواضعة أقول إن التراجم ـ حتى الأسوأ منها ـ هى أفضل كثيرا مما كتبه أئمة المحمديين فيما يسمى ب ( التفسير ) وهو كفر محض . 

اجمالي القراءات 4130