انا ورثت الولاية الصوفية عن أبى ، وهى تعطى اسرتنا وجاهة اجتماعية وتضمن لنا رزق وفير . لكن ما كنت مقتنع بالموضوع ، كنت شايف أبويى راجل عادى ، لا كرامات ولا حاجة ، والكلام اللى الناس بتقوله عنه كله كذب ، حتى ابويا لم يكن يصلى الا صلاة الجمعة قدام الناس ، وسااعات يصلى قدام الناس لما يزورونا . الله يرحمه كانت له علاقات تسببت فى مشاكل كثيرة مع أمى الله يرحمها. ولما ماتت بيتنا اصبحت فيه خدامات متطوعات من أجل بركة سيدنا الشيخ اللى هو أبويا صاحب الولاية والكرامات . واكتشفت علاقات بين ابويا والخدامات ، ومرة تشجعت وسألت أبويا عن صلاته وعلاقاته فقال لى ان الأولياء لهم وضع خاص عند ربنا . الموضوع ما عجبنيش ، لأن معنى كده ان ربنا بيفضل فلان على فلان وده ظلم . سكت . وتركت التصوف بينى وبين نفسى ، وبقيت سنى . وبعدين كلام السلفيين قرفنى . تركت السلفيين والسنيين وقرأت فى موقعكم وعجبنى ، خصوصا كتبك يا استاذ عن التصوف . لكن كتاب (القرآن وكفى ) قلب موازين عقلى . المشكلة ان ابويا مات وبقيت أنا شيخ الطريقة والولى صاحب الكرامات والجاه ، واللى الناس بتركع وتسجد له وتطلب منه المدد . قلت أسيب الأفلام دى لقيت ان المرتزقة اللى حواليا ممكن يقتلونى لو عملت كده ، لأنهم بيكسبوا اكتر منى ، وكان منهم واحد صديق ابويا ومستشاره ، وكنت بأثق فيه . قلت له عايز أسيب الشغلانة المهببة دى لنها حرام فى حرام ومكسبها نصب واحتيال . لقيته وشه إسود وقال لى لو عملت كده نقتلك ونعمل عليك ضريح ونكسب منك أكتر. أنا ارتعبيت . وبعدين قال لى : لو سبت الشغرنة دى حتعيش إزاى وانت ساقط ثانوية عامة وما تنفعش فى اى شغلة . وقال لى الناس هى اللى عايزة كده ولازم تعبد أى واحد وتعطيه النذور ، أن ما كانش انت حيدورا على غيرك . هم محتاجين ولى يتوسلوا بيه ويعطيهم أمل . ودى شغلانة متوارثة فى عيلتكم وتيجى تضيعها ؟ ليه ..أنا محتار .اعمل ايه يا استاذ ..