لا تفريق بين الرسل

آحمد صبحي منصور في الإثنين ١٤ - مايو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
قال جل وعلا :( وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (135) قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) البقرة ) هل هناك فارق بينها وبين قوله جل وعلا : ( قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ (85) آل عمران )
آحمد صبحي منصور

قال جل وعلا وعظا لأهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين يعتبرون أنفسهم مهتدين :( وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (135)البقرة ) أى وعظهم بأن يتبعوا ملة ابراهيم القائمة على ( لا إله إلا الله ). ثم أمرهم بالايمان بالله جل وعلا وحده إلاها لا شريك له ، والايمان بكل كتب الله جل وعلا وبكل رسل الله جل وعلا  مع عدم التفريق بينهم ، لأن هذا يعنى الاسلام لرب العالمين وحده بلا تقديس لبشر ، فالتفريق بين الرسل وتمييز رسول على آخر يكون تقديسا لهذا الرسول وتأليها له بما يناقض ( لا إله إلا الله ) . قال جل وعلا لهم : ( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) البقرة) بالتمسك ب ( لا إله إلا الله ) يعتصم الناس بحبل الله جميعا ولا يتفرقون. إن قاموا بالتفريق بين الرسل ورفعوا رسولا فوق الآخرين وقعوا فى الشرك ، وتعددت لديهم الآلهة ووقعوا فى شقاق وإختلاف . قال جل وعلا بعدها : (فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) البقرة ). ولأن الله جل وعلا يعلم غيب المستقبل وأن المسلمين سيقعون فيما وقع فيه أهل الكتاب من تفريق بين الرسل وأن الوقت سيأتى برفع ( محمد ) فوق الأنبياء والرسل وتفضيله عليهم فإن الله جل وعلا كرّر نفس الأمر ولكن موجها لخاتم النبيين مباشرة ليكون البنى محمد بريئا ممّن يرفعه فوق الأنبياء ويفضّله عليهم . قال له جل وعلا : ( قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) آل عمران ) ثم جاء قوله جل وعلا يؤكد أن هذا هو الاسلام الذى سيقبله الله جل وعلا يوم القيامة :( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ (85) آل عمران ). أى إن من يرفع محمدا رسول الله فوق الأنبياء والمرسلين لن يكون مسلما يوم القيامة ولن يقبل الله جل وعلا عمله ، وسيحبط أعماله الصالحة وسيكون من الخاسرين .

هذا هو حُكم الله جل وعلا مقدما على أغلبية من يزعمون الاسلام ، وهم يوم القيامة سيكونون خالدين فى النار لمجرد قولهم ( لا إله إلا الله / محمد رسول الله ) إذ أنهم يفرقون بين الرسل ويفرقون بين الله جل وعلا ورسله . 

اجمالي القراءات 3689